أكد مسؤولون لـ«البيان» أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر وجهة مثالية لاستضافة «كوب 28»، وأن الدولة بفضل رؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة، تضع العمل المناخي على رأس قائمة أولوياتها، لافتين إلى أن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جاهزية الإمارات لاستضافة مؤتمر المناخ COP28 في عام 2023، حال فوزها يؤكد رؤية القيادة الاستشرافية واستعداد الدولة للمستقبل.


إمكانات


وقال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي «إن الإمارات بما تملكه من إمكانات وخبرات في استضافة وتنظيم الفعاليات العالمية الكبرى، فضلاً عن إنجازاتها المهمة في مجال مكافحة التغير المناخي، تعتبر منصة مثالية لاستضافة مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب 28) في عام 2023 ودعم الجهود العالمية للتصدي للتغير المناخي وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، عبر تشجيع الحوار وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال التحول نحو الطاقة المتجددة والنظيفة».


وأضاف معاليه لـ«البيان»: «إن الدولة تقود الجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال استراتيجياتها واستثماراتها في هذا المجال، وأن مبادرتها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050» تتوج جهودها في الإسهام بإيجابية في قضية التغير المناخي، وتحويل التحديات في هذا القطاع إلى فرص واعدة لضمان مستقبل أكثر استدامة وإشراقاً لأجيالنا القادمة».


دور


وشدد معالي الطاير على أنه «بفضل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، تضع الدولة العمل المناخي على رأس قائمة أولوياتها، وقد أدت دوراً مهماً في المفاوضات التي قادت إلى اتفاق باريس التاريخي من خلال تقديم التزاماتها الوطنية الداعمة لمعاهدة الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، كما اتخذت خطوات مُبكرة نحو الاستعداد لوداع آخر قطرة نفط وتحقيق التوازن بين التنمية والحفاظ على بيئة نظيفة وصحية وآمنة».
كما قال معاليه: «نسعى في هيئة كهرباء ومياه دبي، لتحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 ومبادرة الحياد الكربوني للإمارة لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050 عبر مشاريع كبرى للطاقة النظيفة تشمل مختلف مصادر وتقنيات الطاقة النظيفة والمتجددة».


قدرة إنتاجية


كما لفت معالي الطاير إلى أن القدرة الإنتاجية الإجمالية للهيئة من الطاقة النظيفة تبلغ حالياً نحو 10% من مزيج الطاقة في الإمارة، وستصل إلى 13.3% على مراحل حتى الربع الأول من العام المقبل، مشيراً إلى أن من أبرز المشروعات التي تنفذها الهيئة «مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وستبلغ قدرته الإنتاجية 5000 ميجاواط بحلول عام 2030 باستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم».


وأوضح أن هذه الجهود أسهمت في انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الإمارة بنسبة 22% في عام 2019، قبل عامين من الموعد المستهدف في استراتيجية دبي للحد من الانبعاثات الكربونية 2021 لتخفيض الانبعاثات بنسبة 16% بحلول 2021. «كما كانت الهيئة أول مؤسسة حكومية خدماتية في الدولة تنضم عام 2017 إلى الميثاق العالمي للأمم المتحدة، أكبر مبادرة للاستدامة المؤسسية في العالم».


تحديات مناخية


بدوره، أشار المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام بلدية الفجيرة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية أن إعلان جاهزية الإمارات لاستضافة مؤتمر المناخ COP28 في عام 2023، هو دليل على أن حكومة الإمارات تواصل مسيرتها نحو مستقبل باهر بتصميم مسار شامل لمستقبل البنية التحتية والرقمية والاستدامة البيئية، موضحا أن المؤتمر يهدف إلى استقطاب أكبر تجمع دولي لإيجاد حلول للتحديات المناخية التي يواجهها كوكب الأرض.


وأضاف الأفخم أنه ترأس مؤخراً وفد دولة الإمارات في اجتماع المجلس التنفيذي لاتفاقية رامسار في سويسرا، التي تعتبر من أهم الاتفاقيات الدولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة في الحاضر والمستقبل، حيث ناقش الاجتماع العديد من القضايا البيئة المهمة وكيفية الاستمرار في الحفاظ على المناطق البيئية الرطبة من خلال آليات علمية حديثة، مؤكداً أن الإمارات تمتلك رؤية طموحة تستشرف المستقبل وتُرسّخ ثقافة التميز كمحور رئيس للعمل الوطني المنشود، حيث تستهدف تطوير الخطط والمشاريع والأفكار القادرة على التنبؤ بالتحديات ومواجهتها.


جهود واسعة


من جانبه، أكد الدكتور سيف محمد الغيص مدير عام هيئة حماية البيئة في رأس الخيمة، أن دولة الإمارات قامت بجهود واسعة وكبيرة لحماية البيئة من التغيرات المناخية، حيث حرصت على استضافة العديد من المؤتمرات العالمية الناجحة بفضل رؤى وتوجيهات قيادتها الرشيدة، كنموذج رائد لضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة، لافتاً إلى أن الهيئة استشرفت المستقبل منذ عام 2011 باستضافة مؤتمر التغير المناخي بمعدل مؤتمر كل عامين والتركيز على المدن المستدامة والمياه واستخدام الأراضي وإنتاج الغذاء، بالإضافة لإطلاق مبادرة مشروع المليون وواحد شجرة، مؤكداً أن دولة الإمارات تمتلك كافة الإمكانات والخبرات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين للمؤتمر، انطلاقاً من حرص الإمارات على التعاون مع جميع الأطراف لإنجاح هذا المؤتمر.


تجربة ملهمة


بدوره، أكد منذر بن شكر الزعابي مدير عام بلدية رأس الخيمة، على الجهود الكبيرة التي قامت بها دولة الإمارات في مواجهة التغير المناخي، والتي تعد تجربة ملهمة لمختلف دول العالم، بهدف حماية مستقبل البشرية من خطر تداعيات التغير المناخي، وقامت بلدية رأس الخيمة بإصدار العديد من التشريعات والخطط التنموية المستدامة، بما في ذلك التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة وإعادة التدوير، وإطلاق إستراتيجية كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، والتي تستهدف توفير 10% من الطاقة الكهربائية، وإنتاج 5% من الكهرباء بمصادر الطاقة الشمسية، مؤكداً أن دولة الإمارات تمتلك من الخبرات ما يمكنها من إنجاح وإبراز دور مؤتمر المناخ وإلقاء الضوء على القضايا والإسهام بإيجابية في قضية التغير المناخي، لضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.