مع دخول أشهر الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تكثر فرص نشوب الحرائق على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية للتوعية بالإجراءات والاشتراطات والتعريف بأسباب اندلاع الحرائق، والتي تبين أن عدداً كبيراً من الحوادث المسجلة كان نتيجة الإهمال أو قلة الوعي أو بسبب حدوث ماس كهربائي.
«البيان» التقت عدداً من المسؤولين للوقوف على أسباب اندلاع الحرائق ومعرفة الاشتراطات للحفاظ على صحة وسلامة المجتمع خلال فترة الصيف، حيث حددوا 10 تدابير للوقاية من الحرائق، وهي: زيادة الوعي بأسباب الحرائق وطرق التعامل معها في حال حدوثها، وتكثيف الحملات التفتيشية للوقوف على إجراءات الوقاية والسلامة في مختلف المنشآت، والامتناع عن الشواء داخل المنازل أو الشقق، وعدم ترك المباخر داخل خزانات الملابس، والتأكد من صيانة توصيلات الغاز والكهرباء، وضرورة تنظيف المداخن في المطاعم والمنازل وإزالة الشحوم والدهون منها، وتجنب زيادة التحميل على التوصيلات الكهربائية، وعدم ترك المواد القابلة للاشتعال بالقرب من مصادر اللهب أو في مكان مفتوح مما يجعلها عرضة للانفجار، وعدم ترك أعواد الثقاب أو الولاعات أمام الأطفال، وتجنب استخدام الأجهزة الكهربائية رديئة الصنع.
الإنذار المبكر
وأكد الشيخ خالد بن صقر القاسمي، رئيس هيئة الوقاية والسلامة في الشارقة، أن الهيئة تواصل تنفيذ مشاريعها الحالية والمتمثلة بنظام الاستجابة المبكرة لإنذارات الحريق «أمان» ومعهد سلامة للتدريب الوقائي، حيث تم تسجيل أكثر من 7700 منشأة جديدة في نظام أمان منذ إطلاقه في العام 2019، ما يعزز القدرة على التدخل المبكر في حالات الحريق ويقلل من زمن الاستجابة للطوارئ، بينما تم تدريب أكثر من 3 آلاف و200 متدرب في معهد سلامة للتدريب الوقائي للمساهمة في تحسين ثقافة السلامة والتعامل مع حالات الطوارئ.
وذكر أن الهيئة تعمل على التحسين المستمر لمشاريعها وعملياتها وأنظمتها بما يتوافق مع أحدث الأنظمة والتقنيات العالمية ويسهّل تجربة المتعاملين، داعياً أصحاب العمل للتسجيل في نظام أمان ومعهد سلامة للتدريب الوقائي عن طريق الموقع الإلكتروني للهيئة، لافتاً إلى أنه تم التفتيش على ألفين و752 منشأة خلال عام 2021، كما تم التفتيش على 916 منشأة خلال الربع الأول من عام 2022.
وقال إن الهيئة نفذت حملة «أمن بيتك» بالتعاون مع الإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة، والتي استمرت شهرين واستفاد منها أكثر من 1000 مستفيد من أفراد المجتمع بإمارة الشارقة لتوعية أولياء الأمور بأخطار الحرائق المنزلية على أفراد الأسرة، والتدريب على الإسعافات الأولية بهدف خفض معدلات الحوادث وتحسين جودة الحياة.
ودعا الشيخ خالد القاسمي إلى ضرورة تركيب نظام الإنذار المبكر «أمان»، لأنه يلعب دوراً كبيراً وحيوياً ومهماً في حماية الأرواح والممتلكات من مخاطر الحرائق، ما يعني أنه أصبح ضرورة ملحة للجميع.
إجراءات
إلى ذلك سجلت شرطة دبي العام الماضي 629 حريقاً متنوعاً، فيما سجلت منذ بداية العام وحتى منتصف شهر مايو الجاري 276 حريقاً. وقال الخبير أول أحمد محمد أحمد رئيس قسم الحرائق بالإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي بالوكالة، إنه على الرغم من التوعية المستمرة التي تقوم بها شرطة دبي فإنه لا يزال هناك إهمال وقلة وعي من البعض، منوهاً بأن الحوادث المسجلة تنوعت بين حرائق المركبات والمطاعم والمنازل والمستودعات، وتبيّن أن أبرز الأسباب الإهمال وعدم التدقيق على الإجراءات الاحترازية، ومنها وضع المباخر في خزانة الملابس لتعطيرها، وكذلك عدم تنظيف مداخن المطاعم وعدم التدقيق على توصيلات الغاز من حيث صمام الأمان، وتآكل التوصيلات ووجودها تحت الشمس بشكل مباشر.
ولفت إلى أنه تم رصد حالات إهمال في التدقيق وصيانة توصيلات الغاز في المنازل والمطاعم، والتي أدت إلى وقوع حوادث سجلت إصابات ووفيات، مشيراً إلى أنه تم مؤخراً تسجيل حريقين داخل مغسلة ومصبغة لكي الملابس، حيث تترك الأجهزة تعمل على مدار الساعة ودون اتخاذ التدابير اللازمة، ومع ضغط العمل يزيد التحميل على التوصيلات، أو تترك المكواة على الملابس فترات طويلة فيندلع الحريق في لحظة، لافتاً إلى أن الاستخدام الآمن للتعامل مع الكهرباء أو المواد القابلة للاشتعال يمنع وقوع الحرائق، داعياً إلى ضرورة تنظيف المداخن سواء في المطاعم أو المنازل وإزالة الشحوم والأوساخ الدهنية منها باستمرار مع ضرورة التدقيق على صمام أمان الغاز بشكل مستمر.
حيطة وحذر
من جانبه دعت الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي أفراد المجتمع إلى مزيد من الحذر، والتأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية وتوصيلات الغاز سواء في المنازل أو المطاعم التي تشهد ضغطاً كبيراً في ظل ارتفاع درجة حرارة الجو.
ولفت مصدر في الإدارة إلى ضرورة توخي الحذر في المتنزهات العامة والحدائق والشواطئ، واتباع التعليمات الموجودة على اللوحات الإرشادية والالتزام بإرشادات السلامة، مطالباً الجمهور بضرورة التعاون مع الدفاع المدني والإبلاغ الفوري والسريع عن الحوادث، لتسهيل وصول فرق الإطفاء والإنقاذ إلى هذه المواقع، وحث الجمهور على إفساح الطريق أمام سيارات الدفاع المدني، وعدم التجمهر في مواقع الحوادث أو الوقوف أمام فوهات الحريق تجنباً للمخالفات. وحث المصدر الأسر على التأكد من توافر مستلزمات السلامة الخاصة بمواقد الطبخ، وفحص شبكات الكهرباء والغاز في المنزل وإصلاح الخلل فيها إن وجد، وإبعاد الأطفال عن المطبخ أثناء استخدام مواقد الطبخ الغازية والكهربائية في المنزل، أو في وجود السوائل الساخنة، مع ضرورة الامتناع عن الشواء داخل المنازل أو الشقق.
اشتراطات السلامة
كما دعت هيئة أبوظبي للدفاع المدني كافة أفراد الجمهور إلى ضرورة الالتزام باشتراطات السلامة والوقاية من حرائق الصيف، مشيرة إلى تكثيف جهودها في مجالات التوعية والوقاية من حرائق الصيف، من خلال اتخاذ الإجراءات الضرورية في المنشآت والأماكن المختلفة، مثل المنازل والمصانع والمحال التجارية.
وأوضحت الهيئة أن الفرق التابعة لها انتهت من إكمال استعداداتها وجاهزيتها لفصل الصيف بالتركيز على تعزيز وعي الجمهور بالمنازل وأصحاب المحال التجارية ومختلف المنشآت بأهمية تطبيق الإجراءات والاشتراطات الوقائية من الحرائق.
وأعدت الهيئة خطة لرفع جاهزية الفرق الميدانية على مستوى الأفراد والآليات، وتقليل زمن الاستجابة للحوادث، وتعزيز التدابير الاحترازية لتفادي مخاطر الحرائق حفاظاً على الأرواح والممتلكات، وتنفيذ الحملات التفتيشية للوقوف على إجراءات الوقاية والسلامة في مختلف المنشآت.
ودعت الهيئة أصحاب المنازل والمطاعم إلى ضرورة التأكد من توفر مستلزمات السلامة الخاصة بمواقد الطبخ، وفحص أنابيب توصيل الغاز وعدم ترك الأسطوانات معرضة لأشعة الشمس المباشرة، وفحص الشبكات الكهربائية المكشوفة، وإجراء الصيانة الدورية للمعدات والأجهزة المنزلية مثل مكيفات الهواء، وإغلاق أنابيب الغاز بعد كل استخدام، ووضع أسطوانة الغاز خارج المطبخ، وعدم التدخين بالقرب من الستائر والمفروشات والتأكد من إطفاء السيجارة، ووضع أعواد الثقاب بعيداً عن متناول يد الأطفال.
وشددت على أهمية التعاون المشترك لنشر التوعية الوقائية، الرامية إلى الحد من انتشار واندلاع الحرائق، مؤكدة ضرورة اتباع إرشادات الدفاع المدني، وعدم التحميل الزائد على الطاقة الكهربائية ومآخذ الكهرباء، محذرة من الاستخدام الخاطئ للأجهزة والمعدات الفنية، مثل تشغيل مراوح شفط الهواء في المطابخ لفترات طويلة، ما يعرضها للحرارة الزائدة ثم الاشتعال.
وقالت إن مراكز الدفاع المدني تعمل على مدار الساعة، وعلى أهبة الاستعداد للتدخل عند الحالات الطارئة، مشيرة إلى دور عناصر الدفاع المدني في تنفيذ حملات توعية على قطاعات عدة، منها الجامعات والمدارس، والمؤسسات والمناطق الصناعية، لتعزيز اشتراطات السلامة والوقاية الضرورية.
وأضافت: إن إجراءات التوعية التي تتخذها الهيئة تتضمن تنفيذ زيارات مستمرة للمنشآت، ودعوة ربات البيوت للالتزام بالاشتراطات الوقائية، والإلمام بأنواع الطفايات، وكيفية استخدامها، فضلاً عن تنظيم محاضرات توعية للعمال في المنشآت، حرصاً على تأمين سلامتهم وسلامة منشآتهم.
التزام
من جانبه أكد العقيد سالم بن حمضة، مدير إدارة الدفاع المدني في أم القيوين، ضرورة الالتزام باشتراطات الوقاية والسلامة بتطبيق مجموعة من الإرشادات الضرورية، خاصة خلال فصل الصيف تفادياً لوقوع حوادث الحريق الناتجة عن إهمال البعض، مشيراً إلى أهمية وجود كاشف الدخان بالمنازل لتنبيه السكان للإسراع بالإخلاء قبل اشتداد الحريق واستفحال خطره.
ولفت إلى أن الإدارة العامة تستعد في كل عام لفصل الصيف بالمزيد من الآليات الحديثة المجهزة بأفضل معدات مكافحة الحرائق وتعزيز نشر برامج وأنشطة التوعية والحملات التفتيشية للوقوف على أهم عناصر السلامة في المنشآت الصناعية في مسعى منها للتقليل من الحرائق.
وأضاف: إن هناك الكثير من المبادرات وحملات التوعية التي نظمتها فرق الدفاع المدني لكافة شرائح المجتمع من مؤسسات وهيئات ومدارس وأسر، تتمثل في برامج توعية وتدريب لتعريف الجمهور كيفية استخدام الطفايات اليدوية والتعامل مع أنواع الحرائق المختلفة المنزلية، إضافة إلى عمليات الإخلاء، وذلك من خلال الزيارات التي تقوم بها للأسر، ولعل أبرزها المبادرات «لسلامتكم نحن جاهزون»، و«رمضان أمان»، و«لسلامتكم نحن نزوركم»، والتي استهدفت ربات البيوت، وشملت 4 مناطق في الإمارة.
وشدد بن حمضة على ضرورة التزام أفراد المجتمع بتطبيق الإجراءات والاشتراطات الوقائية والتأكد من التوصيلات الكهربائية المعتمدة ذات الجودة العالية، وتجنب استخدام الأجهزة الكهربائية رديئة الصنع، خاصة بالنسبة للثلاجات والسخانات وأجهزة التكييف ومراوح الشفط، وذلك بهدف تقليل نسب الحرائق التي تحدث في الصيف، داعياً الأسر إلى مراقبة الأطفال وعدم تركهم يعبثون بالأجهزة الكهربائية، كما ناشد ربات البيوت عدم وضع المباخر داخل خزانة الملابس، ما يشكل خطراً على حياة الأسرة.
الصيانة الدورية صمام أمان لتجنب حرائق المركبات
أكد الخبير أول أحمد محمد أحمد، رئيس قسم الحرائق بالإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي بالوكالة، أن أسباب اندلاع الحرائق في المركبات تعود إلى الإهمال في صيانة المركبة أو وقوع حادث عارض، إضافة إلى ترك مواد قابلة للاشتعال داخل المركبة، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة.
أسباب
وقال إن حرائق المركبات التي تم تسجيلها تنوعت بين مركبة صغيرة وحافلة كبيرة وشاحنة، وإنه من المتوقع أن يزيد هذا النوع من الحوادث خلال أشهر الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة، منوهاً بأن إهمال الصيانة واللجوء لورش تصليح غير موثوق بها من أهم الأسباب، داعياً إلى ضرورة الاهتمام بصيانة السيارات باستمرار، واختيار ورش التصليح المعروفة والتأكد من قدرة الفنيين فيها على إيجاد العطل وإصلاحه.
وأضاف: إنه بعد فحص المركبات في العديد من الحوادث التي وقعت تبين أن هناك عدة أسباب لاندلاع الحريق في المركبة، منها وجود خلل كهربائي أو احتراقها في حادث أو أسباب أخرى، كما تم تسجيل حادث احتراق أكثر من مركبة في منطقة ترابية في دبي منذ عدة أيام، وبيّنت الأسباب الأولية وجود جسم مشتعل بالقرب من المركبات، مما أدى إلى اشتعال الأولى وانتقال النيران إلى باقي المركبات، وإنه جارٍ حالياً استكمال التحقيقات للخروج بالتقرير النهائي لأسباب وقوع الحادث.
خلل كهربائي
ولفت إلى أن سوء عزل الأسلاك الكهربائية داخل المركبات، خاصة القديمة، يؤدي إلى خلل كهربائي واشتعال لا محالة حتى لو كانت المركبة متوقفة وليست في حالة تشغيل، إضافة إلى نقص الماء في خزان الماء، أو خطأ في وضعية شمّاعات الاحتراق، وتمزق أنبوب العادم، وتسرّب البنزين من خلال أنابيب التغذية والخزان وفتحة التعبئة، كل ذلك من أسباب اندلاع الحرائق في المركبات. ودعا إلى ضرورة ترك المركبة فوراً في حالة وجود رائحة احتراق أو وجود أدخنة، إضافة إلى ضرورة تعلم استخدام طفايات الحريق تحسباً لأي طارئ.
مراقبة
إلى ذلك أكدت الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي أن المركبات تحتوي على عناصر قابلة للاشتعال مثل الوقود السائل، والزيوت، ومكونات التنجيد، والبلاستيك والمطاط، والشبكة الكهربائية، وحرارة المحرك، وشمعات الاحتراق والعادم، وللوقاية من حرائق المركبات يجب اتخاذ مجموعة من الإجراءات، أهمها المراقبة اليومية لمعدلات مياه التبريد وزيت المحرك، وتنفيذ الصيانة من قبل فني مختص، وإغلاق غطاء خزان الوقود بإحكام لمنع التسرب وتفادي خطر الاشتعال، والامتناع عن التدخين داخل المركبة أو بجوارها، مع ضرورة الاحتفاظ بحقيبة الإسعاف الأولي والتدريب على استخدامها وترك المركبة مباشرة في حالة وجود أي أدخنة.
ودعت الإدارة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة لتجنب وقوع حرائق المركبات، وعند وقوع الحريق يجب ترك المركبة فوراً، والاتصال بالدفاع المدني، واستخدام المطفأة اليدوية بعد التدريب على استخدامها ودون تعريض حياة الشخص أو الآخرين للخطر.