تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم دول العالم الاحتفال بـ«يوم الأرض» الذي يصادف 22 أبريل من كل عام، وتهدف المناسبة لإظهار الدعم لحماية البيئة، ونشر الوعي والاهتمام بالبيئة الطبيعية لكوكب الأرض، وإبراز القضايا البيئية كإحدى القضايا الأساسية في العالم، وتعتبر الحماية البيئية الهدف الرئيسي لسياسات دولة الإمارات العربية المتحدة التنموية، والتي تهدف إلى زيادة المساحات الخضراء، وتطوير موارد المياه، وتحسين البيئة البحرية وحمايتها من التلوث، والحفاظ على الثروة السمكية والحيوانية، ووضع استراتيجيات لحماية التنوع الحيوي.

اعتماد

وتم الاحتفال بيوم الأرض لأول مرة في عام 1970، ويحمل يوم الأرض أهمية كبيرة، ففي عام 2009، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يعترف رسمياً باليوم الدولي للأرض الأم. وفي يوم الأرض لعام 2016، اعتمدت الأمم المتحدة رسمياً اتفاق باريس، الذي يوضح التزام الدول بالحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى دون درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، وتعزيز قدرة البلدان على التخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ.

ظروف استثنائية

ويأتي الاحتفال بيوم الأرض العالمي هذا العام في ظل ظروف استثنائية تواجهها دول العالم نتيجة جائحة فيروس كورونا الذي تسبب في وفاة أكثر من 3 ملايين شخص وإصابة أكثر من 143 مليون شخص حول العالم، حيث بات العالم اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التضامن والوقوف جنباً إلى جنب لحماية الإنسان والأرض التي يعيش عليها.

واستطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة وسط هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أن تضع نموذجاً خاصاً بها لمواجهة تداعيات الأزمة، معتمدة بذلك على عوامل عدة من أهمها تطبيق تعليمات منظمة الصحة العالمية، وتسخير كل إمكانات الدولة وقدراتها البشرية والفنية في مواجهة الجائحة.

حماية البيئة

وأولت الدولة حماية البيئة أهمية كبيرة في جميع الخطط الاستراتيجية والبرامج والمبادرات التي من شأنها الحفاظ على البيئة وتحقيق استدامتها وتنوعها البيولوجي لضمان مستقبل الأجيال، ومنذ تأسيس الدولة تصدر الاهتمام بالبيئة اهتمامات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حيث اهتم في دعم الابتكار لتنمية وتطوير القطاع الزراعي في الدولة، وإنشاء مراكز البحوث الزراعية، والتي أسهمت في تحقيق التنمية الشاملة في القطاع، فتم زيادة الرقع الخضراء في مختلف أرجاء الدولة عبر تحويل مساحات شاسعة من الصحراء إلى مسطحات خضراء، وتابعت القيادة الرشيدة هذا التوجه والاهتمام الكبير في المحافظة على البيئة وتم إطلاق العديد من المشاريع الكبيرة وخصوصاً في مجال الطاقة المتجددة.

الاستدامة البيئية

وتعمل حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة نحو تحقيق الاستدامة البيئية في إطار تشريعي وتنظيمي، يساعد في المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية، وتحظر أية سلوكيات قد تشكل خطراً عليها مثل إلقاء النفايات البحرية، وتبنت الدولة تقنيات عدة للمحافظة على الموروث الجيني للنباتات المحلية.

بحوث ودراسات

وقامت الدولة ببحوث ودراسات ومسوحات ميدانية عدة لحصر أنواع النباتات بغرض الحفاظ عليها، وعلى مواردها الوراثية، وذلك بهدف المحافظة على الغطاء النباتي والموارد الطبيعية من خطر الانقراض والتلوث، كما أولت اهتماماً كبيراً بحماية التنوع البيولوجي الغني وإدارته بشكل سليم، وأنشأت محميات طبيعية بهدف إنشاء تحسين البيئة، وحماية الحياة البرية والبحرية، والحد من تدهور الموائل الطبيعية، ووقف فقدان التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى ترويج السياحة البيئية. وحتى عام 2020 ارتفع عدد المحميات إلى 49 محمية طبيعية، كما ارتفع عدد المحميات التي تم تسجيلها كمحميات أراضي رطبة ذات أهمية عالمية في إطار اتفاقية «رامسار» من محميتين عام 2010 إلى 10 محميات عام 2019.

جهود

تواصل الدولة جهودها المحلية والعالمية في حماية البيئة والمحافظة عليها وكانت من أوائل الدول في وضع وتنفيذ الاستراتيجيات والسياسات التي عززت مكانة الدولة كمركز عالمي رائد للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر بهدف تقليل الانبعاثات والمحافظة على البيئة.