تتقاسم دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الرؤى في القضايا والملفات العربية والإقليمية والعالمية انطلاقاً من ثوابت واضحة تهدف إلى سيادة أمن واستقرار المنطقة، وتعزيز الأمن والسلم العالميين بما يعكس شراكة تستند على رابط فريد من الأخوة والتعاون الذي يصل إلى مستوى التكامل بين البلدين المؤثرين في المنطقة، سياسياً واقتصاديا ًوأمنياً وعسكرياً، ويرتبطان بمصير مشترك وحاضر يرنو إلى مستقبل زاهر.
وقال الخبير الاستراتيجي اللواء المتقاعد د. أنور ماجد عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، إن هناك أكبر تنسيق وتعاون استراتيجي بين الإمارات والسعودية، فضلاً عن تعاون البلدين في تقديم مئات الملايين لدعم اليمن، وتخفيف معاناة الأشقاء جرّاء التجاوزات الحوثية، حيث قدمتا أخيراً مساعدات إنسانية بقيمة 200 مليون دولار، لتوفير الاحتياجات الغذائية للشعب اليمني الشقيق، في إطار حملة منسقة من المساعدات الإنسانية العاجلة.
مجلس تنسيق
من جهته شدد المحلل السياسي د. صقر بن عايد العنزي، على أن الإمارات والسعودية نجحتا في ترجمة العلاقات الثنائية بينهما من خلال مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي تم توقيع الاتفاق على إنشائه في 16 مايو 2016، في قصر السلام بجدة، وهو تحالف استراتيجي قوي قام على أسس عدة.
أما د.عبدالله المغلوث عضو جمعية الاقتصاد السعودية والخبير الاقتصادي، أكد أن التوافق والتفاهم الاستراتيجي والاقتصادي هو الأساس الأهم للشراكة أو التحالف السعودي - الإماراتي الناجح، مشيراً إلى أن إطلاق مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بتكلفة تتجاوز الـ 100 مليار ريال، شكل نقلة مهمة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث تم تشكيل تجمع إماراتي سعودي بقيادة شركة «إعمار» الإماراتية وبالتحالف مع شركات سعودية لتنفيذ المشروع على ساحل البحر الأحمر.
تبادل تجاري
وأضاف أن الإمارات تعد من أهم الشركاء التجاريين للسعودية على صعيد المنطقة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي، وتعتبر العلاقة الاقتصادية بين البلدين الأكبر بين مثيلاتها في دول مجلس التعاون، حيث يقدر حجم التبادل التجاري بين البلدين بنحو 30 مليار دولار، وتتصدر السعودية تجارة الاستيراد من دولة الإمارات على مستوى العالم، فيما تعمل في الإمارات أكثر من 2300 شركة سعودية و66 وكالة تجارية، بينما تتجاوز المشاريع الإماراتية المشتركة في السعودية مئة مشروع في قطاع الصناعات والخدمات.