ضمن جلسة حملت عنوان «خطأ أم صواب.. دور الإعلام الجديد»، وبحضور قيادات قطاع الإعلام الإماراتي والكُتّاب والأكاديميين ونخبة من المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي في الدولة، ناقشت الدورة الـ 6 لمنتدى الإعلام الإماراتي، والتي عقدت مساء أول من أمس بمقر نادي دبي للصحافة، التحولات العميقة والشاملة التي شهدها العمل الإعلامي في الفترة الأخيرة، خصوصاً فيما يتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي وكيفية استخدامها من قبل المؤثرين، وذلك في ظل تسليط الضوء عليهم في بعض الأحيان بطريقة سلبية.
وفي بداية الجلسة، أوضح الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي، أن التعدد والتنوع فيما يتم طرحه على مستوى الإعلام الإماراتي يعتبر سر نجاحه، وأنه يجب ألا يتم وضع كل المؤثرين الاجتماعيين في قالب واحد، مشيراً إلى أن الأغلبية منهم يقدمون محتوى بناءً ومفيداً يمكن تقبله، فيما يوجد قلة منهم يسعون فقط وراء الشهرة، خصوصاً ممن يقدمون معلومات على غير حقيقتها، والتي يتلقفها الكثير من المغرضين حول العالم، ومن ثم يسيئون للإمارات بما يروجونه عنها على غير الحقيقة.
وأضاف أن الإعلام الجديد أصبح حقيقة واقعة لا يمكن التغاضي عنها، مقدماً نصيحته للشباب بأن هناك تحدياً يواجههم، ولذلك يجب عليهم تقديم خطاب إعلامي مقنع للجمهور، مبيناً أنه يجب تعزيز وعي هؤلاء المؤثرين بالمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقهم، والأخطار المحدقة التي يمكن أن تمس الدولة، في حالة إذا ما أساءوا تقديم محتوى نوعي وحقيقي يعكس جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في كافة القطاعات، خصوصاً أن هناك الكثيرين من المغرضين الذين يتصيدون الفرص لتقديم صورة سلبية عن الدولة.
وتابع النعيمي خلال مشاركته في الجلسة، أنه من المهم عدم فرض وصاية على المؤثرين الاجتماعيين، فيما يجب إعطاؤهم الحريات التي تساعدهم على تقديم أعمالهم بالشكل الجيد، لكن في الوقت ذاته يجب عليهم في المقابل ألا يسيئوا استخدام هذه الحريات، والانتباه جيداً لما يقدمونه، حتى لا يقع ضرر يمكن أن تحدث عنه عواقب سلبية، مشيراً إلى أن بعض الدول التي تتغنى بالديمقراطية تضع قيوداً ملحوظة على المحتوى الذي يقدمه المؤثرون لديها، وذلك حفاظاً على نسيج مجتمعاتها وحمايته من أي سلبيات.
محتوى جيد
وتطرق ضرار بالهول الفلاسي، عضو المجلس الوطني الاتحادي والمدير التنفيذي لمؤسسة «وطني الإمارات»، إلى أن هناك بعض المؤثرين الاجتماعيين ممن قدموا محتوى جيداً، فيما آخرون أخفقوا في ذلك، وأن منهم من يستفز مشاعر أفراد المجتمع بما يقدمه من محتوى، والذي يتنافى في كثير منه مع عاداتنا وقيمنا. وحذر من أن يؤدي ذلك للإساءة للإمارات، فيما يتوجب على الجمهور عدم متابعة مثل هذه النماذج السلبية، وعدم نشر محتواهم الإعلامي.
ومن جانبه قال ماجد السويدي، مدير عام مدينة دبي للإعلام: إنه كلما زاد عدد المؤثرين الجيدين، كلما تطورت الساحة الإعلامية بشكل أكبر، لافتاً إلى أنهم يحاولون توفير بنية تحتية لتقديم مواد إعلامية نوعية ومفيدة وهادفة، على مستوى الإنتاج والتقديم، كما أشار السويدي إلى وجود عدد كبير من المستخدمين للمنصات التابعة للدولة من خارج الإمارات، وهو ما يعطينا ميزة تفضيلية يمكن البناء عليها في المستقبل.
مسؤولية كبيرة
وقال الإعلامي محمد سالم، إن على المؤثرين مسؤولية كبيرة تقع على عاتقهم، لتوصيل معلومات صحيحة للمجتمع، مبيناً أن الوسائل الإعلامية المحلية لا تقف فقط عند محطات التلفزيون والصحف والإذاعات، لكنها تتنوع لتشمل وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف منصاتها، التي أصبح لها متابعون كثيرون.
وأفاد بأنه بشكل شخصي كان حريصاً من خلال تجربته في ظل فترة مواجهة فيروس كورونا المستجد، أن يكون دقيقاً فيما ينقله، وحريصاً على أن تكون المعلومات المقدمة صادرة عن المسؤول المعني، خصوصاً في ظل السيولة الكبيرة في المعلومات الفترة الماضية، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية بذل الإعلاميين لكثير من الجهد لإثبات وجودهم على منصات التواصل الاجتماعي وتقديم محتوى لائق ونوعي يعكس ما يحدث فعلياً.
وتابع: أنه يجب على المؤثرين الاجتماعيين الرجوع للمسؤولين للتأكد من صحة المعلومات التي يتداولونها، والتريث والتفكير جيداً قبل بث ونشر أي معلومة، والتي يتلقفها المتابعون ويروجونها، مشدداً على أهمية تكاتف الجهود حتى يمكن تقديم محتوى إعلامي نافع يتمتع بالمصداقية.
صورة إيجابية
ومن جهته ذكر الإعلامي منذر المزكي، أن دور المؤثرين في منصات التواصل الاجتماعي مهم جداً لإرسال صورة إيجابية عن دولة الإمارات العربية المتحدة لكل العالم، وأن هناك الكثيرين منهم ملتزمون ومهنيون وأثبتوا جدارتهم خصوصاً في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد.
كما تطرق الإعلامي محمد المناعي، إلى أن الإعلام الإماراتي حقق إنجازات كبيرة جداً خلال الفترة الماضية بما قدمه من معلومات واكبت الجائحة بمصداقية، وأن الإعلام بكل أطيافه بذل مجهوداً ضخماً لتقديم رسالة نوعية ومضموناً محترماً.
بدوره قال الإعلامي عامر بن جساس: من المهم أن يعبر كل مؤثر عن قناعاته بشكل جيد ومفيد للمجتمع، وأننا نحتاج لكل الأفكار التي تهدف إلى تطوير المحتوى الإعلامي، معتبراً أن ذلك أمر قابل للتحقيق. وشرح أنه ومن خلال البرامج التلفزيونية التي يقدمها وتستضيف المغردين الإماراتيين، فإنهم يسعون إلى إلقاء الضوء عليهم ومختلف إنجازاتهم، وذلك للتعريف بهم مجتمعياً، حتى يمكن تقييم المحتوى المعرفي الذي يقدمونه للمجتمع.
جانب ترفيهي
ومن ناحيتها أوضحت الإعلامية أسمهان النقبي، أن المواد الإعلامية لا تتوقف فقط عند الجانب الرسمي، وهناك آخر ترفيهي يحبه ويفضله كثير من الشرائح المجتمعية، وهو متوفر على منصات التواصل الاجتماعي، مبينة أنه من المهم جداً إعطاء الفرص للشباب المهتمين بهذا الجانب لإبراز قدراتهم، وأنه بالإمكان أن يكون هناك مؤثرون متخصصون، بحيث يتفرد كل واحد منهم بمحتوى يتميز به لعرضه، فهناك الفني والرياضي، والموضة وغيرها الكثير من المجالات التي يحبها قطاع كبير من الجمهور.
وشددت على أنه يجب ألا نحكم على المؤثرين سلباً أو إيجاباً من وجهة نظر ضيقة، خصوصاً أن هناك كثيرين من الشرائح المجتمعية يفضلون ما يقدمونه على منصاتهم، معتبرة أن الهدف الأسمى من وجهة نظرها هو الوصول بالإعلام الإماراتي لمستوى عالمي يليق به وبما حققه خلال السنوات الماضية.
نقلة نوعية
وأكد الإعلامي مروان الحل، أنه بالإمكان إحداث نقلة نوعية في برامج ومحتوى شبكات التواصل الاجتماعي، عن طريق إنتاج محطات التلفزيون الإماراتية مواد إعلامية مرئية ومن ثم بثها على منصات التواصل الاجتماعي، وأن ذلك كفيل بتقديم محتوى راق ومنافس يمكن الاعتماد عليه وعلى مصداقيته.
وعبّر الحل عن أسفه لتراجع الإعلام والقنوات المتخصصة حالياً، خصوصاً أن الدولة كانت لديها العديد منها في كافة المجالات مثل الرياضية والاقتصاد، وأن الإعلام الإماراتي فقد ميزة تنافسية ومهمة بتراجع وإغلاق هذه المحطات التلفزيونية.
تحمل مسؤولية
ومن ناحيته قال مصطفى الزرعوني، مدير تحرير الشؤون الإماراتية في جريدة الخليج تايمز، إن على الجميع تحمل مسؤولياته وخصوصاً المغردين، وأن يتم التعامل بحساسية شديدة خصوصاً مع ما يتعلق بالشأن السياسي الذي يتناوله البعض ضمن محتواه الإعلامي على منصاته، موضحاً أن كثيراً ممن غردوا في هذا الشأن أضروا الدولة كثيراً خارجياً بما قدموه وتلقفه البعض ليسيء للدولة.
وبين الإعلامي محمد الكعبي، أن كل شخص قادر أن يكون مؤثراً، خصوصاً إذا كان إعلامياً متخصصاً، لافتاً إلى أن هناك أجانب كثيرين يعيشون في الدولة هم مؤثرون عالميون، مبدياً أسفه أن يرى بعض الإعلاميين المؤثرين يتبنون نهجاً سلبياً في مواقفهم، ولفت إلى أن عليهم مسؤولية كبيرة كإعلاميين للوصول للمجتمعات العربية والخارجية، والوصول لقطاع مهم هو الشباب العربي.