ومن كغيره؟ الزي الإماراتي التقليدي كندورته وغترته وقحفيته وبشته، رمز الفخر والهوية توارثه الأبناء عن الآباء عن الأجداد، وتستمر المسيرة، ليس هذا فحسب بل إن كثيراً ممن سكن هذه الأرض الطيبة وقدم إليها من كل فج عميق أحب هذا الزي وحرص على ارتدائه برفقة أبنائه.

زي الإماراتيين الذين يفاخرون به الدنيا لم يلقَ هذا الإقبال العالمي لولا أنه امتاز ببساطته التي استقاها من الزي العربي التقليدي التاريخي لأبناء الجزيرة العربية، ورغم كل التطورات التي حدثت بالدنيا وبجميع مناحي الحياة ظل اللباس الإماراتي محافظاً على طرازه التقليدي بعيداً عن كل محاولات التغيير، بل والتشويه في بعض الأحيان.

ولا يجد الإماراتي الحريص على إرثه إلا أن يختال في كل بقاع المعمورة وهو متزين بهذا اللباس، ليكون بحد ذاته علماً مميزاً يعرفه الناس به، فمهما تغيرت الدنيا فابن الإمارات باقٍ على عهد الآباء والأجداد زياً وتراثاً وعادات وتقاليد.

وبرزت جهود الجهات للحفاظ على أصالة اللباس الإماراتي الوطني، ليشير المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام بلدية الفجيرة، إلى أنه من منطلق الحرص على أصالة الثوب الإماراتي، قام قسم حماية المستهلك في البلدية بحملات على كافة محلات الخياطة الرجالية، بهدف تنبيه المحلات حول ضرورة الحفاظ على المواصفات والمقاييس المعروفة للزي الإماراتي.

إضافة إلى تعريفهم بالحدود التي ينبغي على المصممين الالتزام بها وعدم تجاوزها للحفاظ على الزي الرجالي الإماراتي، ما يعكس أصالة الدولة وموروثها القديم المرتبط بالعادات والتقاليد.

الدور المجتمعي للمؤسسات الرقابية يحتم على البلديات كبلدية الفجيرة مثلاً، بحسب مديرها، دوراً يقتضي منع أي تجاوزات والتأثير على ملامح اللباس الإماراتي التقليدي.

لافتاً إلى أنهم بصدد عمل لائحة لتحديد المواصفات والقواعد التي تلزم جميع محلات الخياطة الرجالية في الإمارة بتصميم وتنفيذ الأزياء بشكل لا يمس هويتنا الإماراتية، لتجنب التغييرات التي تطرأ من حين لآخر على شكل الزي الإماراتي لدى البعض، بهدف الحفاظ على شكل الزي الرجالي الإماراتي، وعدم مخالفة العادات والتقاليد والموروث الأصيل في التصميم.

لذلك فإن على الجميع معرفة ما هو مقبول وغير مقبول في تلك التغييرات التي تواجهنا في تصميم ملابسنا الوطنية المتفردة من نوعها.

حملات

وحول الحملات التوعوية في هذا الصدد، يؤكد الأفخم زيادة الحملات بشأن التجاوزات في تصميم الملابس الوطنية، وعمل ورش عمل للعاملين في محلات الخياطة الرجالية بهدف تثقيفهم حول أهمية الالتزام بالتصاميم التقليدية للكندورة الإماراتية، بحيث لا يصبح التغيير تشويهاً للزي الرسمي.

وحول وجود تجاوزات في بعض المحلات يرى الأفخم أنها مسؤولية مجتمعية رغم أنها فردية، مع ضرورة أن تغرس الأسرة في أبنائها أهمية المحافظة على الهوية الإماراتية والاعتزاز بالزي الوطني.

وعدم التشجيع على شراء أو تصميم الملابس التقليدية بتصاميم مغايرة تسيء للهوية الإماراتية، إلى جانب التركيز على أهمية الاعتزاز باللباس الوطني الإماراتي من خلال حملات التوعية في المدارس للتمسك بموروثنا الأصيل لكي يشعر الأبناء بمسؤولية الحفاظ على زيهم التقليدي الذي يعكس هويتهم الإماراتية الأصيلة.

وفي السياق ذاته، يشير محمد أحمد اليماحي عضو المجلس الوطني الاتحادي نائب رئيس البرلمان العربي، إلى أن الزي الوطني الإماراتي هو رمز للفخر والهوية الإماراتية، وأن التجاوزات التي تصدر من البعض تسيء للثوب الرجالي التقليدي «الكندورة الإماراتية».

لذلك يجب أن تكون المسؤولية المجتمعية مشتركة من المواطنين بالحفاظ على زيهم التقليدي، للمحافظة على هويتنا الإماراتية، والعمل على ترك كل ما هو دخيل على مجتمعنا.

وفي تعاون المجتمع تصدٍ مباشر لهذه التجاوزات، تبعاً لليماحي، وعلى جميع المواطنين عدم شراء أو تفصيل أو تصميم أو ارتداء الملابس التي تسيء للهوية الإماراتية والتمسك بالتصميم التقليدي وعدم العبث به، لما يعكسه من قيم عالية تدل على موروثنا القديم الأصيل، حيث يعتبر الزي الإماراتي أحد عناصر التراث الشعبي الأصيل، الذي يتميز بأصالته التي تشعر الإنسان الإماراتي بالفخر والاعتزاز.

لأن هذا الزي يعكس هويتنا ويحظى باهتمامنا الكبير، ما يدفع المواطن الإماراتي إلى أن يكون حريصاً على المحافظة عليه لتصميمه المتفرد الذي يعكس الموروث الأصيل لدينا، باعتباره زياً وطنياً وموضعاً للفخر والاعتزاز والحضور البارز في كل المحافل الوطنية والإقليمية والدولية. ولأن دولة الإمارات تعتز بزيها التراثي القديم الذي يرتبط بالهوية الإسلامية والانتماء الخليجي.

ويعكس أصالة البلد وعاداتها وتقاليدها، يجد ناصر اليماحي عضو المجلس الوطني الاتحادي أن قيام البعض بإجراء تعديل على تصاميم ثوبنا الوطني تحريف لها، مبيناً أن الحرص على طابع الزي الإماراتي التقليدي حماية للهوية الإماراتية.

فالتغييرات التي يقوم بها البعض تمس قيمة هذا الموروث الذي يمثل ثقافتنا في الملبوس الخليجي الأصيل، وعلى شبابنا عدم الانجراف وراء مثل هذه التصميمات، ومحاربتها والتمسك بالكندورة التقليدية التي تعتبر مصدر فخر واعتزاز لنا في التعريف بهويتنا الإماراتية.

وعلى أولياء الأمور زرع أهمية الزي الوطني داخل نفوس أبنائهم منذ الصغر، وأن يكون مصدراً للشعور بالفخر، وأن يسهموا كما يقول اليماحي في توجيههم بالتمسك بأصالة الثوب وعدم المساس بتصميمه ليكون عنواناً لهويتهم الإماراتية، مناشداً الجهات المعنية بضرورة المحافظة على الكندورة الرجالية الإماراتية للحفاظ على الهوية والتراث الإماراتي بزيادة حملاتها التوعية.

حيث يقع على عاتقهم دور تنمية الوعي لدى الشباب للمحافظة على هويتنا وترك كل ما يشوه موروثنا الأصيل، والعمل على سن قوانين ولوائح تمنع المساس بتصاميم الزي الوطني الإماراتي لتكون إرثاً قيماً يبقى لأجيال المستقبل، يتفاخرون بارتدائه بكل ثقة واعتزاز في المحافل والمناسبات.

تحريف

ويصل الوصف في البعض لدرجة أن يتحدث عن تحريف يمارسه البعض على زينا التقليدي، فيقول المواطن سيف سالم:

هناك تلاعب بتصاميم الزي الرجالي الإماراتي وطمس لأصالتنا وهويتنا، على حد قوله، مبيناً أن هذا لا يتناسب مع عادات وتقاليد مجتمعنا، وأن الشاب الإماراتي يمتلك الحس بالمسؤولية المجتمعية ويحرص دوماً على التمسك بالموروث القديم بالتباهي بزيه الوطني الذي يمنحه مشاعر الفخر، رافضاً أن يسعى البعض لعمل تغييرات في اللباس الإماراتي بوضع لمسات تغير من الكندورة الرجالية وتجعلها لا تعكس هويتنا الإماراتية.

ويرى أن من يرغب في اتباع الموضة فهذا شأنه، على أن لا يمس الكندورة الإماراتية ذات التصميم المتميز. ورغم استحداث بعض المواطنين والمقيمين تصاميم جديدة للزي الوطني سيراً على نهج الموضة وفق أحمد عبدالله، مدير مبيعات بأحد محال الخياطة، إلا أن تلك التصاميم تختفي سريعاً، نظراً لتمسك أبناء الإمارات بعاداتهم وثقافتهم الأصيلة.

حيث يعتبر الزي الإماراتي التقليدي ذا تصميم مميز معروف بطابعه التقليدي الأصيل، وبات يمثل دوره المهم بالتعريف بثقافة الزي الإماراتي وجمالياته، ليتناقله العديد من السياح والجنسيات المقيمة خلال شراء تلك الأزياء كهدايا لأقربائهم في بلدانهم الأم.

أصالة

أخلت بعض التصاميم التي ظهرت مؤخراً بمظهر الأزياء الأصيلة التي تعتبر جزءاً مهماً من هويتنا الإماراتية، من خلال خياطة مغايرة للثوب الإماراتي الأصيل بتصاميم مخالفة للذوق العام، وهي تعتبر دخيلة على الثوب الرجالي الإماراتي وفقاً لمحمد الأفخم.

لافتاً إلى أن هذه التجاوزات لم تصل إلى حد أن نسميها ظاهرة، لكونها تتداول في نطاق ضيق لدى البعض، ولكن وجب الوقوف عليها لعلاج المشكلة في الوقت المناسب للحفاظ على أصالة الثوب الإماراتي.