المنسق العام لبرنامج التميّز الحكومي لـ « البيان »: دبي ترسّخ الرشاقة المؤسسية والجاهزية للمستقبل

أكد الدكتور هزاع خلفان النعيمي المنسق العام لبرنامج دبي للتميّز الحكومي، أن البرنامج الريادي، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، منذ تأسيسه في 1997، أرسى ثقافة راسخة لتحقيق التميّز في كل ما تقدمه حكومة دبي للفرد والمجتمع، بروح الفريق الواحد، ووفق نموذج سبّاق، محوره الإنسان، وغايته العليا خدمة الناس على أكمل وجه.

وقال في حوار مع «البيان»: إن نهج قيادتنا الرشيدة ودبي، الاستماع لأفكار الناس، وتلمّس احتياجاتهم، واستشراف تطلعاتهم المستقبلية، ومواكبة طموحاتهم، وتحقيقها بأعلى درجات التميّز، مشيراً إلى أن تجربة دبي في التميّز الحكومي، هي اليوم معيار عالمي، ونموذج دبي الرائد في العمل الحكومي يحفز الابتكار، ويسرّع التطوير، ويشجع المبادرات الحكومية المشتركة، ويحقق التمكين الرقمي، ويرسّخ ثقافة الرشاقة المؤسسية والجاهزية للمستقبل، ولعل الحافز الأكبر لمواصلة تطوير برنامج دبي للتميز الحكومي، هو أنه أصبح فصلاً مستمراً من الريادة في قصة نجاح دبي التي تلهم العالم.

وأضاف النعيمي: نحتفي (اليوم) بتوزيع جوائز برنامج دبي للتميز الحكومي 2024، والذي سيقام في مركز دبي التجاري العالمي، لتكريم الكفاءات والجهات الحكومية المتميزة في حكومة دبي، مشيراً إلى أن البرنامج هو تأكيد على نموذج المرونة والتطوير المستمرين، وانعكاس لوتيرة النمو السريع لدبي على كافة المستويات، وتتويج لمسيرة حافلة بالإنجازات للأداء الحكومي المتميز، ومحفز متجدد للكوادر الحكومية والجهات كافة للابتكار والتطوير المستمر، الذي يلمس المجتمع بكل فئاته وشرائحه أثره المستدام، والذي يصنع الفارق، ويرسخ ريادة دبي للمؤشرات العالمية للابتكار والتنافسية، وتميّز الخدمات الحكومية وكفاءة الأداء، والاستعداد للمستقبل وصناعة الفرص وجودة الحياة ككل.

الدورة الحالية

وأوضح الدكتور هزاع النعيمي، تتوج الدورة الحالية لجوائز برنامج دبي للتميّز الحكومي نتائج تقييم الجهات بناء على المنظومة المحدثة للتميز، التي اعتمدها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، في فبراير 2023، بمعايير مبتكرة، تشمل الأثر الاجتماعي والجاهزية للمستقبل وتطوير الكفاءات البشرية، وتقوم على ثلاثة محاور، هي الرؤية، والقيمة المميزة وممكّنات التطوير.

وتميزت هذه الدورة باستحداث ثلاث فئات مؤسسية جديدة، وهي الجهة الأكثر جاهزية للمستقبل، وأفضل جهة في التمكين الرقمي، وأفضل مبادرة حكومية مشتركة، كما أنها تميزت بإنجاز المقيّمين الإماراتيين، الذين شكلوا 45 % من مجموع المقيّمين في هذه الدورة من البرنامج، لكل عمليات تقييم الفئات المؤسسية، وفئات الأوسمة.

وشهدت هذه الدورة تقييم فئة وسام دبي لمساعد المدير العام /المدير التنفيذي لأول مرة في تاريخ البرنامج، من قبل لجنة مكونة من قيادات وطنية ومديري عموم سابقين في حكومة دبي والإمارات.

وأثنى المديرون العامون السابقون الذين شاركوا في دورة التقييم هذه على التجربة، وأشادوا بالفكرة، داعين إلى البناء عليها، وتوسيعها لما فيه الاستفادة من خبرات المسؤولين السابقين.

رؤية

وتابع، تتمثل رؤية برنامج دبي للتميّز الحكومي في تحقيق الريادة العالمية لحكومة دبي، من خلال التميز والابتكار. ورسالته هي تمكين الجهات الحكومية في دبي لتطوير الأداء والنتائج والخدمات، لتصل إلى مستوى رائد عالمياً، ومنذ إطلاقه، ساهم البرنامج بالتعاون مع الجهات الحكومية في تعزيز ريادة دبي من خلال: تعزيز الرشاقة والكفاءة والفاعلية، وتحفيز الابتكار والإبداع والجاهزية للمستقبل، كذلك تعزيز الشفافية والمساءلة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة، ما يساعد على تحقيق التكامل في تقديم الخدمات، وتحسين تجربة المستفيدين. كما يسهم البرنامج في بناء القدرات، وتعزيز مكانة دبي عالمياً.

أثر

وقال الدكتور هزاع النعيمي، كل ما يقوم به البرنامج ينعكس أثره بالمحصّلة على المجتمع، وتسهيل حياة الناس، بدءاً بتطوير العمل الحكومي والارتقاء بالخدمات الحكومية. فمتطلبات المجتمع وتطلعاتهم هي من تحدد معايير برنامج دبي للتميز الحكومي. ومثال على ذلك، استحداث فئة الجهة الصديقة لأصحاب الهمم في إحدى دورات البرنامج، استجابة لاحتياجاتهم، لضمان الدمج المتكامل في المجتمع، والعيش باستقلالية، ما أطلق تنافساً بين مختلف الجهات الحكومية لتسريع تطوير المرافق والخدمات الصديقة لأصحاب الهمم والابتكار فيها.

تطوير

وأشار إلى أن البرنامج كان الحجر الأساس لانطلاق العديد من المبادرات والبرامج الحكومية المتميزة، وهو مسرّع للعمليات التطويرية في العمل الحكومي. وهو في قلب صناعة القرار في دبي. ويتكامل دوره مع منظومة العمل الحكومي في دبي، ولا يعمل بمعزل عن باقي المؤسسات، وهو رابط بين مفاصل العمل الحكومي، ومحفز لكفاءة الأداء الحكومي المتميز. ويتكون من دورة كاملة، تحفز التميز والابتكار وتقيمه، لتنتهي بتطوير الأداء وتحسينه.

كما أن برنامج دبي للتميز الحكومي يربط المتعامل والموظف والإدارة والجهة الحكومية في دورة تميّز متكاملة، تقوم على معايير شاملة، مثل تضمين موضوع التوطين في تقييم أداء الموارد البشرية، أو تقييم التحول الرقمي وسعادة المتعاملين، أو تقييم نتائج المؤشرات التي تقاس من قبل الجهات الحكومية المركزية. باختصار، يحقق برنامج دبي للتميز الحكومي حراكاً حكومياً شاملاً على مستويات ومقاييس التميّز، وهو محرّك للأثر المضاعف على المستويات كافة.

تمكين

وأوضح أن البرنامج يحرص على التدريب، وتمكين الكفاءات الوطنية والحكومية، ويشارك تجربته الريادية مع مؤسسات دولية. كما أنه يؤهل اليوم مقيّمين معتمدين من المواطنين والمقيمين الدوليين، وتم تدريب أكثر من 2000 موظف حكومي، من خلال الدورات التدريبية المتخصصة في مجال التميز والابتكار، إضافة إلى حضور أكثر من 40 ألف موظف حكومي للندوات المعرفية التي ينفذها البرنامج بشكل شهري، من خلال المنصة الرقمية للبرنامج، التي تتضمن أيضاً مقررات تدريبية ذكية، متاحة لجميع موظفي حكومة دبي.

العالمية

وبيّن الدكتور النعيمي أن برنامج دبي للتميز الحكومي، عضو مؤسس في مجلس التميّز العالمي، وممثل لمنطقتنا فيه، وهو ضمن 12 برنامجاً دولياً مرجعياً للتميز ضمن المجلس العالمي. ويعد اليوم مرجعاً إقليمياً ودولياً للتميز الحكومي، تستفيد منه حكومات ودول عديدة في آسيا وأفريقيا ومختلف أنحاء العالم، والعديد من الخبراء اليوم يعتبرون البرنامج معياراً عالمياً في تقييم التميّز الحكومي. كما أسس البرنامج المجلس العالمي للمؤسسات المبتكرة، والذي يمثل منصة عالمية تهدف لإيجاد الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات العالمية المتسارعة، التي تواجه المؤسسات والتكيّف معها.

مميزات

وذكر أن برنامج دبي للتميز الحكومي، يتميز عن غيره بأنه مثل دبي، مرن ورشيق ومبتكِر ومتطور باستمرار، يبتكر على الدوام، ويستبق التحولات، ويواكب المتغيرات، وهو أداة فاعلة لتحفيز العمل الحكومي المتميز. وانعكاس لكون حكومة دبي هي الأولى عالمياً في الاعتماد على النتائج والمخرجات والأثر بنسبة 100 % في تقييم كفاءة الأداء الحكومي وتميّزه.

ويقدم البرنامج حافزاً للجميع للمنافسة بفضل فئاته المتنوعة، ومستوياته التي تعزز تكافؤ فرص الفوز بجوائزه لجميع الجهات الحكومية وكوادرها، بمختلف تخصصاتها، وما يميز برنامج دبي للتميز الحكومي، أنه غيّر نهج التميّز في الأداء الحكومي، من مجرّد التنافس إلى تحقيق الريادة مع التطوير الذاتي والمؤسسي المستمر، فأصبحت الجهات المتنافسة تنافس مثيلاتها من أفضل الممارسات العالمية، بالسعي الدائم نحو التحسين المستمر، دورة بعد أخرى، كون أن البرنامج يركز من خلال منظومة التميز الحكومي ونموذج النخبة، على الريادة في العمل التخصصي للجهة الحكومية، بحيث يكون لها فرصة من خلال التحسين والتطوير للصعود من فئة المستوى الأساسي بالبرنامج، إلى مستوى التميز، بعد تحقيق 450 نقطة أو أكثر، ومن ثم الصعود إلى الفئة الأعلى، فئة النخبة، بعد تحقيق 600 نقطة أو أكثر.

تقدير

وحول أهمية التقدير والتكريم في استمرارية التحسين والتطوير والعمل لتحقيق التميّز، أوضح الدكتور هزاع النعيمي، أنه كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في كتاب رؤيتي «التقدير يفجّر الطاقات».

ولذلك، لدينا اليوم جهات حكومية في فئة النخبة في برنامج دبي للتميز الحكومي، أصبحت معياراً عالمياً للأداء الحكومي المتميز، سواء في مجال عملها التخصصي، أو الابتكار والجاهزية للمستقبل، أو الشراكة، أو كفاءة الإدارة أو تسهيل الإجراءات، أو رقمنة الخدمات أو الرشاقة المؤسسية، وتتعلم العديد من المؤسسات حول العالم من تجارب العمل الحكومي المتميزة في دبي، وهذا يعود إلى تقدير وتكريم تلك الجهات، وإبراز دورها الريادي في ترسيخ التميّز.

استمرارية

وأشار إلى أن أكبر حافز للبرنامج واستمراره وتطوره، هو دعم ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يحرص على الوجود شخصياً في كل فعاليات جوائز برنامج دبي للتميز الحكومي منذ التأسيس. كذلك المتعاملون هم المحور في تصميم الخدمات الحكومية وتطويرها وتحسينها والابتكار فيها. وبرنامج دبي للتميز الحكومي، يواكب هذا النموذج الريادي لدبي، ويمكّنه من خلال تحفيز الابتكار الذي يلبي احتياجات وتطلعات الناس، والذي يكون سبباً لتصميم المبادرات الحكومية، وهو يعتمد على نتائج الدراسات والاستبيانات والتقييم المؤسسي.

ومن الحوافز لاستمرارية البرنامج، هي ترسيخه الناجح لقيم الإيجابية والتمكين وتطوير الكفاءات، والتركيز على بناء المواهب والقدرات، وتعزيز العمل التخصصي، والإعداد لوظائف المستقبل. ونشكر هنا كل الجهات الحكومية التي تشارك في البرنامج منذ انطلاقته الأولى، وتتبنى معاييره، وتطبق مؤشراته في مبادراتها وبرامجها لتحقيق التميز، فلولاها ما كان للبرنامج أن يستمر ويتطور ويواصل الابتكار.

الأكثر مشاركة