اكتشفت تحت جامع النوري، أحد معالم مدينة الموصل في العراق، أرضيات مصلى قديم يعود إلى القرن الثاني عشر، في اكتشاف أثري مهم أتى ثمرة عمليات تنقيب بدأت قبل أربعة أشهر كجزء من مشروع «إحياء روح الموصل» الذي جمعت له منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونسكو» مئة مليون دولار منذ العام 2019، نصفها من الإمارات، ويفترض أن تنتهي أعمال الترميم في المسجد بحلول نهاية العام 2023.
ولا يزال المسجد قيد الترميم، وخصوصاً مئذنته الحدباء التي تعود للقرن الثاني عشر، بعدما دمّر في يونيو 2017 بفعل متفجرات وضعها تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال خير الدين أحمد ناصر، مدير مفتشية آثار وتراث محافظة نينوى في شمال العراق، التي مركزها مدينة الموصل: «إن أعمال تنقيب تقودها المفتشية بدعم من منظمة اليونسكو، وبتمويل من الإمارات، أدت إلى هذا الاكتشاف الذي يعود إلى الحقبة الأتابكية الإسلامية، وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في أنه يسمح بـ«معرفة امتدادات الجامع النوري والمصلى القديم، إضافة إلى اكتشاف محلات الوضوء، مما سيزيد من أهمية هذا الموقع التاريخي والأثري»، على ما أضاف.
وأوضح أن أرضيات المصلى القديم التي اكتشفت هي أوسع من أرضيات المصلى الذي تم بناؤه في أربعينيات القرن الماضي، واكتشفت كذلك «أربع غرف تحت المصلى تستخدم لعملية الوضوء للمصلين، وهي عبارة عن أربع غرف متصلة الواحدة بالأخرى، ومشيدة بمادة الحجر والجص»، وفق ناصر.
ويبلغ «عرض الغرفة الواحدة 3 أمتار ونصف، وارتفاعها 3 أمتار، وتقع تحت مستوى سطح الأرض بستة أمتار تقريباً. تحوي أحواضاً من الحلان، عمق الحوض الواحد 60 سنتمتراً».
وتضم مدينة الموصل عموماً الكثير من المعالم الأثرية المهمة.