عامرة بالإبداع هي مسيرة «البيان»، التي خطت معها خلال ما ينوف عن الأربعة عقود، ملامح خافقها الإبداع والثقافة، وبوصلتها الوطن، إذ يستمر مداد عطائها المتفرد ندياً ولامعاً، ليروي قصة مجتمع صاغ أجمل حكايات التميز والنجاح، وليسرد فصول نجاحات ثقافية واجتماعية واقتصادية وفكرية نوعية.
وها هي «البيان»، تضيء شمعتها الـ 42، لتواصل كشف الطريق أمام الجميع، وهي التي تحولت من مجرد صحيفة يومية، إلى مدرسة تخرج فيها الكثير من الكوادر الإعلامية والصحافية، الذين استطاعوا إثراء المشهد الإعلامي المحلي والعربي، ببصماتهم وخبراتهم ومعرفتهم التي اكتسبوها من «البيان»، تلك التي شهدت صفحاتها ميلاد العشرات من الأعلام، الذين لمعت أسماؤهم تحت سقف الوطن، الذي وثقت الصحيفة قفزاته الحضارية، وسنوات عمره الندية، وإنجازاته على اختلاف مستوياتها وقطاعاتها، فكانت «البيان» منذ لحظة ميلادها الأولى، وحتى اليوم، رفيقة هذا النجاح، داعمة إياه بقدرتها على التأقلم مع التقنيات الحديثة، والقوالب التحريرية الجديدة، التي مكنتها من إنتاج محتوى معرفي لافت، وفق ما أكده عدد من المسؤولين الذين رافقوا «البيان» طوال مسيرتها، فأحبوها كثيراً كما أحبتهم، وشعروا بأنها بيتهم الثاني.
احتفال «البيان» بذكرى تأسيسها الـ 42، بدت مناسبة جميلة، بادلها فيها عدد من المسؤولين والمديرين المحبة والوفاء، مؤكدين أنها كانت ولا تزال صوت الوطن والمواطن، وأنها صاحبة خط تحريري ملتزم، حيث اتسعت فيها مساحة التعبير، وهي التي كفلت الرأي والرأي الآخر.
منصة عصرية
«منصة عصرية مبتكرة للمعرفة»، بهذا التعبير، وصفت هالة بدري مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، صحيفة «البيان»، مشيدة في الوقت ذاته، بجهود القائمون عليها، والعاملين فيها، في سبيل نشر الوعي حول إنجازات دولة الإمارات الحضارية.
هالة بدري، وفي حديثها، وجهت بطاقة تهنئة للصحيفة، بمناسبة الذكرى 42 لتأسيسها، متمنية لها دوام التقدم والإبداع والازدهار. وقالت: «تواصل صحيفة «البيان» تميّزها وإبداعها في العمل الصحافي الاحترافي، وتفانيها في إيصال الخبر بكل مصداقية وشفافية، وشغف دائم لخدمة الوطن والمجتمع، وإبراز صورة الإمارات في حاضرها وموروثها العريق، فكانت، ولا تزال، منصة عصرية مبتكرة للمعرفة». وعبّرت هالة بدري عن اعتزاز الهيئة بشراكتها وتعاونها مع الصحيفة، وحرصها على توثيقها وتقويتها لنشر الثقافة والفنون والإلهام في المجتمع، وتعزيز مكانة دبي الثقافية والإبداعية.
مركز انطلاق
يؤكد جمال بن حويرب، الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، الدور المتميز لـ «البيان» في كافة الميادين، وخاصة في الميدان الفكري والمعرفي العام، ويحكي عن علاقته بها، وتقديره الكبير لمكانتها، حيث يقول: «يصعب وصف «البيان» بجمل وكلمات سريعة، فهي كانت، ولا تزال «القلب والمركز»، فمنذ بداياتها، احتضنت الكثير من الشباب، وعملت على إخراجهم للمجتمع، وكنت أنا من ضمن الثلة التي احتضنتهم هذه الصحيفة، التي شكلت، ولا تزال، مركز انطلاق كبير لكل صحافي وإعلامي».
وتابع: «خلال 42 عاماً، قدمت «البيان» الكثير من الوجوه والأعلام للمجتمع، من شعراء وكتاب وأدباء واقتصاديين وسياسيين وغيرهم، وقد لعبت دوراً مهماً في انطلاق الكثير من الشعراء، وذلك من خلال صفحة الشعر الشعبي، التي أسسها الراحل حمد بن خليفة بو شهاب». وقال: «لي تجربة ممتدة مع «البيان»، فعلى صفحاتها نشرت قصائدي، وقدمتها للمجتمع، وخلال فترة التسعينيات، ساهمت في إصدار صفحة «باب المعارف» الأسبوعية، وكانت متخصصة في التاريخ العربي والمحلي، ولعبت تلك الصفحة دوراً مهماً في نشر المعرفة بين القراء، ومن ثم واظبت على نشر مقال «يوميات»، وكان عموداً ثرياً بالمعرفة، واللغة والأدب والتاريخ، وقد ساعدني هذا المقال في نشر 12 مؤلفاً مختلفاً». بن حويرب أشار في حديثه، إلى أن تعاون مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة مع «البيان»، من خلال صفحة «المعرفة» اليومية.
وقال: «منذ سنوات، تم توقيع اتفاقيه بين المؤسستين، بهدف إصدار صفحة «المعرفة»، والتي يتم فيها نشر أهم المقالات العالمية في مجالات المعرفة المتعددة، وتتميز هذه الصفحة، بكونها لا يوجد لها مثيل في الصحف الأخرى، وهو ما منحها مكانة خاصة، كونها تسهم في إعلاء شأن المعرفة والمساهمة في تقديمها بطريقة جميلة للمجتمع». بن حويرب أكد أن الصحيفة لعبت دوراً في إبراز دبي، وتخليد نجاحاتها وقفزاتها الحضارية.
وقال: «لقد لعبت «البيان» دوراً مهماً في توثيق نجاحات دبي والإمارات، وما حققته من قفزات حضارية، فضلاً عن ذلك، فقد تميزت في تسليطها الضوء على كل ما هو إيجابي وما ينفع الناس»، مبيناً أن الصحيفة كانت، ولا تزال، مهتمة بالمواطن. وقال: «على مدار مسيرتها الطويلة، أولت «البيان» أهمية خاصة بقضايا المجتمع المحلي، وعملت على طرحها ومناقشتها بطريقة صحيحة وشفافة، حيث ينبع ذلك من طبيعة السياسة التحريرية التي تسير عليها منذ بداية تأسيسها قبل 42 عاماً، والتي التزمت فيها «البيان»، جانب الحيادية في الطرح»، مبيناً أن الصحيفة سارت على نهج الدولة في نشر القيم والمعرفة، وكل ما هو مفيد للمجتمع.
شريك في مسيرة التنمية
«شهد قطاع الإعلام خلال العقود الماضية تطوراً مستمراً، وتحول إلى شريك في التنمية»، بهذا التعبير، آثر ماجد السويدي مدير عام مدينة دبي للإعلام، ومدينة دبي للاستديوهات ومدينة دبي للإنتاج، أن يبدأ حديثه عن «البيان»، التي قال بأنه كان لها «دور محوري منذ تأسيسها، إذ تحولت بسرعة إلى أحد أعمدة قطاع الإعلام في دولة الإمارات، حيث كانت، وما زالت، شريكاً أساسياً في مسيرة التنمية المجتمعية والثقافية والاقتصادية في دبي والإمارات»، مضيفاً: «إن «البيان» منارة فكرية وطنية خلاقة، ومرآة لتميز دبي وثرائها، فهي سباقة دوماً إلى الإبداع والتطور، ومدرسة إعلامية، خرجت أجيالاً من الصحافيين والإعلاميين».
وتابع: «وفي عامها الـ 42، واصلت «البيان» العمل الدؤوب، فكانت عاملاً من عوامل نجاح خطة دبي الإعلامية المخصصة لمواكبة الحدث العالمي الأكبر من نوعه إكسبو 2020 دبي، وقد تمكنت الصحيفة من تحقيق ذلك بكل سلاسة ومهنية، لكونه حصاد سنوات من العمل الجاد في ميادين الصحافة. نتوجه بأسمى معاني التبريكات لأسرة الصحيفة، ونتمنى لهم دوام الازدهار والتقدم».
منارة مضيئة
على ذات النسق، سار جمال الشريف، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في سلطة دبي للتطوير، رئيس مجلس إدارة لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، والذي قال: «لطالما كانت «البيان»، ولا تزال، تمثل منارة مضيئة في تاريخ الصحافة الإماراتية والإقليمية أيضاً، فقد ساهمت عبر سنوات عمرها، التي تتجاوز الـ 4 عقود، في تشكيل وعي وثقافة أجيال متعاقبة من أبناء الوطن، واستطاعت على مدار هذا الوقت، أن تعكس بمهنيتها وسياستها، إنجازات دبي والإمارات الحضارية، وأن تبين القفزات النوعية التي شهدتها الدولة على مدار نصف قرن».
وأضاف: «لقد استطاعت «البيان» أن تثبت عبر مسيرتها الإعلامية الطويلة، أنها تمثل مرآة تعكس الحقيقة بكل تفاصيلها وأدقها، وقد فردت في الوقت نفسه مساحة واسعة للرأي والرأي الآخر، وهو ما ساعدها في الوصول إلى شريحة واسعة من القراء، وتعزيز مكانتها على الساحة الإعلامية»، موضحاً أن «البيان» شهدت على طول مسيرتها، تطوراً لافتاً في الشكل والمضمون.
وقال: «لقد كانت «البيان» طوال الوقت، سباقة في مواكبة التطورات التكنولوجية والتقنية، ونجحت في توظيفها لخدمة المحتوى، والوصول للقراء في جميع أنحاء العالم، وهو ما عزز من عطائها ومكانتها في قلوب الناس والقراء، وبلا شك أن ذلك هو نتاج الجهد المستمر، الذي تبذله إدارة تحرير الصحيفة، في سبيل تطويرها وقيادتها نحو الأفضل».