قال أحمد السويدي المدير التنفيذي لجمعية دبي الخيرية، إن لدى الجمعية توجهاً إلى التركيز على المشروعات الداخلية ورفع نسبة الموازنات السنوية المخصصة لها إلى 70% في السنوات الثلاث المقبلة، إضافة إلى التوجه إلى إضافة دول جديدة إلى قائمة الدول المستفيدة من المشروعات الخارجية بعد دراسة الحاجة فيها إلى مشاريع خيرية وتنموية.
وكشف في أول حوار مع «البيان» بعد تعيينه مديراً تنفيذياً للجمعية، عن الخطط والأولويات في هذا العام تحديداً من أجل زيادة التبرعات، لافتاً إلى أن الجمعية تعمل على إضافة قنوات تبرع جديدة لزيادة حجم الإيرادات، وإجراء هيكلة إدارية جديدة، وتحديث شامل لبنيتها التحتية التقنية بما فيها الموقع الإلكتروني والبرامج المستخدمة في تلقي التبرعات وتوزيعها على المحتاجين وفق إجراءات محوكمة ومؤتمتة توفر الجهد والوقت للمتبرعين والمستفيدين على حد سواء، وتدعم جهود التحول الرقمي المؤسسي، عطفاً على خطة لديها لاستحداث حلول رقمية وذكية لزيادة عدد قنوات التبرع وزيادة حجم الإيرادات السنوية.
وقال: «نعكف على تطوير وترقية البرامج الإلكترونية والتطبيقات الخاصة بالجمعية لمواكبة التطور التقني والتحول الرقمي في الدولة بهدف التخفيف على المتبرع والمستفيد من إجراءات العمل والحصول على المساعدات، وثمة توجه لتكون جميع الإجراءات والطلبات إلكترونية».
مشروعات خارجية
وأكد السويدي حرص «دبي الخيرية» على الإسهام بفاعلية في تحسين ظروف حياة المحتاجين وتحقيق التنمية الشاملة لديهم، عبر مشاريعها المتعددة التي تنفذها داخل الدولة وخارجها ضمن الأطر والمعايير الدولية والقيم الإنسانية، في وقت أكد كذلك أن عمل الجمعيات الخيرية خارج الدولة ليس خياراً لها، وإنما التزام رغبة المتبرعين الذين يحددون نوع المشاريع وأماكن تنفيذها.
وقال: «تنفذ الجمعية مشروعات وبرامج إنسانية وتنموية خارج الدولة بالتعاون مع سفاراتنا وقنصلياتنا في تلك الدول التي تتعاون فيها، وكذلك مع عدد من المؤسسات والهيئات الخيرية، لخدمة شرائح مجتمعية كبيرة، التزاماً برؤيتها نحو الريادة في تقديم الخدمات الإنسانية وتلبية رغبات المتبرعين وحاجات المحتاجين، ويُجرى العمل على زيادة الدول المستفيدة من مشاريعنا الخارجية مثل باكستان على سبيل المثال».
65 مليوناً
وأشار إلى أن «دبي الخيرية» صرفت العام الماضي نحو 65 مليوناً على 18760 مشروعاً في أكثر من 35 بلداً في إطار ترسيخ الدور الإنساني والرسالة الحضارية لدولة الإمارات وشعبها الأصيل، وشملت بناء مساجد ومدارس ومستوصفات ودور أيتام ومراكز تحفيظ قرآن ومساكن للفقراء إضافة إلى حفر آبار وتوفير سقيا مياه وتنفيذ برامج رعاية صحية وتعليمية ووقف خيري وأسر منتجة وأخرى عامة.
وبين أن الحصة الأكبر من المشاريع الخارجية ذهبت لبناء المساجد بواقع 610 مساجد بتكلفة وصلت إلى ثلاثين مليون درهم، تلتها مشاريع حفر الآبار بنحو 5244 بئراً بتكلفة إجمالية وصلت إلى نحو 15 مليوناً، ثم مشاريع الوقف الخيري بنحو 4116 مشروعاً بتكلفة 9 ملايين و150 ألف درهم.
وأعرب المدير التنفيذي عن أمله مضاعفة هذه المخصصات هذا العام، لتنفيذ المزيد من المشاريع خارج الدولة بدعم وتفاعل المحسنين وأهل الخير الذين دعاهم إلى بذل المزيد من السخاء والعطاء لتوسيع شريحة المستفيدين في الدول المحتاجة.
تحدٍّ وحل
ورأى المدير التنفيذي لجمعية دبي الخيرية أن أبرز تحديات قطاع العمل الخيري في هذه المرحلة الوصول إلى المتبرع وزيادة حجم التبرعات في ظل الظروف العامة والارتدادات التي تركتها جائحة كورونا على حياة الناس ولا سيما أوضاعهم الاقتصادية.
وقال: هناك تحديات تواجه قطاع العمل الخيري وأبرزها الوصول إلى المتبرع، سواء كان فرداً أو مؤسسة أو شركة أو رجل أعمال، ونحن في جمعية دبي الخيرية استحدثنا أخيراً قسماً خاصاً بخدمة العملاء للتواصل مع المحسنين والمتبرعين وتوفير المعلومات الأساسية التي يحتاجونها عن المشاريع التي تعمل الجمعية عليها، عبر الرقم 80094.
وأضاف: بالرغم من حداثة القسم إلا أنه يشهد تفاعلاً كبيراً من المتبرعين الدائمين والجدد الذين وفرنا لهم قنوات متنوعة للتبرع ومنها التحويلات المصرفية، والإيداعات المصرفية والرسائل النصية، وجوجل باي Google pay، وآبل باي Apple pay وDubai smart government.
مواكبة ودعم
وأكد أحمد السويدي حرص جمعية دبي الخيرية على مواكبة مسيرة العطاء والإنجازات التي حققتها دولة الإمارات ولا تزال على صعيد الأعمال الإنسانية والإغاثية، حتى تصدرت دول العالم في حجم المساعدات المقدمة للشعوب المحتاجة في العالم، وذلك بدعم برامجها ومبادراتها ومشاريعها ذات الصلة بالعمل الخيري والإنساني.