عقد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والدكتور مصطفى الكاظمي رئيس وزراء جمهورية العراق الشقيق أمس جلسة مباحثات رسمية في قصر الوطن بأبوظبي.

وقال سموه: «أرحب بكم وأنا سعيد جداً بلقائك أخاً عزيزاً في بلدك الثاني دولة الإمارات».

وأضاف سموه «اليوم نرى العراق يمر بمرحلة تحدٍ لكن ثقتنا بالله أولاً ثم بكم كبيرة.. وهذه الثقة في أيدٍ أمينة».

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «نحن قريبون من بعضنا البعض مسافةً وقلباً.. وزيارتك هذه ستقوي الجسر الذي يربط بين دولة الإمارات والعراق.. فعراقنا غالٍ على قلوبنا».

وأشار سموه إلى أن «علاقات البلدين التي بناها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بداية قيام الدولة.. منذ ذلك اليوم تترسخ وتنمو.. كما عزّز أواصرها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ونحن مستمرون في هذا الطريق.. وهذه الزيارة تؤكد قوة العلاقات».

وأعرب سموه عن تمنياته أن يحمل المستقبل إن شاء الله الفرح والسعادة للشعبين.. وقال: «نريد أن نرسل رسالة إيجابية إلى شعبينا بحكم العلاقات الاجتماعية التي تجمعهما».

وأكد سموه «أن أهل العراق لهم فضل كبير على دولة الإمارات.. فأبناء العراق من الجيل السابق أسهموا في بناء دولة الإمارات وهناك العديد منهم عملوا وبنوا وطوروا وساعدوا في بناء الإمارات، ونحن نذكر لهم هذا الفضل سواء من مهندسين أو أطباء أو حتى سياسيين وغيرهم.. ولا يزال هناك العديد من العراقيين يعيشون في دولة الإمارات ولهم الفضل».

وقال سموه: «أريد أن أهنئ العراق وأهنئكم بنجاح زيارة البابا فرنسيس في إرسال رسالة إلى منطقتنا وأهل العراق خاصة أن بلدهم آمن ومستقر ومتفائل بالمستقبل».

وبحث سموه ومصطفى الكاظمي خلال الجلسة العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية العراق وسبل تنمية التعاون بينهما في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى عدد من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

واستعرض الجانبان.. التعاون بين البلدين في المجالات التنموية والاقتصادية والاستثمارية والسياسية، كما بحثا فرص توسيع التعاون في قطاعات الصحة والطاقة والبنية التحتية والعمل على إقامة المشاريع الحيوية المشتركة وغيرها.

وتبادلا وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والملفات التي تهم البلدين وتطوراتها.. إضافة إلى المستجدات التي تشهدها المنطقة والجهود المبذولة بشأنها لتحقيق كل ما فيه مصلحة شعوبها وتطلعاتهم.

ودون سموه عبر حسابه الرسمي في»تويتر«:»أرحب بأخي مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق الشقيق بين أهله في الإمارات وأتطلع إلى مباحثات مثمرة معه تعود بالخير والنماء على بلدينا وشعبينا الشقيقين، بحثت مع الدكتور مصطفى الكاظمي تعزيز علاقاتنا الأخوية ودفعها إلى الأمام في مختلف المجالات، وتبادلنا وجهات النظر حول التطورات العربية والإقليمية والدولية.. الإمارات دائماً إلى جانب كل ما يحقق استقرار العراق ومصالح شعبه«. ورحب سموه في بداية الجلسة بزيارة الدكتور مصطفى الكاظمي إلى دولة الإمارات.. متطلعاً إلى أن تعود هذه الزيارة بالخير على شعبي البلدين الشقيقين وتسهم في مزيدٍ من التطور والنماء لعلاقاتنا الثنائية في مختلف المجالات.

من جانبه عبر الدكتور مصطفى الكاظمي رئيس وزراء جمهورية العراق الشقيق عن سعادته بوجوده في بلده الثاني الإمارات، مؤكداً أن الإمارات استطاعت أن تخلق قصة نجاح في المنطقة والعراق يعمل على الاستفادة من هذه التجربة.

وأشاد بمواقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تجاه العراق، مشيراً إلى أنه في كل مواقفه التاريخية كان مع العراقيين ولن ينسى العراق هذه المواقف.. وقال:«إن الشيخ زايد كان دائماً يقدم النصيحة لإبعاد شبح الحروب عن العراق».

وأضاف إن العراق مر بظروف صعبة والآن يعمل على الخروج من هذه الظروف والتفكير في المستقبل من خلال الاستفادة من التجارب الناجحة، ودولة الإمارات اليوم تجربة ناجحة في العمران والتنمية.

وقال:«إننا نحتاج إلى أن يقف إخواننا في دولة الإمارات مع العراق في إعادة بنائه، ونحن نقف مع أشقائنا الإماراتيين لحماية تجربتهم التنموية، فأبواب العراق مفتوحة للإمارات في مجال الاستثمار والصناعة وفي كل المجالات، وهذا الأمر مهم للأمن القومي العراقي والمنطقة». وأكد مصطفى الكاظمي أهمية العلاقات بين البلدين، معبراً عن سعادته بوجوده بين أشقائه متمنياً أن تكون هذه الزيارة مرتكزاً لعلاقات أفضل في المستقبل لخدمة شعبي البلدين والمنطقة».

وقال:»بوجودكم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وحكمتكم وحكمة أبناء زايد نستطيع أن نبني أفضل العلاقات «.

وحول الأوضاع في المنطقة، قال الكاظمي: إن العراق يبحث عن دور ليكون نقطة التقاء وتكامل في المنطقة التي عانت الكثير من التحديات والآن هناك فرصة لصناعة الاستقرار فيها من خلال التنمية، مؤكداً أن دولة الإمارات لها دور كبير ورائد في صناعة هذا الاستقرار.

كما عبر عن شكره لدولة الإمارات لدورها في إعادة إعمار المناطق الأثرية في مدينة الموصل، ومساعدتها العراق في مواجهة فيروس»كورونا «ومواقفها النبيلة في دعم الحكومات العراقية المتتالية في الحرب على تنظيم»داعش" ولكل مواقفها ومساعداتها للعراق وشعبه، مؤكداً أن هذا ليس غريباً على الإمارات.

وأكد الكاظمي في الختام أن العراق يبحث عن أشقائه وإخوانه في العالم العربي، وأنه يعمل على إعادة العراق إلى صفه العربي، معرباً عن شكره وتقديره والوفد المرافق لحفاوة الاستقبال الذي حظوا به خلال الزيارة. ودون رئيس وزراء العراق كلمة له في سجل كبار زوار قصر الوطن.. أعرب خلالها عن سعادته بزيارة دولة الإمارات مؤكداً عمق العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين متمنياً لها مزيداً من التطور والنمو.

وقد أقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مأدبة غداء تكريماً لضيف البلاد.

وكان الدكتور مصطفى الكاظمي رئيس وزراء جمهورية العراق الشقيقة قد وصل أمس في زيارة رسمية إلى الدولة.

وكان في استقبال الضيف والوفد المرافق لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي.. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي رحب بزيارته إلى بلده الثاني دولة الإمارات.

وجرت لضيف البلاد لدى وصوله قصر الوطن.. مراسم استقبال رسمية اصطحب خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الوزراء العراقي إلى المنصة، حيث عزف السلام الوطني لكل من جمهورية العراق ودولة الإمارات بعدها استعرض سموه والضيف حرس الشرف الذي اصطف تحية للدكتور مصطفى الكاظمي فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بضيف البلاد.

حضر جلسة المباحثات ومأدبة الغداء والاستقبال الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، واللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس إدارة مطارات أبوظبي، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي عبيد بن حميد الطاير وزير الدولة للشؤون المالية، ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، ومعالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، ومعالي أحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة، ومعالي خليفة شاهين المرر وزير دولة، وعلي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية عضو المجلس التنفيذي، ومعالي الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، ومطر سالم الظاهري وكيل وزارة الدفاع ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي.

وحضر من الجانب العراقي الدكتور فؤاد محمد حسين وزير الخارجية، والدكتور علي حيدر عبد الأمير علاوي وزير المالية، وجمعة عناد سعدون الجبوري وزير الدفاع، وإحسان عبدالجبار إسماعيل وزير النفط، ونازانين محمد وسو وزيرة الإسكان والإعمار والبلديات، والدكتور علاء أحمد حسن الجبوري وزير التجارة، وناصر حسين بندر الشلبي وزير النقل، وحسين ناظم عبد وزير الثقافة، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين العراقيين.