بسبب ضعف برامج الإرشاد.. حيرة اختيار التخصص تربك طلبة الجامعات الجدد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه العديد من طلبة الجامعات المستجدين بعض «الحيرة» في بداية العام الأكاديمي، تتعلق باختيار التخصص المناسب. لذا، بات إدخال الإرشاد الأكاديمي إلى منظومة التعليم ضرورة ملحة لتطوير مستوى أداء الطلبة، وتقليل الفجوة بين التعليم العام والجامعي، حيث إن برامج الإرشاد تساعد الطالب على تكوين مفهوم إيجابي عن ذاته، والتعرف إلى فهم ذاته وظروفه وواقعه والبيئة من حوله.

اختيار

«البيان» رصدت بعض حالات لطلبة وطالبات في عدد من مؤسسات التعليم العالي، منهم من أعرب عن حيرته من اختيار التخصص المناسب، ومنهم من ترك هذه المسألة برمتها للمرشد الأكاديمي، الذي اختار لهم التخصص، بناء على اختبار مهارات أجري لهم في الجامعة، رغم عدم تقبلهم للتخصص، إلا أن الجامعة وعدتهم بالتحويل إلى آخر يميلون إليه بعد السنة الأولى، ولم تنفذ ذلك، ما أثر في تحصيلهم الأكاديمي، نتيجة دراستهم تخصصاً لا يرغبون فيه.

وعلى سبيل المثال، ذكرت طالبة في إحدى مؤسسات التعليم العالي، تم تسجيلها في تخصص الموارد البشرية «تم توجيهها من قسم الإرشاد»، مع أن رغبتها كانت تميل إلى التسجيل في تخصص المحاسبة، فيما تم إخبارها بأنها سيتم تغيير التخصص حسب رغبتها خلال السنة الأكاديمية الأولى، إلا أن ذلك لم يحدث، الأمر الذي يتسبب في هدر سنوات الدراسة دون فائدة.

وشرح بعض الطلبة معاناتهم مع تغيير التخصص بسبب ضعف الإرشاد الأكاديمي أحياناً، فيما أكد آخرون عدم وجود مرشد بشكل فاعل، فهو مشغول أحياناً، أو لا يستطيع الطالب الوصول إليه أحيناً أخرى للتحدث معه، ومناقشة احتياجاته.

تهيئة الطالب

وأكد عدد من الأكاديميين أنه يتعين تهيئة الطالب منذ مراحل مبكرة، تسبق المرحلة الثانوية، باعتباره أحد البرامج التطويرية، التي تعتمد المنهج العلمي الدقيق لتحديد ميول الطلبة وتنمية تطلعاتهم، ليكون أداة تشخيصية بمعايير سليمة، ليبدد الحيرة في اختيار تخصصات المستقبل، التي تخدم عملية التنمية، وتبتعد بهم عن كل ما يؤدي إلى تعثرهم أكاديمياً ومهنياً.

وأكدوا لـ «البيان» أن برامج الإرشاد الأكاديمي والمهني، تكتسب أهمية كبيرة، من خلال اتباعها نظام اتصال وتواصل دائم مع الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، مشيرين إلى أن الإرشاد يأتي متمماً ومكملاً للعملية التربوية والتعليمية، باعتباره جزءاً مهماً لا يتجزأ منها، يسهم في تنمية شخصية الطالب من كل أبعادها، لتحقيق أهداف العملية التربوية والتعليمية بوجه أكمل، والوصول به إلى مستوى مناسب من الصحة النفسية، ليكون خريجاً فاعلاً، ومنتجاً قادراً على تلبية حاجاته وحاجات مجتمعه، فضلاً عن دوره في تشجيع الطلبة على الالتحاق بالتخصصات الجامعية التي يتطلبها سوق العمل.

تخصصات ستندثر

وأوضح الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، أن الإرشاد المهني يجب أن يوعي الطالب بإمكانية توفر تخصص معين، بعد انتهاء مدة الدراسة في الجامعة من عدمه، بمعنى أن بعض التخصصات قد تندثر خلال خمس أو عشر سنوات مقبلة، وبالتالي، فقد يضيع الطالب سنوات في دراسة تخصصات ستندثر.

وأضاف: الإرشاد الأكاديمي والمهني، يجب أن يبدأ منذ الصف العاشر في المرحلة الثانوية، لتعريف الطالب بالوظائف التي ستستمر أو التي ستستحدث، لا سيما في ظل التطور التكنولوجي.

مهارات مطلوبة

وقال الدكتور يوسف العساف رئيس جامعة روشستر للتكنولوجيا في دبي، إن سوق العمل تغير بشكل جذري، بسبب الثورة التكنولوجية الحالية، وبالتالي، تغيرت متطلبات سوق العمل، من حيث الوظائف والمهارات المطلوبة من الموظفين الحاليين والخريجين، ومن هنا، تأتي أهمية الإرشاد الأكاديمي والوظيفي على كافة المستويات، لا سيما في مؤسسات التعليم العالي.

وأضاف: إن الإرشاد الأكاديمي يرسم خريطة الطريق للطلبة، لذلك تقع على عاتق الجامعات، ومؤسسات التعليم العالي، مسؤولية توجيه طلبة المدارس، ومساعدتهم على اختيار التخصص، وفقاً لإمكاناتهم واهتماماتهم العلمية، وقدراتهم الفردية وميولهم، بالإضافة إلى احتياجات سوق العمل.

تعاون فاعل

ويرى محمد عبد الله رئيس معهد دبي للتصميم والابتكار، أهمية توفير مرشد أكاديمي متخصص، منذ المراحل المبكرة في المدارس، وليس في المرحلة الثانوية، مشيراً إلى أنه لا يوجد أحياناً تنسيق أو تعاون فاعل بين إدارات المدارس والجامعات في هذا الخصوص، وفي الوقت ذاته، فإن بعض الجامعات تفتقد إلى الاهتمام بتوعية طلبتها بالتخصصات الجديدة التي تطرحها سنوياً. وشدد على ضرورة تعيين مرشد أكاديمي متخصص في المدارس، يسند إليه عملية شرح وتوعية الطلبة بالبرامج والتخصصات الجديدة المطلوبة لسوق العمل، والتي تخدم الأهداف التنموية للدولة.

خطوة حاسمة

وقالت الدكتورة شاكيل أجنيو أستاذ مشارك في علم النفس بجامعة هيريوت وات دبي، إن اختيار المسار الوظيفي خطوة حاسمة في تحديد الأهداف المهنية، وإنشاء استراتيجيات لتحقيقها، وحثت إدارات المدارس وأولياء الأمور، على العمل بشكل تعاوني، لتطوير خطة مهنية ناجحة وهادفة للطلاب.

Email