تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، غداً (الجمعة)، باليوم الوطني الكويتي الـ 61 الذي يصادف 25 من فبراير من كل عام، في تعبير لافت عن مستوى العلاقات الأخوية والروابط التاريخية الراسخة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين اللذين وحدهما الانتماء والمصير المشترك.

وقد أرسى دعائم هذه العلاقة التي جمعت دولة الإمارات وشقيقتها دولة الكويت المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخيه الشيخ جابر الأحمد الصباح، رحمه الله، في إطار العلاقة الأخوية التي ترسخت عبر عقود من الزمن وتوطدت منذ اللقاء الذي جمع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالمغفور له الشيخ صباح السالم الصباح عام 1973.

تماسك

وازدادت العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين تماسكاً ورسوخاً في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حيث تعتبر هذه العلاقة مثالاً للروابط القوية المتأصلة في وجدان البلدين وتاريخهما المشترك، وما أضفى على هذه العلاقة من الزيارات المتبادلة بين القيادتين، ومنها الزيارة الأولى لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى دولة الكويت بتاريخ 28/‏‏3/‏‏2005 بعد توليه مهام الحكم، حيث أعطت الزيارة قوة دفع وزخماً كبيراً للعلاقات الثنائية بين البلدين.

وعلى الرغم من كون العلاقات بين دولة الإمارات ودولة الكويت الشقيقة علاقات تاريخية، وتحكمها روابط الأخوة والقربى والمصير الواحد، إلا إنها في الوقت ذاته، تمثل نموذجاً للعلاقات بين الأشقاء، لما تقوم عليه من رغبة البلدين في تطوير هذه العلاقات إلى مدى أوسع من التكامل والتشاور، وتوحيد المواقف من مختلف القضايا الإقليمية والدولية، والعمل على تسريع خطى التنمية المستدامة، من أجل تحقيق أكبر قدر من رفاهية الشعبين الشقيقين.

ومن المواقف التاريخية التي تجسد عمق العلاقة بين البلدين، تغريدة أول رائد فضاء إماراتي هزاع المنصوري، مهنئاً فيها الكويت بأعيادها الوطنية، عبر نشر صورة للكويت من الفضاء كان قد التقطها خلال مهمته في محطة الفضاء الدولية، في سبتمبر 2019، قال فيها: «أهنئ الأشقاء في دولة الكويت قيادةً وشعباً بمناسبة اليوم الوطني الكويتي الـ 59، سائلين الله أن يديم على الكويت الحبيبة الخير والأمان والسلام.

حرص

ويرسخ حرص دولة الإمارات على مشاركة أشقائهم في الكويت احتفالاتهم بيومهم الوطني، المكانة البارزة التي تحظى بها دولة الكويت، لدى القيادة في دولة الإمارات، وبما يعكس عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين، حيث قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «الإمارات للكويت والكويت للإمارات»، كما يحظى دور الكويت المحوري والتاريخي في تعزيز روابط الأخوة الخليجية بتقديرٍ عالٍ من القيادة في دولة الإمارات التي تتطلع دائماً إلى استكمال مسيرة العمل الخليجي المشترك.

تعاون

ويعتبر توقيع اتفاقية إنشاء لجنة مشتركة للتعاون الثنائي بين البلدين الموقعة بتاريخ 24/‏‏4/‏‏2006 في مدينة الكويت والاجتماع الأول للجنة المنعقد في أبوظبي بتاريخ 1/‏‏3/‏‏2008 والذي ترأسه من الجانب الإماراتي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومن الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح ما هو إلا تتويج للعلاقات القائمة بين البلدين.

وعلى المستوى الثقافي، فقد شهدت العلاقات بين البلدين قفزات كبيرة، أبرزها إنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين دولة الكويت ودولة الإمارات لتنمية العلاقات وتطوير التعاون بين البلدين في عام 2007، وعقدت اجتماعات الدورة الأولى للجنة في العاصمة أبوظبي عام 2008.

تعاون اقتصادي

تؤكد مسيرة التعاون بين البلدين الشقيقين، لاسيما خلال الأعوام القليلة الماضية، متانة العلاقات وتكامل اقتصاد البلدين، فالإمارات والكويت تؤمنان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما، وتفعيل ذلك من خلال زيادة التبادل التجاري.

وتكريساً لمتانة العلاقات بين البلدين، والرغبة في الانطلاق بها نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق، وقع البلدان على عدد من الاتفاقيات منها إعلان «مجموعة أغذية»، كبرى شركات إنتاج الأغذية والمشروبات في المنطقة في عام 2020، ومذكرة تفاهم بين هيئتي الطيران المدني.

كما تم وقعت دائرة التنمية الاقتصادية في دبي متمثلة بقطاع التسجيل والترخيص التجاري ومجلس الأعمال الكويتي بدبي والمناطق الشمالية مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الثنائية وخلق فرص خاصة بتطوير المشاريع الكويتية التي تدار عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ووقعت وزارة المالية مذكرة تفاهم مع مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، في مقر المركز في دولة الكويت.