نجح الفريق الطبي في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي، في انقاذ حياة مريض اربعيني، أصيب بعدوى بكتيرية نادرة وقاتلة تسمى بـ (متلازمة سيباسيا)، تؤثر على الجهاز التنفسي وتتسبب بفشل العديد من الأعضاء في الجسم، فيما ترتفع نسبة الوفاة الناتجة عن الإصابة بهذه المتلازمة لـ 75%.
وكان المريض قد شعر بالإعياء وأصيب بالحمى بعد عودته من عطلة قضاها خارج الدولة، قبل نحو شهرين، حيث اعتقد في بداية الأمر انها أعراض كورونا، لكن الفحوصات أكدت عدم اصابته بها، ومع الوقت تفاقمت الأعراض التي كان يشعر بها ما أدى لنقلة الى مدينة برجيل الطبية لتلقي العلاج اللازم، وبعد التقييم الطبي تبين أنه مصاب بداء السكري والالتهاب الرئوي الشديد، كما كان يعاني من تسارع دقات القلب، وتم نقله على الفور لوحدة العناية المركزة ووُضع على جهاز التنفس الصناعي، نظرا لانخفاض نسبة الاكسجين، كما اعطي له المضادات الحيوية الوريدية لعلاج الالتهاب الرئوي، وبعدما بدأت حالة المريض في الاستجابة للعلاج وتم إخراجه من العناية المركزة، أصيب بانتكاسة استدعت لإعادته مرة أخرى للعناية المركزة.
بعد ذلك بدأ المريض في التعافي لكن ظهرت فجأة على جلدة ومفصل ركبته تقيحات وبدأت صحته تتدهور حيث ظهرت أعراض الالتهاب مرة أخرى، وأصيب بضيق تنفسي حاد، وجلطات دموية في الرئتين، كما أصيب بتقيح داخلي في الكبد، ما استدعى الأطباء المشرفين على علاج المريض، لأخذ عينات من هذه التقيحات وتحليلها في المختبر لفهم طبيعة حالته، وكشفت نتائج التحليل اصابته بنوع نادر من البكتيريا يسمى (سيباسيا) ومتلازمة حمى نادرة، وتم وضعه مره أخرى في العناية المركزة.
وقال الدكتور نياس خالد أخصائي الطب الباطني في مدينة برجيل الطبية، الذي قاد الفريق الطبي المعالج مع الدكتور جورج كوشي المدير الطبي:" تم وضع بروتوكول علاجي خاص بحالة المريض، وتم اعطاءه المضادات الحيوية double IV ، الى جانب المضادات الحيوية و(الستيرويدات) الاستنشاقية والمضادة للفطريات، وقد استغرق هذا الأمر 4 أسابيع حتى بدأ المريض بالتحسن، حيث اختفى الالتهاب الرئوي والتقيحات الخارجية".
وأوضح أن هذا المرض نادر ما يصيب الأفراد الذين يتمتعون بجهاز مناعي قوي، فعادة ما تصيب متلازمة (سيباسيا) الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة، كالحالات التي تعاني من مرض التليف الكيسي، مشيرا ان المريض كانت مناعته قوية ولم يتناول أي أدوية أو علاجات مثبطة للمناعة، مؤكدا أن التشخيص المناسب والعلاج الفعال قد أنقذ حياته.
وتعليقا على حالة المريض، قال الدكتور كوشي: "كانت حالة المريض معقدة للغاية، حيث استغرق الأمر 54 يومًا حتى قضينا على العدوى البكتيرية النادرة والقاتلة، اننا سعداء وفخورون بمساعدة المريض على استعادة صحته، الأمر المهم في هذه الحالة ان الطبيب المعالج قام بتشخيصه في الوقت المناسب، حيث يعتبر التأخر في تشخيص مثل هذه الحالات أمرا خطيرا قد يكلف المريض حياته، لكن بفضل الله وخبراتنا الطبية في مدينة برجيل الطبية تعافى المريض تماما وهو بصحة جيدة ".