الفتاة الإماراتية استلهمت إرادة النصر وعزيمة الإبداع، من دعم «أم الإمارات»، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ولا تنتظر فرصتها في التميز الرياضي، بل تذهب إليه، لإثبات ذاتها، ورفع علم الإمارات في كل المحافل، هكذا هو حال الرياضيات، وهن يحتفلن بيوم المرأة الإماراتية، الذي خصصته لهن «أم الإمارات»، حيث استطاعت المرأة الإماراتية خلال العقود الماضية من عمر الدولة، أن تثبت للجميع من المواقع المختلفة التي وصلت لها، أنها أهل للمسؤولية، وعلى قدر من الكفاءة، لتكون سنداً لبلادها في الظروف كافة.
وأكدت «المرأة الإماراتية الرياضية» بهذه الجهود المشرفة، أنها نموذج يحتذى به في الانتماء ومواجهة التحديات، ودفع مسيرة تقدمهن نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً، وهو ما تعكسه معاني ومدلولات شعار الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية هذا العام «التخطيط للخمسين: المرأة سند للوطن، وسيكون اللقاء على منصات تتويج أولمبياد باريس 2024».
صناعة البطلات
ومن المؤسسات المهمة التي أسهمت في تطور رياضة المرأة، وصقل مواهب بنات الإمارات وقيادتهن باستراتيجيات واضحة نحو منصات التتويج، أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، والتي أكملت 10 أعوام على تأسيسها، حققت خلالها العديد من الإنجازات في كافة المجالات، سواء صناعة البطلات، أو دعم التوسع القاعدي لممارسة الرياضة للمرأة، أو عقد المؤتمرات الدولية في مختلف تخصصات الرياضة النسائية، أو دعم رياضة المرأة في الأندية، أو تنظيم البطولات المحلية والإقليمية والعالمية.
وفي العاشر من أكتوبر الماضي، الذي صادف ذكرى تأسيس «أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية»، التي تعد واحدة من أكبر مؤسسات المرأة الرياضية على مستوى الوطن العربي، واحتفالاً بهذه الذكرى، أطلقت الأكاديمية عدة مبادرات، منها تحدي العشرة ملايين خطوة، الذي يعد إنجازاً جديداً، يضاف إلى رصيدها، وعندما أظهرت لوحة النتائج في ثالث أيام المبادرة، وصول المشاركين والمتنافسين إلى ما يقارب 13 مليون خطوة، الرقم الذي تخطى الهدف المنشود، وهو ما يؤكد أن الأكاديمية هدفها ليس بطولات وميداليات فقط، بل تهدف إلى ترسيخ ممارسة الرياضة في المجتمع، لتصبح أسلوب حياة، وبوابة لحياة مفعمة بالصحة والعافية.
ولم تكتفِ «أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية»، بتعزيز القدرات البدنية للمرأة الإماراتية، وتخطته إلى مجالات البحث والعلم، من خلال عقد المؤتمرات والندوات في مختلف التخصصات الرياضية، ليكون التميز الرياضي وفق منظومة مسلحة بالعلم والاستراتيجيات الواضحة.
وشكلت الأكاديمية ركناً أساسياً في تطوير رياضة المرأة، وبناءً على توجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك ورعايتها، تم إطلاق المنافسات والبطولات الرياضية في مطلع عام 2012، ابتداءً «بكأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك الدولية لقفز الحواجز»، حيث واصلت عبر نسخها السنوية، ترسيخ مكانة أبوظبي، كعاصمة للرياضات الدولية.
مجالس رياضية
وتعتبر المجالس الرياضية في مختلف إمارات الدولة، من المؤسسات الرياضية المهمة، التي أسهمت تميز المرأة الإماراتية في مجال الرياضة، سواء في ممارسة الرياضة، أو إعداد الكفاءات والقيادات الرياضية، عبر تخصيص لجان متخصصة في تلك المجالس، تهتم برياضة المرأة، لتحقيق الإنجازات على مستوى المشاركة الرياضية المجتمعية، والمنافسة محلياً ودولياً وعالمياً لحصد ألقاب التميز، وذلك من خلال تنظيم البطولات، ورعاية المواهب في مختلف الرياضات.
وتحرص لجنة المرأة والرياضة بمجلس دبي الرياضي، على تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات والبرامج، وإطلاق المبادرات التي تهدف إلى تعزيز دور المرأة في القطاع الرياضي، سواء على مستوى التمكين والتطوير، أو الممارسة وتحقيق الإنجازات، وينظم مجلس دبي الرياضي، العديد من البطولات والدوريات على مستوى المدارس للفتيات، باعتبار أن الرياضة المدرسية، تمثل قاعدة الهرم الرياضي.
وحول الإنجازات المتلاحقة التي حققتها المرأة الإماراتية في مجال الرياضة، ووصولها إلى العالمية، واعتلائها لكافة منصات التتويج، تقول المحامية والمستشارة القانونية منى خليفة الشامسي، أول إماراتية وخليجية ترأس لجنة الفروسية في اتحاد الفروسية، في دول مجلس التعاون الخليجي، وأول عربية تنال عضوية الجمعية الدولية لتشريع القانون الرياضي الدولي: «إننا محظوظون في الإمارات، بوجود قيادة ترعانا، وترعى المجتمع، بل تقدم الرعاية والدعم لكافة أنحاء العالم، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، توجه اهتمامها الكامل برعاية المرأة الإماراتية، وتمكينها، وهو الأمر الذي جعلها في مقدم الركب العالمي، ليس في الرياضة فحسب، بل في جميع المجالات».
أم الإمارات
وواصلت منى الشامسي قائلة: «نحن أيضاً محظوظون في الإمارات، بسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، الداعم والمساند للمرأة الإماراتية، وساهمت في تطوير قدراتها على المنافسة، وتحقيق الإنجازات الاستثنائية، حتى غدت أنموذجاً في الطموح والإبداع والعطاء، بفضل توجيهات سموها، التي وفرت للمرأة الإماراتية كل الدعم، لتصبح شريكاً للرجل في مسيرة التنمية الشاملة للوطن، ممهدة الطريق أمامها لسلك العمل الوطني والمهني على أوسع أبوابه، ولتسجل حضوراً فاعلاً ومتميزاً في جميع القطاعات التعليمية والاقتصادية والصحية والسياسية، إذ تقلدت أعلى المناصب، بما في ذلك رئاسة المجلس الوطني الاتحادي، والمناصب الوزارية، علاوة على حضورها في مختلف ضروب الرياضة، محلياً وعالمياً، الأمر الذي أصّل من مكانة دولة الإمارات في ملف دعم وتمكين المرأة».
وأضافت الشامسي: «ومن الإنجازات المبهرة التي جاءت بدعم سموها، ومتابعة نورة خليفة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام - رئيس لجنة الرياضة النسائية - عضو مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، المشاركة الناجحة لدولة الإمارات في الدورة السادسة لرياضة المرأة، بمجلس التعاون لدول الخليـج العربية، التي أقيمت بالكويت، بين 20 و31 أكتوبر من عام 2018، واحتلت الإمارات المركز الثاني في جدول الترتيب بـ 56 ميدالية، بواقع 24 ذهبية و14 فضية و18 برونزية، محققة إنجازاً غير مسبوق في تاريخ مشاركاتها بدورة المرأة الخليجية، ومنها إنجاز غير مسبوق لمنتخب الإمارات لصاحبات الهمم، الذي حل في المركز الأول في الدورة بـ 30 ميدالية، منها 19 ذهبية».
إنجازات وأرقام
وعبّرت البطلة الأولمبية الذهبية ثريا الزعابي «من أصحاب الهمم»، عن شكرها وتقديرها لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، على رعايتها الكريمة لبنات الإمارات في مختلف المجالات، ولأصحاب الهمم بصفة خاصة، وهى رعاية أثمرت عن إنجازات لا يسع المجال لذكرها، لكن منها التميز والحصاد الوفير لبنات الإمارات في الدورة السادسة لرياضة المرأة، بمجلس التعاون لدول الخليـج العربية، التي أقيمت بالكويت، بين 20 و31 أكتوبر من عام 2018، والتي نال فيها منتخب الإمارات لصاحبات الهمم، المركز الأول في الدورة، بـ 30 ميدالية، منها 19 ذهبية، والتي تشرفت فيها بالتتويج بذهبيتي رمي القرص والرمح، فيما توزع الذهب بين زميلاتي (سهام الرشيدي التي حصلت على 3 ميداليات ذهبية في مسابقات رمي القرص والرمح ودفع الجلة، وريم العمودي صاحبة ذهبية الفئة السمعية، ومريم الزيودي صاحبة 3 ميداليات ذهبية في دفع الجلة ورمي القرص والرمح، ومريم المطروشي 3 ميداليات ذهبية في دفع الجلة ورمي القرص والرمح، ومهرة الكعبي ذهبية سباق 100 متر، ومسابقة دفع الجلة، وسارة السناني ذهبيتين في رمي الرمح ودفع الجلة، وذكرى الكعبي ذهبية الصولجان).
محطات ملهمة
أكدت منى الشامسي المحامية والمستشارة القانونية أنه من المحطات المهمة التي نستذكرها بفخر، مشاركة الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم، في دورة الألعاب الأولمبية في بكين 2008، التي كانت أول مشاركة نسائية لرياضة الإمارات على صعيد الأولمبياد، والتي كانت تعتبر رسالة لكل فتيات الإمارات، وأنه لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة في الاهتمام بجانب أن القيادة السياسية تنظر إلى مشاركة المرأة في المنافسات الرياضية، بنفس النظرة، وبنفس المعيار الذي تنظر لها به، في المشاركة في كافة الفعاليات الأخرى».