أسهم فريق من أعضاء الهيئة التدريسية والخريجين من الجامعة الأمريكية في الشارقة بإجراء بحث مهم حول بديل مستدام ومبتكر للأسمنت في معرض الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة المميز، تحت عنوان «الأراضي الرطبة» في بينالي البندقية للهندسة المعمارية. 

وقد تم منح جناح دولة الإمارات أعلى درجات الشرف مع جائزة الأسد الذهبي لأفضل مشاركة وطنية في المعرض الدولي السابع عشر للهندسة المعمارية، والتي تم اعتبارها «تجربة جريئة تشجعنا على التفكير في العلاقة بين النفايات والإنتاج على المستويين المحلي والعالمي، وتفتح لنا المجال لإمكانات بناء جديدة بين الحرف والتكنولوجيا العالية». 

وتم اختيار القيمين على الجناح وائل العور وكينيتشي تيراموتو في عام 2019 من قبل لجنة كان البروفيسور كيفن ميتشل، أستاذ العمارة في الجامعة الأمريكية في الشارقة، عضواً فيها عندما كان يشغل منصب مدير الجامعة. ويتمحور الجناح حول نموذج أولي مصنوع يدوياً من محلول ملحي للنفايات الصناعية معاد تدويره ومستوحى من المنازل التقليدية المبنية بالشعاب المرجانية في الإمارات العربية المتحدة. 

وأجرى البحث أعضاء الهيئة التدريسية وخريجو كلية العمارة والفن والتصميم وكلية الآداب والعلوم في أميركية الشارقة، الذين تعاونوا مع فرق متخصصة من مختبر آمبر في جامعة نيويورك أبوظبي ومختبر أوبوشي ومختبر ساتو في جامعة طوكيو، ويقترح الباحثون أن الملح والمعادن الموجودة في مواقع السبخة التراثية في الإمارات العربية المتحدة يمكن أن توفر بديلاً أكثر استدامة صديقة للبيئة للأسمنت للبناء في المنطقة. 

وأسهمت خريجة أمريكية الشارقة عائشة شابنام في تطوير الصيغة الكيميائية لهذه المادة الجديدة المعروفة باسم «أسمنت أكسيد المغنيسيوم» تحت إشراف الأستاذ المساعد في الكيمياء الدكتورة لوسيا بابالاردو. 

قالت شابنام: «لقد وفر لنا هذا المشروع فرصة للمساهمة في بديل مستدام للأسمنت البورتلاندي. لقد عملنا على تصميم وتطوير مادة مستقرة ومستدامة تتحمل ضغطاً كبيراً يسهل إنتاجها باستخدام المنتجات المحلية المتاحة، وأنا ممتنة للتعاون مع الجامعة ومع جناح دولة الإمارات في هذا المشروع وآمل أن نحقق العديد من الإنجازات بفضله». 

وقد استخدم المصممون بعد ذلك تقنية الهندسة الرقمية المتقدمة لإنشاء نموذج أولي بطول 7 × 5 أمتار مصنوع من أشكال مصبوبة يدوياً، وقد ضم فريق التصميم خريجي كلية العمارة والفن والتصميم: لجين رزق وعائشة السهلاوي ودينا الخطيب وإبراهيم خميس وأدوماس زين الدين وإبراهيم إبراهيم. 

وقالت رزق: «يسلط نجاح مشروع الأراضي الرطبة الضوء على أهمية الجمع بين الخبرة العالمية متعددة التخصصات للنهوض بمجال الهندسة المعمارية. لقد جرب فريقنا من المهندسين المعماريين والمهندسين والكيميائيين والعلماء مادة بناء ثورية تسمى أسمنت أكسيد المغنيسيوم، والتي لديها القدرة على إحداث فرق في قطاع البناء من خلال تقليص بصمتها الكربونية بشكل كبير وتقليل إنتاج النفايات». 

وأضافت: «بصفتي منسق مختبر وبحوث الفريق، تركز دوري على إنتاج العديد من النماذج التجريبية الكبيرة على مدى عامين، نتج عنها العمل التركيبي الأخير. كما قمت بإدارة فريق الإنتاج في الموقع بمدينة البندقية أثناء قيامهم ببناء العمل التركيبي النهائي، وبإدارة مختبرنا أو مساحة المعرض في «السركال أفينيو»، حيث نظمت ورش عمل وجولات لزوارنا». 

وفضلاً عن معرض «الأراضي الرطبة»، قامت عضو الهيئة التدريسية الزائرة بالمركز داليا حماتي بتنسيق وإدارة دعوة عالمية مفتوحة بعنوان «مقعد في البندقية» استمرت خلال الصيف كونها جزءاً من مساهمة جناح دولة الإمارات في تجمع القيمين على بينالي البندقية. ومن بين المشاركات السبع، التي أسهمت بها دولة الإمارات العربية المتحدة أعمال لثلاثة طلاب حاليين في الجامعة الأمريكية في الشارقة هم أمل صالح وجانيت جاكوب ومحمد فاروقي، وقد تم تركيب أعمالهم الآن في جناح دولة الإمارات في البندقية. 

قال جورج كاتودريتيس، رئيس قسم العمارة في كلية العمارة والفن والتصميم في أمريكية الشارقة، إن فرص المشاركة في مسابقات عالمية مثل هذه تعد جزءاً مهماً من تجربة طلبة الكلية. 

وأضاف: «إنه لشرف عظيم لخريجينا الذين يتلقون هذا الاهتمام العالمي كما هو مصدر إلهام كبير بالنسبة للطلبة الآخرين، الذين يرون أقرانهم في دائرة الضوء العالمية. لطالما تم تمثيل كلية العمارة والفن والتصميم بشكل جيد في برنامج التدريب في جناح دولة الإمارات على مدى السنوات العشر الماضية، وهي فرصة ممتازة للطلاب للمشاركة في جوانب أخرى من صناعة التصميم مثل الدبلوماسية الثقافية، ورعاية المعارض وغيرها».