تمكنت الشابة الإماراتية إسراء علي محمد الأميري، التي تبلغ من العمر 20 عاماً، وهي طالبة جامعية بجامعة الإمارات، تخصص تقنية المعلومات، من أن تتغلب على إعاقتها البصرية، وتبدع في مجال الغناء والشعر والعزف الموسيقي، وتحديداً على آلة الأورغ.
وحملت العود بين يديها لتعزف بعضاً من المقطوعات التي لحنتها. وليس هذا فحسب، فهي تستشعر نغمات الموسيقى بإيقاع مختلف، وتعزف بإتقان من دون قراءتها المدونة الموسيقية، ولا حتى رؤية تعليمات مايسترو على المسرح لاتباعها.
إسراء الأميري موهوبة في العزف بالفطرة، وتعزف النشيد الوطني، وغير ذلك من المقطوعات الموسيقية التي تنال إعجاب واستحسان كل من يستمع إلى عزفها.
وقالت الأميري لـ«البيان»: «على الرغم من العتمة التي يعانيها المعاقون بصرياً عموماً، إلا أن الكثير منهم قد اجتهدوا على أنفسهم وبجدارة ليقدموا مثالاً رائعاً على ما يمكن للبصيرة أن تنجزه لتضيء دنيا ظلامهم. فهناك من يتبوأ اليوم منصباً كبيراً، وآخر يعمل في مهنة مُشرفة وجميلة، وهناك أيضاً من تمت ترقيته لإبداعه في أداء مهام وظيفته بإتقان وإخلاص. كل أولئك لم يمنعهم فقدانهم نور العين من الانطلاق قدماً في مسيرة التميز كأقرانهم المبصرين. وبالنسبة لي فقد أصبحت بفضل الله تعالى طالبة في الحرم الجامعي، وفنانة موهوبة في مجال الغناء والشعر والعزف على آلة الأورغ والعود».
مناسبات
وأضافت: «ونظراً لموهبتي الموسيقية المتعددة أصبحت الكثير من الجهات تطلب مشاركتي وذلك في شتى المهرجانات والمناسبات ولا سيما الوطنية منها. وسعدت أخيراً بنجاحي في الغناء باللهجة المصرية الأمر الذي نال إعجاب الجميع واستحسانهم. وللعلم فأنا على يقين تام من أن التصفيق الذي يعقب عزفي وغنائي هو أكبر تقدير يُقدم لي، نعم، أشعر حينها بأني أحلق بسعادة في آفاق التميز».
ونوهت الأميري بأن الفن لا يحتاج أساساً إلى شخص مبصر أو كفيف، فهي تدرك تماماً بأن عالم الفن يحتاج لشغف وخيال وتجديد وتألق، مضيفة: «لقد تحديت كل الصعوبات التي واجهت اختياري الفن، فلم يكن سهلاً صعود المسرح والعزف أمام جمهور كبير، ولكنني كنت أقول إن الإرادة سلاحي. إذ باتت الإعاقة مفتاح تألقي الذي يدفعني بإصرار في عالم التحدي، لأصل إلى نهج راسخ بأنني لست مختلفة بل متميزة». وتبتسم قائلة: «أرى بعقلي، وأمتهن الفن ببصيرتي فهما سر نجاحي وإبداعي».