أطلقتها مدارس حكومية وخاصة لتحسين العلاقات الطلابية

«رائد الصف» مبادرة لتعزيز بناء شخصية الطالب وتطوير سلوكياته

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في إطار سعي المدارس إلى تعزيز القيم التربوية وتطوير مهارات القيادة لدى الطلبة، أطلقت مدارس حكومية وخاصة مؤخراً مبادرة «رائد الصف»، لاختيار طالب من كل صف ليكون قائداً وممثلاً لزملائه، كجزء من جهود المدارس لتطوير الشخصية الطلابية، وتحفيز الطلبة على تبني السلوكيات الإيجابية، وتعزيز العلاقات البينية.

واعتبر تربويون أن المبادرة تعد فرصة ذهبية للطلبة لاكتساب مهارات القيادة والمسؤولية في سن مبكرة، حيث تحصر المدرسة أعداد وأسماء الطلبة الراغبين في المشاركة في المبادرة، ومن ثم يقوم كل طالب منهم بتقديم رسالة قصيرة لزملائه في الصف، يعرض فيها أفكاره ورؤيته حول كيفية تحسين بيئة الصف وتشجيع زملائه على النجاح والتميز، يتم بعدها اختيار رائد الصف عبر عملية تصويت تجري بين الطلبة في كل صف، مما يضفي على المبادرة طابعاً ديمقراطياً ويعزز من مفهوم المشاركة الجماعية.

واعتبرت الدكتورة وفاء حسنين مساعد مدير القسم التأسيسي في مدرسة الحكمة فرع التلة، «رائد الصف» إحدى المبادرات الرائدة التي تسهم في بناء جيل قيادي يتحمل المسؤولية ويعمل على تحسين مجتمعه، موضحة أن تعزيز مهارات القيادة والعمل الجماعي منذ الصغر يعزز من فرص الطلاب في النجاح في حياتهم المستقبلية، ويساهم في بناء مجتمع متماسك يعتمد على التعاون والاحترام المتبادل.

وذكرت أن تكليف الطالب بدور رائد الصف خطوة مهمة في بناء شخصيته، «فالمسؤولية التي تقع على عاتق الطالب القائد تساعده على تطوير الثقة بالنفس وتعلم مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات، علاوة على ذلك، تساهم المبادرة في تعزيز روح التعاون والعمل الجماعي بين الطلبة، ليصبح رائد الصف حلقة وصل بين إدارة المدرسة وزملائه، مما يعزز من حس الانتماء والولاء للمجموعة».

توجيه السلوكيات

من جانب آخر، أفاد أحمد يحيى نائب مدير مدرسة الشروق، بأن «رائد الصف» يسهم في توجيه السلوكيات الطلابية نحو الأفضل، حيث إن الطالب الذي يتم اختياره كرائد للصف يشعر بالمسؤولية تجاه زملائه ويعمل على تحفيزهم على الالتزام بالسلوكيات الإيجابية مثل التعاون، والاحترام المتبادل، والاجتهاد في الدراسة، وكذلك تساهم هذه المبادرة في تحسين العلاقات الطلابية داخل الصف، حيث يتعلم الطلاب كيفية التعامل مع بعضهم البعض بطريقة أكثر نضجاً واحتراماً، ويتعاونون معاً لتحقيق أهداف مشتركة.

وأكد أن هذه التجربة التعليمية متكاملة، إذ لا تقتصر على تعليم الطلبة القيادة فقط، بل تعمل على بناء شخصية متوازنة تجمع بين القوة والتواضع، كما تسهم في تحسين المناخ الدراسي داخل الصفوف.

اكتشاف مواهب

من جانبها، أشارت المعلمة فوزية الشيخ، إلى أن المبادرة تساعد الطلبة على اكتشاف مواهبهم القيادية مبكراً، وتتيح لهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم، كما أن عملية التصويت تعزز من روح المسؤولية لديهم، حيث يتعلمون كيفية قبول النتائج بصدر رحب والعمل ضمن فريق واحد.

وأوضحت أنه من واقع خبراتها كمعلمة فإن التجربة أثبتت نجاحها في تعزيز التواصل بين الطلبة والمعلمين، حيث يساعد رائد الصف على نقل آراء وملاحظات زملائه إلى الإدارة بطريقة سلسة، كما أن المبادرة تسهم في بناء علاقات طيبة بحيث يشعر كل طالب بدوره المهم في نجاح زملائه وبيئته الدراسية.

 

Email