تشارك دولة الإمارات المملكة العربية السعودية احتفالاتها بيومها الوطني الـ 91، والذي يصادف غدا 23 سبتمبر.
#الإمارات تشارك المملكة احتفالاتها بـ #اليوم_الوطني_السعودي الـ 91https://t.co/xuWPx7Aloy#السعودية #معاً_أبداً #البيان_القارئ_دائما pic.twitter.com/78wD7PZEzP
— صحيفة البيان (@AlBayanNews) September 22, 2021
وتعكس المشاركة الرسمية والشعبية لدولة الإمارات في احتفالات المملكة متانة العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين والتي يجسدها شعار الاحتفال هذا العام " معاً - أبدا، السعودية - الإمارات".
وتؤمن دولة الإمارات أن متانة العلاقات التي تجمعها مع المملكة العربية السعودية تمثل العمق التاريخي وصمام الأمان للبلدين والعرب جميعا، فهما نموذج للاستقرار والأمان والنماء والازدهار في المنطقة.
وتوطدت العلاقات التاريخية بين الإمارات والمملكة بشكلها الرسمي بفضل جهود المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود "طيب الله ثراهما"، اللذين حرصا على نهج التنسيق والتعاون المستمر بين البلدين.
وانتقلت العلاقات الثنائية بين الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، والسعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية من مفهوم التعاون الثنائي بين دول الجوار، إلى الشراكة الاستراتيجية الكاملة.
وحقق البلدان خلال السنوات القليلة الماضية، إنجازات كبيرة على صعيد توحيد الطاقات، وتعزيز التكامل الثنائي في جميع المجالات وفق رؤية واضحة عبرت عنها بقوة محددات "استراتيجية العزم"، ومخرجات "مجلس التنسيق السعودي- الإماراتي"، وجسدها تحالف البلدين في "عاصفة الحزم" دفاعاً عن الشرعية في اليمن.
وشكلت العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين نقطة ارتكاز أساسية في جهود تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، حيث يحفل تاريخهما بالمبادرات لتسوية الخلافات العربية أو لدعم الدول العربية، وقد تحملا العبء الأكبر في التصدي لكل أشكال التدخلات الإقليمية في الشأن العربي ومحاولات زعزعة أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، فضلا عن دورهما البارز في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف والتي تحظى بتقدير المجتمع الدولي أجمع.
وشهدت العلاقات الثنائية نقلة نوعية تمثلت في حرص القيادة في كلا البلدين الشقيقين على مأسسة هذه العلاقات من خلال تأسيس لجنة عليا مشتركة في مايو 2014 برئاسة وزيري الخارجية في البلدين.. وقد عملت هذه اللجنة على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمنا واستقرارا لمواجهة التحديات في المنطقة وذلك في إطار كيان قوي متماسك بما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وفي العام 2016 وقع البلدان على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بينهما يهدف إلى التشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة، حيث نصت الاتفاقية على أن يجتمع المجلس بشكل دوري، وذلك بالتناوب بين البلدين.
وفي يونيو 2018 رفعت دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية مستوى العلاقات الثنائية بينهما إلى مراحل غير مسبوقة اشتملت على رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً ضمن "استراتيجية العزم" التي عمل عليها 350 مسؤولا من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية وخلال 12 شهرا.
وشكلت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الإمارات والمملكة نموذجاً استثنائياً وثرياً للتعاون والتكاتف، حيث تعد السعودية الشريك التجاري الأول عربياً والثالث عالمياً لدولة الإمارات، وتستحوذ على نحو 7% من تجارة الإمارات غير النفطية مع العالم، ويمتلك البلدان أكبر اقتصادين عربيين كما أنهما يعدان من أهم الدول الـ 10 المُصدرة عالمياً، بإجمالي قيمة صادرات من السلع والخدمات تقترب من 750 مليار دولار في عام 2018.
وترفد السياحة في البلدين القطاعين التجاري والاقتصادي البيني وتعد من أهم القطاعات الواعدة التي توفر فرص الاستثمار وجذب المزيد من المشاريع المشتركة، لتنويع القاعدة الاقتصادية والتجارية في البلدين خاصة بعد أن خصصت دولة الإمارات مبالغ مالية ضخمة للسنوات العشر المقبلة، لتطوير هذا القطاع وذلك بعد النجاحات المطردة التي حققتها في جذب شركات السياحة العالمية لما تتمتع به من مقومات أساسية تكفل نجاح الصناعة السياحية فيها.
وتجسد العلاقات الثقافية بين البلدين مستوى الترابط الجغرافي والاجتماعي بين شعبيهما، وقد تعززت هذه العلاقات عبر قنوات متعددة أبرزها قطاع التعليم الذي شهد في البدايات سفر طلاب الإمارات إلى السعودية للالتحاق بمدارس مكة المكرمة والإحساء والرياض، في حين تستقبل الجامعات والمعاهد الإماراتية اليوم عددا كبيرا من الطلاب السعوديين.
وتمثلت العلاقات الثقافية بين البلدين في مستويات عدة، سواء من خلال إقامة العديد من الاتفاقيات والبرامج المشتركة، أو على مستوى التداخل الثقافي بين المؤسسات الجامعة التي تعمل في هذا السبيل والمبدعين والمثقفين في البلدين، وذلك ضمن رؤية ترتكز إلى أن العلاقة بين البلدين الشقيقين، تعززها علاقة شعبين لهما امتداد وتاريخ وموروث ثقافي واجتماعي وجغرافي واقتصادي.