أكدت تالا الرمحي، المدير العام بالإنابة لحملة مدى، أنه منذ انطلاق حملة مدى في فبراير 2020، تمثل التزامنا في القضاء على اثنين من الأمراض المدارية المهملة، وهما العمى النهري، وداء الفيلاريات اللمفي، من خلال جمع أكبر قدر ممكن من التمويل والتبرعات، التي تساعدنا في بناء القدرات والبرامج المطلوبة للقضاء على هذين المرضين، في أكثر المجتمعات ضعفاً وفقراً في العالم. ولا تزال غايتنا في هذا العام، هي مساعدة العالم في التخلص من تلك الأمراض المهملة.

وأكدت أن المسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً، للمساعدة في مكافحة تلك الأمراض، وبالأخص، لأننا نعيش في دولة تولي اهتماماً وأولوية كبيرين لأعمال الخير، ومساعدة الآخرين، وتقديم الدعم والمساعدة لكل من يحتاج إليهما حول العالم.

وأضافت: بدأت مسيرة الخير والعطاء في الدولة، على يد المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث شكلت رؤيته إرثاً خالداً، بمدّ يد العون إلى الدول المحتاجة، ودعم التنمية العالمية في كل مكان وزمان.

وخلال فترة تأسيس الدولة، حرص المغفور له، الشيخ زايد، على الاستثمار في تطوير البنية التحتية للدولة، ورأسمالها البشري، وترجمت تلك المبادئ التوجيهية، التي رسخت أسس الدولة، وساهمت في بناء مستقبلها المزدهر، إلى استثمار ثروتها لخدمة البشرية في كافة أرجاء المعمورة.

كما آمن المؤسس بقيمة الإحسان، وأثره الاجتماعي والاقتصادي على الدول الأخرى، حيث أدرك أن تحقيق رؤية دولة الإمارات، لا يقتصر على الاستثمار في بنيتها التحتية، ومدارسها ومستشفياتها وحسب، بل يعني دعم الأنظمة الصحية، والاحتياجات التنموية في العديد من الدول الأخرى.

وقالت: في عام 2017، رأت مبادرة خيرية عالمية جديدة النور، وهي صندوق بلوغ الميل الأخير، الذي يساعد في جهود القضاء على مرض العمى النهري، وداء الفيلاريات اللمفي، ويركّز على طرق تسريع التقدم نحو القضاء عليهما، من خلال الاستثمار في تحديد مناطق انتشار تلك الأمراض، وبيان أثرها في المجتمعات، ودعم البحوث المخبرية، والتعاون بين الدول في هذا المجال، وهنا، تتجلى أهمية حملة مدى، فإذا أردنا توجيه جهودنا الخيرية نحو تمكين الأشخاص الأقل حظاً منا، فإننا بذلك نرسخ قيم الكرم والخير، التي قامت عليها دولة الإمارات، ونحرر الأجيال المستقبلية من عبء تلك الأمراض، التي قد تؤثر في سير حياتهم.

218 مليوناً

وأشارت الرمحي إلى أنه بحسب صندوق القضاء على الأمراض المُهمَلة END Fund، يحتاج 218 مليون شخص، للعلاج من مرض العمى النهري، بينما يتطلب 893 مليون شخص، العلاج من داء الفيلاريات اللمفي. ورغم عدم شيوع هذين المرضين في الدول الأكثر تقدماً، فإن تلك الأمراض المدارية المهملة، تنتشر في العديد من الدول، وتسبب ألماً لا يمكن تخيله، كما تؤدي إلى تشوهات تستمر مدى الحياة، وإعاقات يصعب علاجها في حال إهمالها (رغم إمكانية الوقاية منها)، بما في ذلك، فقدان البصر التام، بسبب مرض العمى النهري.

مكاسب

وأشادت الرمحي بالإعلان رسمياً، أن دولة النيجر، قد أكملت التقييمات اللازمة، بما يتماشى مع المبادئ التوجيهية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، للمصادقة على القضاء على العمى النهري، ما يعني مكاسب اقتصادية بالمليارات للدولة، ويعدّ ذلك إنجازاً ضخماً للنيجر، التي أصبحت أول دولة تقضي على هذا المرض في أفريقيا، بعد أن وضعت خطة محكمة، وأثبتت إمكانية القضاء على المرض، في حال توجيه الجهود والموارد لتحقيق الهدف.