قبل عامين من الآن كان الإماراتيون والعرب على موعد مع كتابة صفحة ناصعة جديدة من نجاحاتهم التي تعيد أمجادنا للواجهة مرة أخرى، حيث انطلق هزاع المنصوري في 25 سبتمبر 2019 إلى محطة الفضاء الدولية، في مهمة تاريخية حملت شعار «طموح زايد»، ليسجل اسمه كأول رائد فضاء إماراتي، وأول عربي يتواجد في هذه المحطة، فيما استمرت مهمته 8 أيام أجرى خلالها المنصوري 16 تجربة علمية، وحققت المهمة نجاحاً كبيراً.

وتُوجت المهمة بعودة المنصوري إلى الأرض، على متن المركبة «سويوز إم إس 12»، في 3 أكتوبر 2019.

الذكرى الثانية

وتحل الذكرى الثانية حالياً بالتوازي مع استعداد المنصوري ورواد الفضاء الإماراتيين الثلاثة الآخرين «سلطان النيادي، ونورا المطروشي ومحمد الملا»، للانطلاق نحو رحلة جديدة إلى الفضاء، حيث يتلقون تدريبات متقدمة في مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا، تأهيلاً لهم لحجز مقعد لأحدهم في رحلة أطول في مدتها وتتضمن تجارب أكثر وأوسع.

وانطلقت رحلة «طموح زايد» تحمل المنصوري عبر المركبة الروسية «سويوز إم إس 15»، والتي حملته مع رائد الفضاء الروسي، أوليغ سكريبوتشكا، ورائدة الفضاء الأمريكية جيسيكا مير، في تمام الساعة 17:57 بتوقيت الإمارات، في 25 سبتمبر 2019، من مركز بايكونور الفضائي بكازاخستان، لتعلن نجاح برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي أُطلق في عام 2017، بهدف تدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين.

16 تجربة

وأجرى المنصوري على متن محطة الفضاء الدولية، 16 تجربة علمية، بالتعاون مع شركاء دوليين، منهم وكالة الفضاء الأوروبية «إيسا»، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، ووكالة الفضاء الروسية «روسكوزموس»، ووكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية، في بيئة الجاذبية الصغرى، وهي بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً، لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء، مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور فيما يعتبر ذلك المرة الأولى التي يتم فيها إجراء هذا النوع من الأبحاث على شخص من المنطقة العربية.

وسجل المنصوري في إنجاز غير مسبوق، أول جولة تعريفية مصورة باللغة العربية لمحطة الفضاء الدولية، حيث شرح مكونات المحطة، والأجهزة والمعدات الموجودة على متنها، إضافة إلى نبذة عن حياة رواد الفضاء اليومية على متن المحطة، كما سجل عدة فيديوهات قصيرة، توثق الحياة على متن محطة الفضاء الدولية ومكوناتها، إضافة إلى الأنشطة التي يقوم بها رواد الفضاء.

لحظة تاريخية

وسبق مهمة «طموح زايد» مجموعة واسعة من البرامج التدريبية للمنصوري والنيادي، في مركز يوري غاغارين لتدريب رواد الفضاء، بمدينة النجوم في روسيا، بدأت بتعلّم اللغة الروسية، فضلاً عن تدريبات مختلفة من وكالات فضاء عالمية، وخلال عام كامل من التدريبات المتنوعة مع رواد فضاء هذه الوكالات.

وشكل اختيار هزاع المنصوري وسلطان النيادي، في 3 سبتمبر 2018، كأول رائدي فضاء إماراتيين، لحظة تاريخية في مسيرة الإمارات وقطاعها الفضائي، حيث تم اختيارهما من ضمن 4022 شخصاً تقدموا لبرنامج «الإمارات لرواد الفضاء»، بعد أن خضعوا لسلسلة طويلة من الاختبارات الطبية والنفسية المتقدمة، ومجموعة من المقابلات الشخصية، وفق أعلى المعايير العالمية.

ويعد «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» الذي أطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء وشارك في نسختيه الأولى والثانية 8327 إماراتياً، وأفرز 4 رواد فضاء، من أكثر البرامج إلهاماً وتلبية لطموحات الشباب أصحاب القدرات المتفردة على المستوى العلمي والمهارات الشخصية، ومن بين أهم مشاريع البرنامج الوطني للفضاء للدولة، فيما يجري رواد الفضاء الأربعة حالياً تدريباتهم الاحترافية المتقدمة حالياً في أمريكا، لتأهيلهما تشغيل محطة الفضاء الدولية، والقيام بأبحاث علمية ومهام طويلة في الفضاء الخارجي تعود بالنفع على البشرية.