أينما يَممتَ وجهك كانت هناك حاضرة، ترسم مسار التمكين بأياديها البيضاء، كحلم إماراتي لا يقبل المستحيل، ومنذ الوهلة الأولى أرادت أن يكون التمكين وقوداً مستداماً في قلب كل امرأة إماراتية.. فسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، قامة وطنية ملهمة، رافقت سموها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فترات حكمه لإمارة أبوظبي ورئاسته لدولة الإمارات، وارتبطت به ارتباطاً وثيقاً، إذ كان معلمها الأول وملهمها، وكانت الداعمة الممكنة، التي لم تدخر جهداً لصناعة بارقة أمل وتمكين وعطاء للمرأة الإماراتية، والمضي قدماً في رسم خارطة طريق مغايرة تصل بها المرأة نحو مسارات مختلفة، لكنها تلتقي في نقطة واحدة عنوانها «العطاء».
«البيان» حطت برحالها بين أروقة قاعة الجوهرة في الاتحاد النسائي العام، لتسمع وتشاهد إنجازات حاضرة، وأهازيج حب يتردد صداها من كل حدب وصوب، اجتمعت في مكان واحد، لتروي كل الحكاية، وبرحلة عابقة، بـ600 متر مربع من الطابع الكلاسيكي المعاصر والمستوحى من تاريخ دولة الإمارات، وبـ800 جائزة وشهادة ووسام تحكي لك الأروقة كل شيء، حيث أخذتنا عائشة المهري، مديرة مكتبة فاطمة بنت مبارك في الاتحاد النسائي العام، في جولة شيقة، بين هذا الصرح النابض بالعطاء الذي تأسس عام 1999، تقديراً وولاءً لسمو أم الإمارات، لعرض أهم وأبرز الهدايا والعطايا والأوسمة المقدمة لسموها، بالإضافة إلى شهادات الدكتوراه الفخرية من الدول المانحة.
وقالت المهري: «كل من يزور قاعة الجوهرة اليوم، يستشعر عبق رسالة طيها أعلى درجات المعاني والتقدير لرائدة العمل النسائي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، وينبهر بما تحتويه القاعة من مقتنيات تعد وسام فخر واعتزاز وشرف لكل امرأة إماراتية، كما تحمل أيضاً برسالتها الهادفة إلى نقل المعرفة للأجيال القادمة بالاقتداء بشخصية سموها وما قامت به من أعمال استحقت بجدارة كل التكريم والتقدير».
وبين دروع وأوسمة خطت بأيدي الملوك تقديراً لسموها، وبين مجسمات ذات قيمة خاصة وهبت لها، يرى الزائر للقاعة الدور الريادي والشخصية المتفانية المعطاءة لسموها في كل محفل، وتفانيها في العمل الوطني وخدمة قضايا المرأة والأمومة والطفولة، وعرفاناً لدورها في النهوض بالمرأة وتمكينها والدفاع عن قضاياها محلياً وإقليمياً ودولياً، ولجهودها وعطاءاتها السخية في ساحات العمل الخيري والإنساني، وإسهاماتها وتبنّيها المبادرات المتميزة التي تخدم قطاعات كبيرة من الشرائح الضعيفة وأصحاب الحاجات، ورعايتها ودعمها للأنشطة والفعاليات التي تهتم بالقضايا الإنسانية في الشدة والرخاء.
ويستطيع الزائر أن يدرك أن الفترة الزمنية بين كل شهادة ودرع ووسام قريبة نسبياً، وهذا إن دل فإنما يدل على دور سموها في التغيير الإيجابي ودورها في صناعة العطاء على المستويين المحلي والعالمي، الأمر الذي جعل سموها أول امرأة عربية وثالث شخصية عالمية تنال ميدالية «ماري كوري» من منظمة اليونيسكو عام 1999 تقديراً لجهود سموها في مجال التربية والتعليم ومحو الأمية.
وتتنوع الجوائز والأوسمة والدروع التي منحت إلى سموّها، ومنها وسام الشيخ زايد، وشاح محمد بن راشد، وسام النهضة المرصع، وهو أعلى وسام في المملكة الأردنية الهاشمية، وسام الكمال من الطبقة الممتازة، وهو أعلى وسام في جمهورية مصر العربية، الوسام المحمدي، وهو أرفع وسام في المملكة المغربية ويقدم لرؤساء وملوك وزعماء الدول، وسام الأثير، الذي يعد أرفع الأوسمة بالجمهورية الجزائرية، وسام الشرف، وهو أعلى وسام في الجمهورية الإيطالية، القلادة الكبرى لوسام السابع من نوفمبر، وهو أعلى وسام بالجمهورية التونسية، جائزة وسام الإنسانية، وهو أعلى وسام لجمهورية كوسوفو، وغيرها الكثير من أهم الأوسمة العالمية.
وعن أهم الجوائز والشهادات التقديرية التي حصلت عليها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، فقد نالت سموها أرفع الجوائز والأوسمة من المملكة الأردنية، الدنمارك، مصر، الجزائر، المملكة المغربية، إيطاليا، تونس، إضافة إلى جوائز من المنظمات العالمية، كما حصلت سموها على درع المنظمة العالمية للأسرة، ووسام راعية الطفولة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة، والشعار الذهبي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وحصلت سموها على جائزة المنظمة العالمية للأسرة، ووسام رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، ونالت سموها لقب «أم الشيوخ»، ثم حصلت على لقب «أم الإمارات» بمناسبة يوم الأم العالمي في 21 مارس 2005م، وهو لقب استحقته عن جدارة، إضافة إلى عشرات الأوسمة والجوائز من جهات محلية وعربية وعالمية.
تطبيقات ذكية
ولأن لكل تميز قصة ملهمة، لم يدخر الاتحاد النسائي العام جهداً في جعل رحلة الزائر لقاعة الجوهرة استثنائية وحافلة بالمعلومات، وعمل الاتحاد على توفير أفضل الأنظمة والتقنيات المستخدمة في خاصية عرض جوائز سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ونقل تجربة التعرف على جوائز سموها من خلال خاصية الواقع الافتراضي التي تسمح للزائر بالتعرف على الجائزة والمناسبة التي حصلت عليها سموها من خلال الشاشة التفاعلية الخاصة بتطبيق قاعة الجوهرة التي تسهم في نقل البيانات والمعلومات الخاصة بالجوائز، وهي متاحة عبر تطبيق الاتحاد النسائي العام، ومدعمة بثلاث لغات (عربي - إنجليزي - فرنسي).