أكدت قيادات إعلامية أن إعلامنا الوطني بات يلعب دوراً رئيساً في وقت الأزمات نظراً إلى ما يملكه من وسائل مقروءة ومسموعة ومرئية، وما له من قدرات هائلة على التأثير في إقناع الجمهور، وكذلك المقدرة على مواكبة طموحات الدولة المستقبلية، على جميع الأصعدة، في مسعاها لتكون نموذجاً رائداً بين دول العالم خلال الخمسين عاماً المقبلة.
وقالت منى غانم المري رئيسة نادي دبي للصحافة: إن طبيعة التحولات التي شهدها العمل الإعلامي في الآونة الأخيرة، لا سيما الإعلام الوطني سواء التقليدي أو الرقمي، جعلته يعمل بمنهجية واضحة في مجابهة التحديات الداخلية والخارجية، جراء الظرف الاستثنائي الذي فرضته جائحة «كوفيد 19»، وسرد الحقائق بطريقة موضوعية.
وأكدت أن التنسيق الجيد بين الأجهزة الحكومية على المستويين الاتحادي والمحلي وبين المؤسسات الإعلامية، ساهم بشكل كبير في إيصال الرسائل الصحيحة بكل شفافية ووضوح إلى الجمهور المتلقي في الداخل والخارج، مشيرة إلى أن المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً لعبوا دوراً بارزاً خلال أزمة «كورونا»، وأن هذا يعزز ضرورة وضع الإعلام الجديد ضمن الخطط الاستراتيجية القادمة لتطوير القطاع لاسيما في التعامل مع الأزمات.
وأوضحت أن الإعلام الجديد في السنوات القليلة الماضية تحول إلى أهم أدوات إدارة الأزمات والصراعات الدولية، وتنبهت دولة الإمارات إلى خطورة وسائل التواصل الاجتماعي، فأصدرت القانون الاتحادي رقم 12 لسنة 2016، والذي يهدف إلى ضبط التفاعلات على هذه المواقع، فضلاً عن وضع الدولة معايير وطنية للمحتوى الإعلامي الرقمي؛ لكي تلتزم بها جميع المؤسسات الإعلامية المحلية العاملة في الدولة.
دور تكميلي
بدوره، قال ضرار بلهول المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، عضو المجلس الوطني الاتحادي: إن الإعلام المحلي لعب دوراً حساساً ومهماً خلال أزمة «كوفيد 19»، معتبراً أن دوره كان تكميلياً للعديد من الجهود التي بذلتها مؤسسات الدولة من ناحية التوعية والتثقيف.
وأضاف أن البرامج التي قدمها خدمت توجهات الدولة الرامية إلى تطبيق الإجراءات الاحترازية والتوعية بخطورة الفيروس واحتواء الأزمة بشكل عام.
رفع الوعي
من جهته، أكد محمد جلال الريسي المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات «وام»، أن الإعلام الإماراتي تميز في إدارة أزمة «كورونا» بشكل كبير برز من خلال رفع الوعي لدى الجمهور المتلقي بطريقة مبتكرة وبلغات مختلفة، مما ساهم في إيصال المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب للجمهور.
وأضاف أن الإعلام المحلي كان داعماً أساسياً لمؤسسات الدولة، مشيراً إلى التجاوب اللافت من قبل الجمهور مع الحملات التوعوية التي أطلقتها كافة وسائلنا الإعلامية، مما يدل على نجاحها في إيصال المعلومات الصحيحة والثقة العالية التي يكنها الجمهور لوسائلنا الإعلامية واطمئنانه إلى دقة وصحة المعلومات التي تنشرها وتبثها له.
وأوضح الريسي أن الإعلام الوطني يمتلك العديد من الإمكانات والقدرات التي تعزز من تنافسيته على الصعيدين الإقليمي والدولي في الفترة المقبلة، والتي تتمثل في المناطق الإعلامية الحرة، والمؤسسات الإعلامية العالمية المرموقة التي تحرص على إنشاء فروع لها في الإمارات، فضلاً عن افتتاح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؛ نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «أكاديمية الإعلام الجديد» في شهر يونيو 2020، والتي تمثل مبادرة نوعية لمواكبة إعلام العصر وامتلاك أدواته المختلفة، وتؤكد ريادة الإعلام الإماراتي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
صورة مشرقة
من جانبه، قال رائد برقاوي رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الخليج: إن الإعلام المحلي يحمل على أكتافه، منذ عقود، مهمة إبراز الصورة المشرقة لدولة الإمارات، وإنجازاتها على كل الصعد، وبات اليوم من خلال وسائله المطبوعة، ووسائطه الإلكترونية، أكثر تأثيراً وبرز ذلك جلياً خلال إدارته للأزمة الصحية الطارئة معتبراً أن جائحة كورونا أعادت للإعلام المهني بريقه من جديد.
وأشار إلى أن دعم الإعلام المهني المحلي من شأنه أن يحمي المجتمع من التضليل المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال تقديم المحتوى «المكلف مادياً»، وإيصاله إلى شرائح أوسع من المجتمع.
كما أوضح أنه بعد سنوات من التجربة أظهرت مرحلة «كورونا» أن المتلقي أصبح أكثر وعياً في اختيار وانتقاء مصادر المعلومة التي يريدها، لا سيما وأن الإعلام الجديد أتاح له قاعدة عريضة من الوسائط التي باتت تصله على مدار الساعة، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه الإعلام حالياً هو إيجاد الكوادر القادرة على التكيف والتعاطي مع التغيرات التي طرأت، داعياً إلى التركيز على تعزيز الثقة والمحتوى بالدرجة الأولى في تقديم المادة الإعلامية.