واصلت وسائل الإعلام العالمية اهتمامها بأول صورة التقطها مسبار الأمل لكوكب المريخ، والتي تشكل بداية سلسلة من البيانات القيمة والمعلومات العلمية الجديدة التي سيرسلها المسبار على مدى عام مريخي كامل ويرصد الغلاف الجوي لكوكب المريخ ويضع البيانات النوعية التي يجمعها في خدمة المجتمع العلمي العالمي.
وانتشرت الصورة التي أرسلها المسبار على مختلف وسائل الإعلام العالمية والمنصات الرقمية والوكالات الإخبارية في الأيام القليلة الماضية، جاء أحدثها في «سبوتنيك» و«إكسبرس»، و«أفريكازين»، و«أل بي سي بريطانيا»، وذلك في إطار متابعة شاملة ومستمرة لمختلف مراحل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وتسليط الضوء على أهدافه العلمية، والإشادة بالمكانة التي تحققها دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع استكشاف الفضاء والصناعات المرتبطة به.
نجاح
ونشر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، أولى الصور التي التقطها مسبار الأمل للكوكب الأحمر، بعد أقل من أسبوع من دخوله بنجاح مدار الالتقاط المقرر له حول المريخ، ما أكد لفريق محطة التحكم الأرضية بالمسبار في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي أن فعالية الأجهزة العلمية الثلاثة المحملة على متن المسبار في أفضل حالتها، وشكل مقدمة ناجحة لمباشرة مهامه العلمية بعد دخوله مداره العلمي في الشهرين المقبلين ومن ثم بدئه المرحلة العلمية التي تستهدف جمع 1000 جيجابايت من البيانات العلمية غير المسبوقة عن الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
ريادة
وافتتح موقع «سبوتنك» الإخباري تقريره حول الصورة الأولى التي أرسلها مسبار الأمل بالتغريدة التي نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مع أول صورة للمريخ من المسبار والتي قال فيها: من ارتفاع 25 ألف كم عن سطح الكوكب الأحمر.. أول صورة للمريخ بأول مسبار عربي في التاريخ.
واتبعها الموقع بالتغريدة التي نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبر تويتر وجاء فيها: «إرسال أول صورة للمريخ بعدسة مسبار الأمل.. بشرى خير، وفرحة جديدة.. ولحظة فارقة في تاريخنا، تدشن انضمام الإمارات إلى نخبة دول العالم المتقدمة في استكشاف الفضاء.. إن شاء الله تسهم هذه المهمة في فتح آفاق جديدة في عملية اكتشاف الكوكب الأحمر تعود بالخير على البشرية والعلم والمستقبل».
وأوضح الموقع أن المسبار دخل مدار الالتقاط حول كوكب المريخ 9 فبراير الجاري ما شكل نجاحاً لأول مهمة فضائية عربية بين الكواكب، وجعل من الإمارات الدولة الخامسة عالمياً التي تصل إلى الكوكب الأحمر، والثالثة عالمياً التي تحقق هذا الإنجاز من المحاولة الأولى، والأولى عربياً في هذا المضمار.
وأفاد الموقع بأن المهمة الأساسية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» تتمثل بدراسة الغلاف الجوي والظروف المناخية للكوكب الأحمر بجمع المعلومات والبيانات عنه لما يقارب عامين.
إنجاز تاريخي
ونشر موقع صحيفة «إكسبرس» البريطانية تقريراً مفصلاً حول نجاح مسبار الأمل في التقاط الصورة المتميزة الأولى، على حد تعبير الصحيفة، لكوكب المريخ بعد وصوله إلى الكوكب الأحمر في 9 فبراير 2021 في إنجاز تاريخي أدخل دولة الإمارات نادي الدول الـ5 التي نجحت في الوصول إلى الكوكب الأحمر.
وأوردت إكسبرس محتوى التغريدة التي نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عادّاً فيها الصورة الأولى التي أرسلها مسبار الأمل «لحظة فارقة».
وعرضت إكسبرس وصفاً تفصيلياً دقيقاً لمحتوى الصورة التي أرسلها المسبار، شارحة مكوناتها التي ضمت أكبر براكين المريخ والمجموعة الشمسية «أولميمبوس مونس» وهو يواجه أشعة الشمس الأولى، بالإضافة إلى سلسلة من 3 براكين أخرى تظهرها الصورة.
وأشارت الصحيفة نقلاً عن فريق عمل المسبار إلى أن نسبة نجاح دخول مسبار الأمل مدار الالتقاط حول المريخ بعد رحلة استغرقت 7 أشهر في الفضاء العميق كانت 50%، ولكن السيناريو الأمثل حصل بالفعل، آملين أن تؤدي الصورة الأولى من مسبار الأمل إلى استكشافات جديدة عن المريخ بما يعود بالفائدة على الإنسانية جمعاء.
ووصفت الصحيفة صورة مسبار الأمل الأولى للمريخ التي تم التقاطها من ارتفاع أكثر من 25 ألف كيلومتر عن سطح المريخ بـ«المبهرة».
رحلة ملحمية
ونشر موقع «أفريكازين» الإخباري تقريراً مفصلاً حول إرسال مسبار الأمل الصورة الأولى لكوكب المريخ بعد رحلة ملحمية تابعها الملايين في الدولة والمنطقة العربية والعالم واستمرت نحو 7 أشهر وقطعت 493 مليون كيلومتر حتى وصلت إلى كوكب المريخ.
ورصد التقرير ترقباً للملايين في الدولة والمنطقة العربية للصورة الأولى من الكوكب الأحمر لتخلّد نجاح أول مهمة فضائية عربية بين الكواكب.
وأفاد الموقع بأن الصورة ترصد إشراق الشمس على بركان «أوليمبوس مونس» على كوكب المريخ والتي التقطها أحد الأجهزة العلمية الثلاثة التي يحملها مسبار الأمل من بعد نحو 25 ألف كيلومتر عن سطح المريخ.
وفصّل التقرير تفاصيل دقة الصورة ونظام العدسات المزدوج الذي يحمله الجهاز الذي التقطها من متن المسبار، كما وصف الموقع الغيوم الجليدية فوق المرتفعات الجنوبية البادية في أسفل الصورة نحو اليمين، بالإضافة إلى غيوم أخرى في مناطق جغرافية مختلفة، عادّاً هذا النوع من الصور الشاملة بداية لتحقيق أهداف المهمة العلمية لكوكب المريخ والمتمثلة بفهم غلافه الجوي من خلال جمعه بيانات علمية جديدة يصل حجمها حتى 1000 جيجابايت لتتم مشاركتها مع 200 مؤسسة علمية وبحثية وأكاديمية حول العالم.
وأفاد التقرير بأن مسبار الأمل سيكون قادراً على رصد العواصف الغبارية للكوكب الأحمر، وفهم أسباب خسارة الطبقة العليا في الغلاف الجوي للمريخ لجزيئات الأكسجين والهيدروجين.
مناورة
وأشاد الموقع بالمناورة الحساسة الأولى من نوعها في عالم المهام الفضائية المريخية والتي نفذها مسبار الأمل لدخول مدار الالتقاط يوم 9 فبراير 2021 بتشغيله محركات الدفع العكسي الـ6 على متنه ذاتياً ومدة 27 دقيقة أحرق فيها نحو 800 كيلوجرام من الوقود والتي تعادل نصف ما يحمله من وقود، بهدف خفض سرعته من 121 ألف كيلومتر في الساعة إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة ومن دون تدخل مهندسي المهمة في محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي.
ونوّه التقرير بنجاحات مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» منذ انطلاقته عام 2014 في تحويل مختلف التحديات التي واجهها إلى فرص، إذ عمل المهندسون الإماراتيون على المشروع مع شركاء المعرفة لإنجاز المشروع في 6 سنوات في وقت تحتاج فيه مثل هذه المشاريع من 10 إلى 12 عاماً لإنجازها.
إبراز
وأما موقع «إل بي سي» الحواري البريطاني فقد أبرز في تقرير له أولى الصور التي التقطها مسبار الأمل عند الساعة 20:36 مساء بتوقيت جرينتش لتظهر سطوع ضوء الشمس على بركان «أوليمبوس مونس» أكبر بركان على سطح كوكب المريخ وفي المجموعة الشمسية. وأفاد التقرير بأن الصورة نجاح جديد يضاف إلى مسيرة أول مهمة فضائية عربية بين الكواكب التي تكللت بالنجاح بدخول مدار الالتقاط يوم 9 فبراير 2021.
وعرض الموقع الصورة الأولى للمريخ كما وردت على صفحة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، على تويتر.
وأفاد التقرير بأن المسبار سيدور حول خط الاستواء لكوكب المريخ ليقدم صورة عن الكوكب كل 9 أيام، للمساعدة على الإجابة عن أسئلة حيوية حول غلافه الجوي على مدى عام مريخي كامل يعادل 687 يوماً.
واستعرض التقرير أبرز المحطات لرحلة مسبار الأمل حتى دخوله بنجاح مدار الالتقاط يوم الثلاثاء 9 فبراير 2021 في احتفالية تم عرضها على واجهة برج خليفة بدبي.
وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة مع وصول مسبار الأمل إلى المريخ خامس دولة في التاريخ تصل إلى الكوكب الأحمر، وثالث دولة تبلغه من المحاولة الأولى.
مواقع علمية وبحثية
اهتمت مواقع علمية وبحثية متخصصة بالصورة الأولى التي أرسلها مسبار الأمل.
وقال موقع phys.org المتخصص في المتابعات العلمية إن الصورة الأولى التي أرسلها مسبار الأمل شكلت بداية مشجعة لمهامه العلمية الطموحة التي توفر بيانات غير مسبوقة عن الغلاف الجوي للكوكب الأحمر كما تمثل حافزاً للشباب في المنطقة، وخاصة أن تشجيع الأجيال الصاعدة على متابعة تخصصات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يعد أحد الأهداف الاستراتيجية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
ونشر الموقع تقريره في إطار المتابعات المستمرة له عن رحلة مسبار الأمل المريخية بمختلف مراحلها. ويشكل الموقع جزءاً من الخدمة الإخبارية المتخصصة في العلوم والتكنولوجيا «ساينس أكس» التي يتابعها أكثر من 5 ملايين شخص في المجتمع العلمي العالمي وتنشر ما يقارب 200 مقال يومياً.
وأفاد الموقع بأن مسبار الأمل كان أول الواصلين إلى كوكب المريخ في شهر فبراير متقدماً على المهمتين الصينية والأمريكية المقررتين لهذا الشهر، لافتاً إلى أن الحزمة الأولى من البيانات العلمية الجديدة التي يستهدف جمعها على مدى عام مريخي كامل يعادل 687 يوماً ستتوافر بحلول شهر سبتمبر 2021.