يحمل الاحتفال بـ "يوم العلم" في دولة الإمارات في الثالث من نوفمبر من كل عام، جملة من المعاني والدلالات الوطنية التي تجسد قوة التلاحم الوطني والانتماء والولاء للدولة والقيادة الرشيدة والتمسك بالقيم والمبادئ المتوارثة من الآباء المؤسسين، ومناسبة للاحتفال بإنجازات الإمارات التي تحتفي بـيوبيلها الذهبي ديسمبر المقبل.

   وتحتفل دولة الإمارات يوم الأربعاء المقبل بـ "يوم العلم" تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، لرفع العلم على الوزارات والمؤسسات بشكل موحد، في الثالث من نوفمبر في تمام الحادية عشرة صباحاً.

   وتعود قصة اعتماد شكل وألوان العلم الإماراتي، عندما استقبل المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" في 16 أكتوبر 1971 في قصره بأبوظبي، أعضاء لجنة المندوبين الخاصة بالنظر في مسابقات علم الاتحاد ونشيده الوطني وشعاره الرسمي للاطلاع على آخر مستجدات أعمال اللجنة والمشاركات التي تم تلقيها من قبل المشاركين بالمسابقات، حيث أبدى "رحمه الله" اهتمامه ومتابعته الحثيثة لعملية اختيار تصميم علم دولة الإمارات في الشهور الأخيرة التي سبقت قيام الاتحاد نظرا لما يمثله من رمزية وطنية كبرى.

   وجاء رفع علم الإمارات لأول مرة في الثاني من ديسمبر عام 1971، وكان أول من رفعه، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" في "دار الاتحاد " في إمارة دبي، وقد اختير علم الإمارات علما رسميا للبلاد بعد مسابقة فاز بها التصميم الذي قدمه المواطن محمد عبدالله المعينة من بين 1030 تصميما تقدم بها مشاركون من الإمارات والدول العربية.

    ولم تمض أيام قليلة على إعلان قيام دولة الاتحاد حتى كان العلم الإماراتي يخفق عاليا في مقر جامعة الدول العربية التي انضمت الإمارات إلى عضويتها في 6 ديسمبر لتصبح العضو الثامن عشر فيها، ومن ثم وتحديدا في يوم 9 ديسمبر 1971 رفرف علم الإمارات في مقر هيئة الأمم المتحدة بعد أصبحت العضو 132 في المنظمة الدولية.

    واليوم قد لا نجد دولة في العالم لا يرفرف في سمائها علم دولة الإمارات وذلك نتيجة الانفتاح على العالم والحضارات المختلفة الذي يعتبر من السمات الأصيلة في سياسة الدولة الخارجية، ودورها المحوري في نشر مبادئ التسامح والتعايش والسلام على الصعيد العالمي.


مبادرات وقمم

   وتعددت مظاهر رفع العلم الإماراتي في العديد من القمم حول العالم ففي عام 2013 رفع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، علم الدولة من فوق برج خليفة في دبي، احتفالاً بفوز الإمارات بتنظيم إكسبو 2020 دبي، وفي عام 2016 نجح الفريق العسكري للقوات المسلحة الإماراتية في تسلق قمة جبل إيفريست الأعلى في العالم بارتفاع يقدّر بـ8848 متراً ورفع علم الدولة عليها، وإلى جانب قمة إيفريست، وعلى سلسلة جبال هيمالايا الثلجية نفسها بين الصين ونيبال، نجح أيضاً المقدم صلاح الحبسي في اعتلاء قمتي جبل "تشويو"، الواقعة على ارتفاع 8000 متر، و"ميره" الممتدة على علو يصل إلى حدود 6700 متر، رفع علم الإمارات عالياً لأول مرة، وكان ذلك خلال سنة 2010.

    ومن أعلى قمة في قارة القطب الجنوبي، تمكن المغامر الإماراتي سعيد المعمري، بدعم من القوات المسلحة، إتمام رحلة التسلق ورفع علم الإمارات فوق قمة "فينسون" التي تعد سادس أعلى قمة في العالم، ورفع المعمري أيضاً علم الإمارات في مركز الكرة الأرضية الجنوبي في القطب الجنوبي.

    بدورها جبال القفقاس في روسيا كانت محطة أخرى من تلك المحطات التي رفرف فوقها علم الإمارات في يوليو 2016، بعد أن نجح أحد موظفي شركة "دو" ياسر البهزاد في الوصول إليها ورفع علم الإمارات.

 

 أرقام قياسية

    وخلال السنوات الماضية سجل علم دولة الإمارات اسمه بأحرف من ذهب في موسوعة الأرقام القياسية العالمية "غينيس"، ليحطم أرقاماً عالمية سابقة، ففي عام 2020 سجلت القرية العالمية في دبي رقما قياسيا في "غينيس" تمثل بتجميع أكثر من 1000 علم من أعلام الإمارات لتحقيق الرقم القياسي لأكبر رقم مجمّع باستخدام الأعلام في العالم، والتي شكلت رقم (49).

    وحققت القيادة العامة لشرطة دبي عام 2019 إنجازاً بدخول علم الإمارات موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية، في رقمين قياسيين "أطول علم في العالم" و"أكثر عدد من الأشخاص يحملون علماً"، وفي عام 2018 نجحت "سكاي دايف دبي" في تصميم علم الإمارات بمقاييس تعد الأضخم في العالم حيث وصل عرض العلم إلى 50.76 متر، أما الطول 96.25 متر، والمساحة الإجمالية 4885.65 متر مكعب، فيما بلغ طول العلم 2020 متراً (2 كيلومتر و20 متراً)، ووصل عدد الأشخاص المشاركين في حمله 5000 من 58 جنسية حول العالم.

     وفي عام 2017، دخل علم الإمارات المرفوع في جزيرة العلم بإمارة الشارقة موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، وذلك باعتباره أكبر علم دولة رفع على سارية في العالم، حيث بلغ طول العلم 70 متراً وعرضه 35 متراً، وفي العام ذاته، حطمت شرطة دبي الرقم القياسي المسجل في موسوعة "غينيس" بتشكيل علم الإمارات بأكبر عدد من السيارات، وذلك بمشاركة 143 سيارة.

    ودخل العلم الإماراتي موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية في العام 2016، من خلال أكبر لوحة بشرية متحركة لعلم الإمارات احتفالاً باليوم الوطني الـ 45، وبمشاركة ما يزيد على 2223 طالباً من مجموعة "جيمس للتعليم" من كافة أنحاء الإمارات، وفي العام ذاته، نالت الإمارات شهادة من موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، بعد تحطيم رقم قياسي سابق لأكبر علم دولة مُشكل من تجمع بشري، حيث بلغ عدد الأشخاص المشكلين للعلم 3929 شخصاً، ارتدوا فيه خوذة السلامة في فعالية ضخمة بملعب نادي بني ياس الرياضي في أبوظبي.

     وفي عام 2014، دخل علم الإمارات موسوعة "غينيس" بتشكيل أكبر علم للدولة بأقلام الرصاص، وذلك في فعالية نفذتها القيادة العامة للدفاع المدني بالإمارات في ساحة قصر الإمارات بأبوظبي، ضمن احتفالات الإمارات باليوم الوطني الـ 43، واستخدم المشاركون في الفعالية من طلبة المدارس مليون قلم، بواقع 250 ألف قلم لكل لون من ألوان العلم، وعلى مساحة بلغت 1000 متر مربع.

     وشهد العام ذاته، تسجيل العلم الإماراتي في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، وذلك بعد أن شكلت 156 حافلة للعلم ضمن مشاركتها في احتفالات اليوم الوطني 43، وذلك في ساحة الشهامة ضمن فعالية نظمتها دائرة النقل في أبوظبي، كما تم تسجيل رقم قياسي من خلال أكبر علم مُشكل من كرات القدم، وذلك باستخدام 6 آلاف كرة تلونت بألوان العلم الأربعة.

    وفي عام 2013، دخل علم الإمارات موسوعة "غينيس" كأكبر لوحة فسيفسائية على مستوى العالم مكونة من قطع الرخام، حيث تم تنفيذ اللوحة الفسيفسائية تحت سطح البحر بمساحة 168 مترا مربعا، وبزمن قياسي بلغ 4 ساعات فقط، بالتعاون بين عدة جهات في دبي.