ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن قادة الإمارات ورؤساءها الثلاثة منذ التأسيس استطاعوا تحويل دولة الإمارات إلى قوة عالمية لها وزن وتأثير لا يمكن إنكارهما على الساحة العالمية بكل ما يستجد فيها من أحداث ومتغيرات.
ونشر موقع «بي بي سي» الشبكي الصادر باللغة الفرنسية تقريراً مطولاً، أمس، عن نجاح قادة الإمارات في بناء دولة عصرية مؤثرة بقوة في المشهد الدولي، وذلك في غضون خمسين عاماً فقط، بعد أن كانت الإمارات مقسمة إلى 7 إمارات منفصلة.
وذكر التقرير أن الإمارات بفضل جهود مؤسسيها باتت في غضون نصف قرن فقط دولة عصرية فائقة الحداثة تضم أطول مبنى في العالم، وهو «برج خليفة»، وأغلى فندق في العالم، وهو فندق «برج العرب»، المصنف ضمن فئة السبعة نجوم.
وأضاف التقرير أن الإمارات باتت واحدة من الدول القلائل على مستوى العالم التي أرسلت مهام إلى الفضاء الخارجي، كما باتت في مطلع هذا العام دولة رائدة على مستوى العالم في تطبيق أسبوع العمل الجديد، والمكون من أربعة أيام ونصف اليوم.
واستعرض التقرير بالسرد التاريخ المفصل مراحل تأسيس دولة الإمارات في عام 1971 على أيدي المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الوالد المؤسس، طيب الله ثراه.
وتابع التقرير سرده متطرقاً إلى مختلف المراحل التأسيسية التي مرت بها الإمارات في مسيرتها.
وأشار التقرير إلى أهمية الدور الذي اضطلعت به العائدات النفطية في ازدهار الدولة، مشيراً إلى أنها لعبت الدور نفسه في ازدهار دول الخليج العربي بصفة عامة، إلا أن الإمارات كانت الأكثر ثراء والأسرع ازدهاراً في الخليج بفضل حصافة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وأشار التقرير إلى الإدراك المبكر من جانب المغفور له الشيخ زايد إلى أهمية التنويع الاقتصادي وعدم الاعتماد على النفط فحسب، كمصدر وحيد لإيرادات الدولة، فكان توجه الدولة إلى تأسيس قواعد صلبة لعدة أنشطة اقتصادية أخرى، بغية بناء اقتصاد متنوع وأقل اعتماداً على العائدات النفطية، فكان الاتجاه إلى التجارة، الخدمات المالية والمصرفية، الاستثمار العقاري، والسياحة، وهي أنشطة كان لدبي تحديداً دور بارز في تأسيسها بنجاح.
وتطرق التقرير أيضاً إلى دور المناطق التجارية الحرة في ضمان تدفق أحجام هائلة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الدولة، فكان تأسيس عدد كبير من المناطق الحرة في الدولة، من أهمها سلطة المنطقة الحرة بجبل علي «جافزا».
وأفاد التقرير أن الإمارات بدأت تضطلع بدور سياسي عالمي مؤثر منذ عهد المغفور له الشيخ زايد، وهو ما تمثل في عدة وقائع تاريخية، ومنها على سبيل المثال أن الإمارات كانت أول دولة عربية ترسل قوات عسكرية إلى أوروبا، عندما أرسلت قوات للمساهمة ضمن قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي «ناتو» في كوسوفو، في عام 1999.
وانتقل التقرير إلى عهد المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي بدأ في عام 2004، فوصفه بأنه عهد التمكين، حيث شهد نجاح الإمارات في تجاوز عدة أزمات كبيرة، ومن أهمها الأزمة المالية الشهيرة التي داهمت العالم في عام 2008، كما استطاع المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، أيضاً الإبقاء على الإمارات بمنأى عن التوترات الجيوبوليتكية التي تعد سمة متأصلة من سمات منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف التقرير أنه في عهد المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، بدأت الإمارات أيضاً إدراك أهمية مفهوم القوة الناعمة من خلال توسيع نطاق تأثيرها الثقافي في العالم الخارجي، وهو ما تجسد في عدة مشروعات ثقافية طموحة مثل «متحف اللوفر أبوظبي»، والذي تأسس في عام 2007.
وتابع التقرير أن عهد المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، تميز بحرص الإمارات على الاحتفاظ بعلاقات ودية طيبة ومتوازنة مع كافة القوى العالمية المؤثرة.
وتطرق التقرير إلى اهتمام المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، بالاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، وذلك في سياق مواصلة خطط التنوع الاقتصادي بالدولة.
وانتقل التقرير إلى العهد الحالي بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والذي بدأ مؤخراً، بعد وفاة المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، فذكر أنه من المتوقع أن يكون عهد اتساع الدور العالمي المؤثر الذي باتت الإمارات تضطلع به في تحريك الأحداث على المشهد العالمي، وتعزيز مكانة الإمارات التي تتمتع بها بالفعل منذ عدة سنوات كقوة عالمية مؤثرة على نحو هائل.