وصل عدد أيام الدراسة في دولة الإمارات إلى 185 يوماً موزعة على 3 فصول دراسية، يشمل الفصل الدراسي الأول 16 أسبوعاً، في حين يتوزع الفصلان الثاني والثالث على 11 أسبوعاً لكل منهما، ويطبق هذا النظام على المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء، مع وجود بعض الفروق الطفيفة في المواعيد والإجازات بين النوعين وهو ما يعزز جودة المخرجات التعليمية.

وعند مقارنة عدد أيام الدراسة في الإمارات مع دول أخرى، نلاحظ تبايناً في عدد الأيام؛ ففي الولايات المتحدة الأمريكية، يتراوح عدد الأيام بين 175 إلى 180 يوماً حسب الولاية، ويمتد العام الدراسي هناك من 18 إلى 20 أسبوعاً لكل فصل دراسي، مع عطلات طويلة خلال فصلي الشتاء والصيف، وفي المملكة المتحدة، يبلغ عدد الأيام 190 يوماً، مقسمة على 13 أسبوعاً في الفصل الأول و12 أسبوعاً لكل من الفصلين الثاني والثالث.

وفي كندا، يبلغ عدد أيام التمدرس حوالي 180 يوماً في السنة، وتوزع الفصول الدراسية بين 10 إلى 12 أسبوعاً، مع اختلاف القواعد بين المقاطعات، أما في ألمانيا، فيصل عدد أيام التمدرس إلى حوالي 185 يوماً، مقسمة على فصلين دراسيين، يتكون كل منهما من حوالي 13 أسبوعاً، ويتميز النظام التعليمي في ألمانيا بالمرونة والتنوع بين الولايات.

ومن جهة أخرى، تمتلك سنغافورة أحد أعلى عدد أيام التمدرس في العالم بواقع 200 يوم دراسي، وتقسم السنة الدراسية هناك إلى 4 فصول، تتضمن 10 أسابيع لكل فصل، مما يعكس تركيز الدولة على تطوير المهارات الأكاديمية لطلابها.

مهارات

وقالت الخبيرة التربوية نورا سيف المهيري، إن عدد أيام التمدرس يمثل عاملاً رئيسياً في استمرارية التفاعل بين الطلاب والمعلمين والمحتوى التعليمي، إذ إن زيادة عدد أيام التمدرس تحسن من المهارات الأكاديمية، وتعزز التفكير النقدي، وتساهم في تطوير المهارات الحياتية.

وأوضحت أن دولة الإمارات تعتمد 185 يوماً للتمدرس، وهو عدد جيد وكافٍ لمواكبة متطلبات التعليم الحديث، خصوصاً في ظل التطورات السريعة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، ما يساعد المدارس على العمل على تعزيز جودة التعليم من خلال إدخال أساليب تدريس حديثة، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي والأنشطة الإثرائية التي تركز على التفكير النقدي وحل المشكلات.

وذكرت أن تقسيم السنة الدراسية بين الدراسة والعطلات أحد العوامل المؤثرة في فعالية التعليم، لافتة إلى أن الأبحاث الحديثة أشارت إلى أن العطلات الطويلة قد تؤدي إلى تراجع المهارات المكتسبة خلال العام الدراسي.

وفي الإمارات، يتميز توزيع العطلات بالتركيز على الحفاظ على استمرارية التعلم، مما يساعد الطلاب على الاستفادة القصوى من أيام التمدرس دون فترات انقطاع طويلة، وهذا التوزيع المتوازن يساهم في الحفاظ على المستوى التعليمي، كما يقلل من «فجوة الصيف» التي قد تؤثر على بعض الطلاب في أنظمة تعليمية أخرى.

وأكدت أنه عند دراسة التجارب التعليمية الدولية، يظهر أن النظام التعليمي في الإمارات يمتلك بنية قوية مع عدد أيام دراسية مناسب، ومع استمرارية التحديث في الأنظمة التعليمية على مستوى العالم، تظل الإمارات مواكبة لهذه التغيرات المستمرة لضمان أن النظام التعليمي في الإمارات قادر على تلبية احتياجات المستقبل، سواء من حيث عدد أيام التمدرس أو جودة التعليم.

ومن جهته قال الخبير الدولي محمد عبيدات: «تعتبر أيام التمدرس العمود الفقري لأي نظام تعليمي ناجح، حيث توفر للطلاب الفرصة المثلى لاكتساب المعرفة وبناء القدرات الأكاديمية والشخصية، وتحقيق توازن بين عدد أيام التمدرس والمحتوى التعليمي يضمن استمرارية العملية التعليمية ويعزز من جودة النتائج النهائية، ودولة الإمارات أدركت مبكراً هذا الجانب المهم في التعليم، فعملت على وضع نظام تعليمي متقدم يضم 185 يوماً دراسياً، مما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية».

ولفت إلى أن الجهود التي بذلتها الدولة للحفاظ على هذا العدد من أيام التمدرس تعكس رؤيتها الاستراتيجية في بناء أجيال قادرة على المنافسة في الساحة العالمية، والالتزام بتوفير بيئة تعليمية مستقرة ومتواصلة يدعم تطوير مهارات التفكير النقدي، والابتكار، وحل المشكلات لدى الطلاب، وهو ما يتطلب بطبيعة الحال وقتاً كافياً للتعليم والتعلم، بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه الأيام في تعميق العلاقات بين الطلاب والمعلمين، مما يعزز من جودة التفاعل التعليمي ويؤدي إلى تحقيق نتائج أفضل على الصعيدين الأكاديمي والشخصي.

وذكر أن نموذج الإمارات في الحفاظ على أيام التمدرس يعكس أيضاً مرونة النظام التعليمي وقدرته على التكيف مع التحديات المختلفة، سواء أكانت تتعلق بالمتغيرات العالمية أم المحلية، لافتاً إلى أن هذا الالتزام الراسخ يضع الإمارات في مقدمة الدول التي تسعى جاهدة إلى تطوير التعليم ليس فقط كوسيلة للتنمية الوطنية، ولكن كوسيلة للمساهمة في التقدم العالمي، وبهذا، تصبح الإمارات مثالاً يحتذى به في كيفية الاستفادة القصوى من أيام التمدرس لتحقيق تعليم رائد ومستدام.