ثمّن تربويون دعوة سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي النائب الأول لرئيس المجلس التنفيذي بالمحافظة على ثقافة الوقف والبذل والعطاء في المجتمع وقول سموه: «الوقف هو جزء من إرثنا الحضاري والإنساني على أرض الإمارات، وبه نحقق التنمية المستدامة لمجتمعنا. ندير في حكومة دبي حاليا 717 وقفاً مسجلاً بقيمة أصول تتجاوز 7 مليارات درهم .. أدعو الجميع للمحافظة على ثقافة الوقف والبذل والعطاء في المجتمع، والمساهمة في الخير الذي يأتي من الناس إلى الناس»، مؤكدين أن دعوة سموه ترسّخ ثقافة الوقف في المجتمع. وحددوا 5 وسائل تبني ثقافة الوقف في عقول النشء.

وأكد الدكتور حمد اليحيائي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع المناهج، في تصريح خاص لـ«البيان» أن ثقافة الوقف والبذل والعطاء، من السمات الأساسية التي تغلف مجتمع دولة الإمارات، وتزداد رسوخاً وتمكيناً مع الأيام بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، وذلك الموروث الإماراتي الزاخر بقيم العطاء والحث على مساعدة المحتاج، والتكافل والتعاضد وحب عمل الخير، وهي بمجملها تدعم وتكرس ثقافة الوقف واستدامة العمل الخيري لما فيه مصلحة المجتمع وتنمية أفراده، وتعزيز مقدرات الوطن والاستفادة منها بالشكل الأمثل.

وأوضح أن هذا الموضوع أولته وزارة التربية والتعليم أهمية كبيرة، كونه يساهم في تعزيز السمات الإنسانية والأخلاقية للطالب الإماراتي، ومن هذا المنطلق حرصت على تحقيق مضامين تربوية هادفة تغذي فكر الطالب وتكرس فيه قيماً فاضلة، وأفكاراً تعزز من لحمة ونسيج المجتمع، وهذا ما تحرص الوزارة عليه، مشيراً إلى أن مضامين المناهج الدراسية تأتي تبعاً لنظرة تربوية حديثة وشمولية، وبما يتوافق مع طبيعة المجتمع الإماراتي وعاداته وقيمه وموروثه وفضائله.

وقال المعلم عمار دقدوق معلم التربية الإسلامية للعرب في مدرسة السلام الخاصة، «انطلاقاً من رؤية سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي الذي يدعونا جميعاً لتعزيز ثقافة الوقف، وغرس قيم البذل والعطاء في المجتمع، وذلك من أجل المساهمة في الخير الذي يأتي من الناس إلى الناس، وجب علينا نحن المعلمين في قسم التربية الإسلامية المساهمة في تحقيق أهداف هذه الرؤية من خلال بيان أهمية الوقف وأثره في الفرد والمجتمع، وكذلك تقديم الطلاب مفهوم الوقف في الإسلام، وعرض نماذج البذل والعطاء في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته».

وأكد أهمية إتاحة الفرصة للطلاب لاستغلال شهر رمضان الكريم في التحدث عن الوقف وكيفية البذل وسبل نشر وتطبيق هذه المفاهيم في خدمة مجتمعنا الإماراتي.

5 وسائل

وقال معلم التربية الإسلامية عبدالله الوزير: إن «الوقف» سبيل لحماية البشرية من الأخطار والآفات التي تعصف بالمجتمعات وخاصة ما كان سببه مادياً، فكان سبباً لإيقاف أسباب الجرائم التي تقع بسبب حاجة المحتاج المصاحب لضعف النفس والوازع الديني، مفيداً بأن نظام الوقف معلم من تلك المعالم الإنسانية الرائدة، التي تميزت بها الحضارة الإسلامية على مر التاريخ.

وأكد أن هناك 5 وسائل تبني ثقافة الوقف في عقول النشء، أولاً: توسيع دائرة مفهوم الوقف في عقول طلابنا من خلال تعليمهم أن الوقف الخيري عبادة لله في كل ما يقدم نفعاً للناس سواء عمومهم أو فئة مخصوصة منهم، وثانياً: الوقف وبناء الأهداف الشخصية للطالب من خلال حرص المعلم على جعل الطالب يرتبط بعبادة الوقف ارتباطاً وجدانياً من خلال الأنشطة المتنوعة والمثيرة لتفكيره وحسه، وثالثاً: الوقف وتنمية مهارة حل المشكلات الحيوية عند الطالب، من خلال تعريف الطالب بأن الوقف حل لمشكلة مجتمعية، لتقديم منفعة عامة، ولذا فإن المعلم ينمي مهارة الملاحظة المنظمة لدى طلابه لتقديم حلول وقفية لمشكلات حيوية واقعية، ورابعاً: الوقف والمشاركات المجتمعية من خلال توضيح دور المجتمع في أهمية طلب المساعدة من الخبراء في اختيار الوقف المناسب، وخامساً: الوقف وسعادة العطاء، من خلال توضيح الأثر العظيم للوقف في إدخال السرور والفرحة على المستحقين، وبدوره ينمي المعلم في ذهن الطالب كيف ينشر السعادة عند الآخرين من خلال هذا العمل النبيل.

وقال أحمد جليلاتي معلم تربية إسلامية، إن الله شرع الوقف لنشر روح التعاون والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع لما له من أهمية كبيرة في توثيق صلة الرحم ودعم الاستقرار الأسري والاجتماعي والتنمية المستدامة.

وأكد دور المدرسة في تعزيز ثقافة الوقف عند الطلبة من خلال استحداث برامج ومبادرات وقفية ومجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تنمي حب البذل والعطاء وإسعاد الآخرين، وتوضيح دور الوقف في الإسهام في تنمية المجتمع.

مهارات

قال الدكتور حمد اليحيائي: إن الوزارة دأبت على تعزيز مهارات ومعرفة طلبتنا، وتمكينهم، وإكسابهم الخصال الحميدة، والتعريف بكل ما من شأنه بناء لبنات الوطن وتماسك المجتمع وترسيخ ثقافة العطاء والتعاون والتسامح، مشيراً إلى أنه من أجل ذلك تم تضمين منهج التربية الإسلامية درساً عن الوقف في الإسلام بعنوان الوقف عطاء ونماء.

وذكر أن تجذير المواطنة الإيجابية في نفوس طلبتنا، وحشد الجهود لبناء أجيال تعمل على نهضة وطنها واستدامة مقدراته، والتمسك بالقيم والأخلاق النبيلة أمور أساسية تخضع لعمل تربوي كبير من خلال استراتيجيات تربوية تعمق هذه الأهداف.