وقّعت «المدرسة الرقمية»، مدرسة التعلّم الرقمي المتكاملة الأولى من نوعها وإحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مجموعة من الشراكات الاستراتيجية التي تم الإعلان عنها بالتزامن مع تدشين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المرحلة التشغيلية الأولى لـ«المدرسة الرقمية» في خمس دول بحيث سيستفيد منها في السنة الأولى أكثر من 20 ألف طالب من الفئات الأقل حظاً في خمس دول ضمن رؤية تسعى إلى مضاعفة عدد الطلبة للوصول إلى مليون طالب منتسب للمدرسة خلال خمس سنوات.
وأبرمت المدرسة الرقمية، اتفاقيات شراكة استراتيجية، مع كلٍ من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لتكون الشريك الاستراتيجي لمشروع تأسيس 1000 مركز تعلم للمدرسة الرقمية حول العالم، ومؤسسة دبي العطاء التي تعمل على تعزيز محفظة شراكات المدرسة الرقمية دولياً وترسيخ موقعها على الصعيد العالمي، وجامعة ولاية أريزونا لتكون الشريك الاستراتيجي لتدريب وتأهيل المعلمين الرقميين، ومؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي كداعم رئيس عبر تخصيص وقف خيري مستدام لدعم المدرسة الرقمية، وشركة مايكروسوفت لتكون شريكاً استراتيجياً في تطوير تقنيات التعليم الرقمي المستقبلية.
وتهدف الشراكات إلى دعم تأسيس وتجهيز مراكز التعلم الرقمي وتوفير البرامج التدريبية لإعداد المعلمين في تخصصات التعليم الرقمي، إضافة إلى توفير تمويلات وقفية مستدامة لدعم أنشطة المدرسة وتوسعها، وإنجاز بنية تحتية نوعية تستخدم أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال التعلّم الرقمي وتواصل الابتكار فيها، لما فيه وصول مبادرة «المدرسة الرقمية»، التي دشنت أنشطتها في المرحلة الأولى في مصر والأردن والعراق وموريتانيا وكولومبيا، إلى أكبر عدد من المستفيدين حول العالم في مراحل مقبلة.
وتم توقيع الشراكات ضمن حفل تدشين المدرسة الرقمية بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في جناح دولة الإمارات في «إكسبو 2020 دبي» ومشاركة كل من معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، رئيس مجلس إدارة المدرسة الرقمية، والدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والدكتور طارق القرق، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي العطاء، وميساء جلبوط المستشارة الخاصة لرئيس جامعة ولاية أريزونا، وعلي المطوع أمين عام مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر بدبي، وسيد حشيش، المدير العام لشركة مايكروسوفت الإمارات العربية المتحدة، والدكتور وليد آل علي الأمين العام لمشروع المدرسة الرقمية وعدد من المسؤولين.
دعم لوجستي
وأوضح الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي عضو مجلس إدارة المدرسة الرقمية ورئيس لجنة العمليات والدعم اللوجستي، أن المدرسة الرقمية عملت على تنسيق الجهود والعمليات وتجهيز مختلف مقومات التشغيل في 5 دول حول العالم حالياً، وقال إن هيئة الهلال الأحمر عززت شراكتها مع المدرسة الرقمية ويجري استكمال الاستعدادات لتوفير ألف مركز تعلم في العديد من الدول.
وأكّد أن دور الهيئة اللوجستي في الدول التي تستهدفها مبادرة المدرسة الرقمية يترجم توجيهات القيادة الرشيدة بمد يد العون للجميع ويرسخ الدور الإنساني الفاعل لدولة الإمارات إقليمياً وعالمياً ويعزز مكانتها كمحور رئيسي للجهود العالمية الهادفة لتحقيق تنمية مستدامة قوامها التعليم ومكافحة الفقر والجهل ونشر المعرفة.
وقال الفلاحي إن مبادرة المدرسة الرقمية تعتبر فتحاً كبيراً لمسيرة التعليم الإلكتروني، وإيجاد نظام تعليمي تقني حديث يلبي احتياجات الطلاب في مخيمات اللاجئين والفئات المجتمعية الأكثر هشاشة، ويعتمد على تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، ويساهم في استمرار عملية تعليمهم رغم التحديات التي يواجهونها.
وأكد أن المبادرة تحدث نقلة نوعية في مستوى الخدمات التعليمية الموجهة لهذه الشرائح، خاصة في الدول التي ستستفيد من برامجها في مرحلة التدشين للسنة الأولى والتي تشمل مصر والأردن وموريتانيا وكولومبيا، إضافة إلى إقليم كردستان العراق، وقال إن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لن تدخر وسعاً في سبيل تحقيق أهداف المبادرة وتوسيع مظلة المستفيدين من برامجها التعليمية والأكاديمية في الدول المعنية.
وبموجب اتفاقية الشراكة الموقعة مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي سيكون الشريك الاستراتيجي لمشروع تأسيس 1000 مركز تعلم للمدرسة الرقمية حول العالم بهدف توفير البنية التحتية لتعلّم الطلبة رقمياً في المناطق الأقل حظاً. ويتعاون الطرفان في بناء وتجهيز 1000 قاعة مخصصة للتعلم الإلكتروني في العديد من الدول لاستخدامها من قبل الطلبة في الوصول لخدمات المدرسة الرقمية، بحيث يتم تنفيذ المشروع خلال 5 سنوات، فيما يواصل الهلال الأحمر تقديم الدعم اللوجستي للمدرسة الرقمية.
تعليم رقمي
وأكدت ميساء جلبوط، المستشارة الخاصة لرئيس جامعة ولاية أريزونا، أن الجامعة حريصة على شراكة استراتيجية مع مبادرة «المدرسة الرقمية» عالمية المستوى وإنسانية الأهداف بوصولها بالتعلم الرقمي إلى الطلبة في المناطق النائية والنامية وحرصها على إشراك طلبة المخيمات والمجتمعات الأقل حظاً في مسارات التعلم الرقمي النوعي والمستمر. ويسرنا في جامعة ولاية أريزونا أن نكون شريكاً استراتيجياً لتدريب وتأهيل المعلمين الرقميين المتعاونين مع المدرسة الرقمية.
وأضافت: «نحن متواجدون في «تحالف مستقبل التعلّم الرقمي» الداعم للمدرسة الرقمية، ونريد من خلال هذه الشراكة معها المساهمة في جهود تطوير أفضل الممارسات في التعليم الرقمي وإعداد برامج لتطوير قدرات المعلمين تبادل المعارف والخبرات في عمليات التعلّم وبناء القدرات والأبحاث وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في التعلم الرقمي انطلاقاً من خبراتنا الأكاديمية والبحثية والتطبيقية المتقدمة في هذا التخصص الحيوي».
وبموجب التعاون بين الجانبين، ستعمل «المدرسة الرقمية» وجامعة ولاية أريزونا على تبادل الخبرات في مجال تطوير التعليم الرقمي وتمكين أوسع شريحة من الطلبة والمتعلمين، خاصة في المجتمعات الأقل دخلاً ومخيمات اللاجئين والنازحين، من الحصول على التعليم الرقمي والتدرب على استخدام أدواته المرنة لتطوير الذات وخلق فرص جديدة للتغلب على تحديات واقعهم المعاشي الصعب من خلال العلم والمعرفة، فيما تسهم الجامعة جامعة ولاية أريزونا تطوير برنامج متقدم لمنظومة التعليم الرقمي بما يراعي الاحتياجات المتنامية والطلب المتصاعد على مواد التعليم الرقمي في مختلف التخصصات.
كما سيتعاون الطرفان على برامج مشتركة خاصة لتطوير قدرات لـ1500 من المعلمين ومقدمي التعليم الرقمي، إضافة إلى تبادل المعرفة والممارسات الناجحة في عمليات التعلّم وبناء القدرات والأبحاث ووضع أطر العمل وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في التعلم الرقمي.
جهات عالمية
وقامت دبي العطاء بتعزيز محفظة شراكات المدرسة الرقمية عبر إضافة 32 جهة عالمية كحلفاء للمبادرة، كما قدمت دبي العطاء التزاماً مادياً بقيمة 5 ملايين درهم إماراتي، لدعم تعزيز مكانة المدرسة الرقمية على الصعيد العالمي.
وأكد الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء، عضو مجلس إدارة المدرسة الرقمية ورئيس لجنة الشراكات فيها، على أن المبادرة تركز على بناء الشراكات باعتبارها ممكّناً رئيسياً في استراتيجيتها، حيث حظيت خلال الفترة الماضية باهتمام عدد من المؤسسات والمنظمات الدولية، وأبرز شركات التكنولوجيا وتقنيات التعليم العالمية، وجرى عقد اتفاقيات ومذكرات تعاون لتصميم وتقديم خدماتها ضمن نهج تشاركي، بما يدعم سبل تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، الذي يرمي إلى ضمان توفير التعليم الشامل والسليم للجميع وتعزيز التعلم مدى الحياة بحلول عام 2030.
وقف خيري
بدوره قال علي المطوع الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر بدبي: «إننا سعداء بمشاركتنا في افتتاح هذا الصرح التعليمي الفريد، الذي يعكس رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في نشر المعرفة وتعزيز مسارات وحلول التعليم في المنطقة العربية والعالم. ونحن بدورنا في مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر نؤكد التزامنا بهذه القيم النبيلة التي ترسخ مكانة الإمارات .
وتابع المطوع، إن استنهاض الواقع التعليمي في المجتمعات التي تواجه تحديات على صعيد منظومات التعليم يشكل مسؤولية إنسانية عظيمة، تفضي إلى الارتقاء بالمستوى التعليمي لأبناء اللاجئين والطلبة المحرومين في دول مختلفة، ولن تدخر مؤسسة الأوقاف بدبي جهداً في سبيل الاستمرارية بدعم هذه المبادرة من خلال تخصيص مشروع وقفي مستدام يسهم بتقديم عائد سنوي يصرف ريعه للمدرسة الرقمية.
وتشارك مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي كداعم رئيسي لجهود مبادرة «المدرسة الرقمية» عبر تخصيص وقف خيري مستدام لدعم المدرسة الرقمية، والتعاون في مجال توفير التعليم للفئات الأقل حظاً عبر الوسائط الرقمية، وذلك من خلال توفير جزء من ريع الأوقاف التي تشرف عليها المؤسسة لغايات دعم مبادرة المدرسة الرقمية ومشاريعها لتوفير وسائط التعليم الرقمي عبر منصة المدرسة الرقمية داخل الدولة وخارجها.
وبموجب الشراكة، تم تخصيص وقف تعليمي يعود ريعه السنوي لصالح المدرسة الرقمية ودعم جهودها في نشر التعليم عبر تقنيات التعليم الرقمي .
تطوير التقنيات من جهته، قال سيد حشيش، مدير عام مايكروسوفت في دولة الإمارات: «الوصول إلى التعليم ضرورة ملحّة للأجيال الصاعدة لضمان مستقبلها في عالم قائم على الرقمنة».
وأضاف: «لا أثر أكبر من توفير تجارب تعلّم حيوية لجيل من قيادات المستقبل وروّاد التحوّل المقبل في مجالات التكنولوجيا. لذلك نسعى لتحسين وصول المعلمين إلى حلول ودورات في المناطق الأقل حظاً على المستوى الإقليمي.
ويسرّنا أن ندعم «المدرسة الرقمية» في جهودها لتعزيز وصولها إلى تلك المناطق بالاستفادة من أدوات مايكروسوفت التي تحدث التغيير المنشود وتضمن الوصول بالتعليم للجميع».
وبحسب الشراكة بين شركة مايكروسوفت و«المدرسة الرقمية» تتعاون مايكروسوفت مع المدرسة كشريك استراتيجي في تطوير تقنيات التعليم الرقمي المستقبلية لما فيه تنمية اهتمام أكبر بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار بين منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من خلال الوصول إلى الدورات التدريبية والمناهج الدراسية عبر الإنترنت .
خصائص ومحتوى
تشكل المدرسة الرقمية أول مدرسة رقمية متكاملة من نوعها، توفر التعليم عن بُعد بطريقة ذكية ومرنة، بحيث يستطيع الطلاب الانضمام إليها أينما كانوا، مع التركيز بالدرجة الأولى على الفئات المجتمعية الأقل حظاً والمحرومين واللاجئين في المجتمعات العربية والعالم.
وتوفر المدرسة الرقمية مواد دراسية وإثرائية رقمية توائم المناهج العربية والعالمية، وتتيح فرصة للتفاعل مع عدد من المعلمين المرخصين وزملائهم عبر صفوف دراسية افتراضية، كما تقدم آلية تقييم ذكية تساعد الطلاب على التعلم الذاتي واكتساب المعارف والمهارات والحصول على شهادات معتمدة.
تمكين الأفراد والمجتمعات
قال الدكتور وليد آل علي، أمين عام المدرسة الرقمية حول الشراكات الاستراتيجية،: «الهدف من إبرام الشراكات الاستراتيجية مع مؤسسات أكاديمية عالمية مرموقة ومطوري التكنولوجيا والبرمجيات الأكثر انتشاراً حول العالم إلى جانب هيئات عريقة في مجال العمل الخيري والإنساني هو توظيف كل القدرات والخبرات والإمكانات والحلول المتاحة لتوحيد الجهود ولتسريع الوصول بحلول التعلّم الرقمي إلى أكبر عدد من الطلبة المستفيدين في المنطقة والعالم، خاصة في المناطق الأقل حظاً».
وأضاف الدكتور آل علي: «التعليم هو الوسيلة الأمثل لتحسين حياة الأفراد والمجتمعات وتمكينهم وفتح آفاق وفرص مستقبلية جديدة لهم في مختلف المجالات.
ومبادرة المدرسة الرقمية، بتدشين مرحلتها التشغيلية الأولى في خمس دول في ثلاث قارات وبثلاث لغات، وبإبرامها الشراكات الاستراتيجية النوعية تدخل مرحلة جديدة في تطوير التعلّم الرقمي وتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالتعاون الدولي من أجل توفير التعليم في متناول الجميع».