أكد الدكتور مطر النيادي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الكويت، أن العلاقات الإماراتية الكويتية، تمثل نموذجاً يحتذى به على صعيد العلاقات الأخوية بين الدول الشقيقة، كونها علاقات ترتكز على دعائم ثابتة، وأرضية صلبة تنطلق من وحدة المصير والأهداف المشتركة وروابط الأخوة، مستشهداً بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «الإمارات للكويت والكويت للإمارات».

ولفت إلى حرص دولة الإمارات على تعزيز التعاون المشترك مع دولة الكويت في جميع المجالات، والذي يظهر من خلال الأرقام والبيانات الإحصائية لعام 2021، موضحاً أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الدولتين بلغ نحو 30 مليار درهم خلال بنهاية العام الماضي 2021.

وتفصيلاً، فقد أوضح الدكتور مطر النيادي في حوار لـ«البيان» بمناسبة احتفال دولة الكويت، بالعيد الوطني 61، والاحتفال 31 بيوم التحرير، غداً (الجمعة)، بأن العلاقات بين البلدين، ممتدة منذ أكثر من 6 عقود ومتأصلة في وجدان الشعبين الشقيقين.

وقال الدكتور النيادي: إن البلدين يرتبطان بعلاقات تاريخية أزلية قديمة، قدم المنطقة التي تجمعهما، تعززها روابط الدم والمصير المشترك، والتي قامت بجهود المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراهما، وحافظت العلاقة التاريخية على متانتها وثباتها، في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، والتي تستمر بالنهج ذاته مع الشيخ نواف الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة.

تكامل

وأضاف: على مدى عمر هذه العلاقة، حرصت قيادة البلدين الشقيقين على تعزيز هذه العلاقة في مختلف المجالات، حتى تستمر هذه العلاقة على ذات النهج والمضمون، علاقات تاريخية بين الشعبين الشقيقين، مبنية على أسس التفاهم المشترك والموروث الثقافي والتاريخي والقيم والعادات والتقاليد الاجتماعية المشتركة.

وأوضح الدكتور مطر النيادي: هناك تطابق في وجهات النظر بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت في مختلف القضايا ودعم متبادل للمواقف لأن المصير واحد والمصلحة مشتركة في ظل منظومة مجلس التعاون الخليجي.

وأكد السفير أن دولة الإمارات العربية والمتحدة ودولة الكويت تمتلكان أسواقاً وبيئة استثمارية جاذبة وقدرات تصنيعية تسهم في جهود البلدين في تنويع الاقتصاد الوطني وتحقيق نوع من الاكتفاء من بعض السلع والمنتجات.

وحول أهم القطاعات التي من المتوقع أن تشهد نمواً كبيراً فيها خلال الفترة المقبلة، أفاد السفير بأن القطاعات المرتبطة بالأمن الغذائي والصناعة تمثل أهم القطاعات الواعدة لزيادة التعاون والتبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، وذلك لما يشكلانه من دور مهم في تعزيز اقتصاد البلدين الشقيقين.

سياحة

ونوه بأن قطاع السياحة مدعوم بقطاع طيران واحد من أهم المجالات التي يتطلع البلدان لعودتها للوضع الذي كان قائماً قبل جائحة «كورونا» «كوفيد 19»، فقبل الجائحة كان هناك 244 رحلة أسبوعياً بين البلدين توفر لزائري البلدين الشقيقين مرونة في التنقل وأسعاراً تنافسية لرحلات الجوية، مضيفاً بأنه «لا شك أن القطاع السياحي يسهم في تحفيز قطاع اقتصادية أخرى مثل الفنادق والمطاعم والتسوق».

وفيما يتعلق بالتعاون في مجال التعليم، فهناك ما يقارب من 1400 طالب من الكويت يدرسون في المؤسسات التعليمية المختلفة في دولة الإمارات وسط أجواء أسرية لا يشعرون فيها بأي غربة، لافتاً إلى أن جامعة محمد بن زايد للذكاء الصناعي قدمت مؤخراً منحاً لطلبة جامعة الكويت من خريجي كلية العلوم لدراسة الماجستير أو الدكتوراه في الذكاء الصناعي، وفي المقابل توفر جامعة الكويت 16 منحة دراسية لأبناء دولة الإمارات في تخصصات مختلفة.

أما بما يتعلق بالتعاون في القطاع الصحي فهناك فرصة واعدة في هذا الشأن واردة لتعزيز التعاون القائم بين المؤسسات الطبية في البلدين الشقيقين.

وأفاد الدكتور مطر النيادي بأن الإمارات والكويت ترتبطان بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية التي أسهمت في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، ففي عام 2021 بلغ حجم التبادل التجاري 30 مليار درهم تقريباً.

اتفاقية

وحول أحدث الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، أشار إلى أن الأسبوع الجاري، شهد توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين سوق أبوظبي للأوراق المالية، وبورصة الكويت، والشركة الكويتية للمقاصة، مضيفاً أن «آفاق التعاون وفرص التكامل بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت واسعة، بما يعزز الاستفادة من القدرات التي يمتلكها البلدان الشقيقان».

وقال الدكتور النيادي: لا شك أن قطاع الأوراق المالية من القطاعات الرئيسية في دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، حيث يمثل توقيع هذه الاتفاقية، خطوة مهمة إلى الأمام لزيادة التنسيق، بما يعود بالمنفعة على المستثمرين في البلدين، وعلى الشركات المزدوجة الإدراج في السوقين، موضحاً بأن الخطوة تمثل فرصة لجذب الاستثمارات والمستثمرين لدى البلدين الشقيقين في كلا السوقين.

إكسبو

ولفت الدكتور مطر النيادي إلى أن مشاركة الكويت في «إكسبو 2020 دبي» تمثل إضافة كبيرة ومهمة للمعرض، من خلال جناح يمتد على مساحة إجمالية تقدر بـ(4550) متراً مربعاً والذي يعد الأكبر على مستوى مشاركات الكويت في معارض «إكسبو 2020 دبي».

وبين بأن الكويت تشارك في المعرض، تحت عنوان (كويت جديدة... فرص استثمارية جديدة للاستدامة)، حيث تعرض فيه الكويت برامج وخطط الاستدامة فيها وتوضح النظرة الاستشرافية لدى الحكومة الكويتية بأهمية الاستثمار في الاستدامة، واختتم السفير الحديث بأن ساحة الوصل بـ«إكسبو 2020 دبي» سوف تشهد مساء غد الاحتفال بالعيد الوطني 61 لدولة الكويت الشقيقة والاحتفال 31 بيوم التحرير، كل عام ووطن النهار في خير وتقدم وازدهار.