تتطلع محاكم مركز دبي المالي العالمي، ومؤسسة دبي للمستقبل، للضلوع هذا العام في مبادرة «محاكم الفضاء»، والتي تندرج تحت مظلة محاكم المستقبل، ليوجه إطلاق المشروع رسالة قوية إلى مجتمع الفضاء الدولي، تؤكد فيها دولة الإمارات العربية المتحدة مدى جديتها للعب دور رائد في تطوير أنظمتها القضائية وتوجيه القدرات والإمكانات لحل النزاعات التجارية المتعلقة بمجال الفضاء.

وفي عام 2020، تمكنت الإمارات من تقلد مكانة مثيرة للإعجاب بين مصاف اللاعبين الكبار في مجال استكشاف الفضاء؛ فمع إطلاق مسبار الأمل الإماراتي استطاعت الدولة تعزيز قدراتها العلمية بأكثر من 50 مساهمة تمت مراجعتها من قبل الأقران في مجال أبحاث وعلوم الفضاء الدولية.

وتسعى الإمارات لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية والتمويل والابتكار والتكنولوجيا، وقد أنتجت قيمة إضافية كبيرة في مجال الخدمات اللوجستية من خلال إنشاء قدرات التصنيع والمعرفة الفنية الجديدة، وهناك بالفعل العديد من الشركات خارج نطاق صناعة الفضاء التي استفادت من هذا النقل للمعرفة.

وفي نهاية المطاف، ولّد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ قيمة تحويلية تصب في بناء قدرات اقتصاد وطني مستقبلي مختلف جوهرياً، اقتصاد يمنح دوراً أقوى بكثير للعلم والابتكار.

صناعة فضائية

في هذا السياق، قال القاضي زكي عزمي، رئيس محاكم مركز دبي المالي العالمي: «نشهد حالياً ولادة صناعة فضائية متكاملة مدعومة بالموارد البشرية والبنية التحتية والبحث العلمي.

وبالتوازي، ستسهم المبادرات العالمية كمحكمة الفضاء في تحقيق ذلك، عبر بناء شبكة دعم قضائي جديدة لخدمة المتطلبات التجارية الصارمة لأنشطة الاستكشاف الدولي للفضاء في القرن الحادي والعشرين.

ونظراً لأن تجارة الفضاء أصبحت أكثر عالمية من أي وقت مضى، ستحتاج البلدان التي تتمتع بقدر أكبر من الترابط والتنوع والمرونة إلى تمكين هذا النمو. وستتطلب الاتفاقيات التجارية المعقدة أيضاً نظاماً قضائياً مبتكراً بنفس القدر لمواكبة وتيرة النمو، وتقديم الضمانات واليقين لدعم وحماية الشركات».

وستكون لمبادرة «محاكم الفضاء» ثلاثة أهداف رئيسية: تشكيل فريق عمل دولي من هيئات وخبراء القطاعين العام والخاص، وتكليفهم باستكشاف الابتكارات القانونية المتعلقة بالفضاء لتقديم نظرة عامة على النتائج المحتملة لسيناريوهات النزاعات المتعلقة بالفضاء وسيتبع ذلك المزيد من الاستكشاف مع إنشاء «دليل نزاعات الفضاء»، الذي سيشتمل على مجموعة من المبادئ التوجيهية لدعم النزاعات المتعلقة بالفضاء، مع إتاحة التدريب اللازم للقضاة ليصبحوا خبراء في حل هذه النزاعات، وتلقي الدورات حول لوائح الفضاء المعمولة في الهيئات الدولية والوكالات الإقليمية.

قطاعات

من جهته قال خلفان بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل: «تعتبر صناعة الفضاء من أسرع القطاعات نمواً في الدولة. ففي فترة زمنية قصيرة، انضمت الإمارات العربية المتحدة إلى مصاف الدول التي لها بصمة كبيرة في مجال الفضاء.

ففي عام 2019، أطلقنا تحدي محمد بن راشد لاستيطان الفضاء، وخصصنا 2 مليون درهم إماراتي كتمويل أولي لصالح 35 فريقاً من العلماء في جميع أنحاء العالم.

كما نظمنا منتدى الفضاء على الأرض بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي لتقديم لمحة عامة عن التقدم التكنولوجي الذي تم إحرازه في استكشاف الفضاء وارتباطه بتحسين ظروف المعيشة على الأرض».

 شراكة

 بالإضافة إلى ذلك، أبرمت مؤسسة دبي للمستقبل شراكة مع وكالة الإمارات للفضاء لتنظيم ندوة على الإنترنت حول مستقبل الفضاء والاستيطان الفضائي، تناولت فيه التقنيات الناشئة واللازمة لتمكين الاستيطان في الفضاء على المدى الطويل بما يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة لأبحاث الفضاء واستكشافه.

وتمثل شراكتنا مع محاكم مركز دبي المالي العالمي لإطلاق مبادرة محاكم الفضاء خطوة أخرى نحو دعم جهود الإمارات لتوسيع قطاع الفضاء الناشئ.

فنحن في المؤسسة ملتزمون باستكشاف الاتجاهات المستقبلية والتنبؤ بها واختبار التقنيات المبتكرة، وإذا لزم الأمر، تقديم التشريعات الجديدة وتطوير الحالية منها لدعم مساعي دبي بأن تصبح مدينة مستقبلية رائدة عالمياً، وتعزيز مكانتها كاقتصاد قائم على المعرفة.