أكد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، أن ميناء راشد ساهم في جعل دبي مركزاً للتجارة العالمية، وقال سموه في تغريدة على «تويتر»: «50 عاماً منذ افتتاح ميناء راشد الذي ساهم في جعل دبي مركزاً للتجارة العالمية.

واليوم تتجدد رؤى الميناء ليصبح واجهة للسياحة البحرية والمشاريع العقارية واللوجستية والصناعات البحرية»، وأضاف سموه: «في دبي تتعاظم الإنجازات وتتحقق التحولات الكبرى بفكر مؤسس ورؤية قائد جعلا منها قصة متجددة للنجاح».

وورد في الفيديو الوثائقي المصاحب لتغريدة سموه، أن افتتاح ميناء راشد منذ 50 عامًا شكل لحظة تاريخية شهدت التحول في مسيرة دبي، لتصبح أحد أهم موانئ التجارة العالمية.

وكان فكر المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي مكنها لتصبح إحدى أهم مدن الأرض، ووضعت رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للميناء آفاقًا جديدة للنجاح ليصبح الوجهة السياحية الرائدة للرحلات البحرية في الشرق الأوسط على مدى 14 عامًا.

وتم تحقيق نمو بنسبة 18 % في سياحة الرحلات البحرية عبر الميناء، وتم تخصيص أكثر من 25 مليار درهم حجم الاستثمار لإعادة إطلاق الميناء بحلته الجديدة. ويضم الميناء أكثر من 400 مرسى للقوارب واليخوت، وأكثر من 25 رصيفًا، تشمل 8 أرصفة مخصصة لاستقبال 5 ملايين زائر يوميًا.

ميناء راشد إحدى قصص دبي التي تتعظم فيها الإنجازات وتتحقق فيها التحولات الكبرى، فدبي مدينة خلقت للريادة بفكر مؤسسها ورؤية قائدها التي ما زالت ترسم آفاق مستقبلها.

وتضمن الفيديو مقولة بصوت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «الليل والنهار لا يتوقفان فلماذا نتوقف نحن؟ كما نجحنا في الماضي سننجح في المستقبل وسنكتب لوطننا صفحات جديدة في ملحمة المجد والإنجاز».

وفي عام 2020، فاز ميناء راشد مجددًا بجائزة «ميناء الرحلات البحرية الرائد في العالم» ضمن حفل توزيع جوائز السفر العالمية لعام 2020، وتعتبر هذه الجائزة بمثابة وسام تقدير مرموق في صناعة السفر، وقد فاز الميناء من بين عدة موانئ للرحلات البحرية ترشحت لهذا اللقب من جميع أنحاء العالم.

وقد احتفظ ميناء راشد بهذا اللقب المرموق لمدة 13 عامًا متتالية، منذ أن فاز به عام 2008، ويعود الفضل في ذلك إلى التطوير الشامل والتحديثات الضخمة التي يقوم بها الميناء في كل عام، حيث أصبح وجهة مفضلة لخطوط الرحلات البحرية حول العالم، مكتسبًا تقدير المسافرين مرة أخرى، ويعود له الفضل في تحويل مكانة دبي من مرفأ بسيط للتجارة القائمة على القوارب الخشبية التقليدية، إلى تجمع عالمي للقطاع البحري.

ويمثل قرب ميناء راشد من مطار دبي الدولي، وقلب المدينة التجاري، ميزة مهمة تجعله خيارًا مثاليًا للمسافرين، حيث يمكنهم الوصول إلى المواقع الرئيسة في المدينة بسهولة. ويصل طول رصيف الميناء إلى 2.3 كم، ويمكنه التعامل مع سبع سفن سياحية ضخمة في الوقت نفسه، بما يعادل 25,000 راكب في يوم واحد.

ويعد مبنى حمدان بن محمد للمسافرين، المرفق الأبرز الذي يساهم في تفوق أداء الميناء، ويعتبر أكبر صالة مغطاة في العالم في محطات الرحلات البحرية، ويتميز المبنى بالقدرة على استقبال 14,000 مسافر في اليوم. ومنذ افتتاحه عام 2014 وحتى عام 2020، شهد المبنى نموًا مُطردًا بنسبة 55 في المائة، حيث استقبل أعدادًا كبيرة من السفن السياحية.

وفي عام 2015، استقبل المبنى أربع سفن سياحية تحمل ما يقرب من 20,000 راكب وطاقم بحري في يوم واحد، ليرتفع العدد في نهاية كل أسبوع من عام 2017 إلى زيارة خمس سفن سياحية وحوالي 24,000 مسافر وطاقم بحري، وفي موسم الذروة لعامي 2019/ 2020، حقق المبنى إنجازًا قياسيًا باستقبال ست سفن في يوم واحد تحمل حوالي 35,000 راكب وطاقم بحري.

وتجرى حاليًا مجموعة من مشاريع التوسعة في الميناء لتعزيز قدراته، وترسيخ مكانة دبي كمدينة مفضلة في صناعة السياحة العالمية. ويعمل فريق الخبراء المشرف على الميناء بتفانٍ كبير لابتكار آفاق جديدة واستكشاف فرص التعاون من أجل تعزيز صناعة الرحلات البحرية الإقليمية والعالمية.

رحلة الإنجاز والريادة

بعد أشهر قليلة على إعلان قيام دولة الاتحاد في ديسمبر من العام 1971 افتتحت دبي في العام 1972 أول ميناء في المياه العميقة ألا وهو ميناء راشد، الذي جاء تتويجًا لتاريخ عريق لهذه الإمارة في مجال التجارة.

جاء ذلك بعد نحو 4 سنوات من العمل الذي انطلق في عام 1967 عندما بدأت دبي بتوجيهات المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، بإنشاء ميناء في المياه العميقة بطاقة استيعاب تصل إلى أربعة مراسٍ كما هو مخطط له أصلاً، وقد تقرر بعد ذلك مضاعفة عدد المراسي ليصل إلى 15 مرسى عند إنجاز المشروع، وارتفع عدد الأرصفة ليصل إلى 35 في العام 1978 بما في ذلك خمسة أرصفة كبيرة وعميقة لمناولة أكبر سفن الحاويات، في حينه.

بدأ تشغيل ميناء راشد في مطلع العام 1972 وتم افتتاحه رسمياً في الخامس من أكتوبر من العام نفسه، ليلبي متطلبات أضخم السفن حجماً. ولاقى الميناء الذي يقع بالقرب من مركز المدينة على الفور نجاحًا هائلًا لا سيما في ظل بنيته التحتية الجديدة بالكامل ومجتمع أعماله المزدهر.

وباعتباره أول ميناء حديث في دبي ويقع على طول الممرات التجارية التقليدية، يتمتع ميناء راشد بميزات تنافسية تجذب الشحنات غير المعبأة بالحاويات، خصوصاً بالنسبة للسفن ذات الحمولات الكبيرة والشحن بالدحرجة لقربه من أسواق السيارات المستعملة في المدينة والدعم المقدم من هيئة طرق والمواصلات، الأمر الذي يسمح بإنجاز التصدير بطريقة سهلة وخالية من أية متاعب.

ويمتاز ميناء راشد للشحن بموقع استراتيجي وسط المراكز التجارية التقليدية في دبي للبضائع المتجهة إلى العراق وأفريقيا والهند.

ربط دبي بالعالم

وقال أحمد محبوب مصبح المدير العام لجمارك دبي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: «في الاحتفال بمرور 50 عامًا على افتتاح ميناء راشد نستذكر المسيرة الناجحة للميناء الذي يمثل افتتاحه انطلاقة أساسية في نهضة دبي التجارية والاقتصادية.

حيث مَثل ميناء راشد نافذة رئيسية لربط دبي تجاريًا بالعالم، تبعه ميناء جبل علي والتوسع الكبير في مطارات دبي، لتصبح دبي محورًا رئيسيًا في ربط الأسواق العالمية وتيسير حركة السفر والسياحة حول العالم، وذلك بفضل تطور البنية التحتية للإمارة والتحسين المستمر لخدماتها اللوجستية والجمركية.

وبذلك أسست دبي موقعها المتقدم على خارطة الاقتصاد الدولي كمركز إقليمي وعالمي للتجارة الدولية والاستثمار المتبادل بين كل القارات، ما يمكننا من التقدم بثقة وثبات خلال المرحلة القادمة على طريق تطبيق مشاريع الخمسين التي أطلقتها قيادتنا الحكيمة للوصول إلى أعلى المراتب العالمية وتحقيق الصدارة العالمية في كل المجالات».

ديناميكية التخطيط

ويعكس تطوير الميناء وتحويله من مشروع لوجستي إلى مشروع عقاري وسياحي التحولات الكبرى التي يشهدها اقتصاد دبي وقدرة المدينة على مواكبة التغيرات بخطط تواكب أجندة الأعمال في دبي وتمكين المشاريع من تحقيق نجاحات جديدة تخدم الاقتصاد الوطني.

وفي هذا الإطار أكد محمد جاسم الريس، الرئيس الفخري لمجموعة وكلاء السفر والسياحة المنضوية تحت مظلة غرفة تجارة دبي، نائب الرئيس التنفيذي لوكالات الريس للسفريات والبواخر (مجموعة الريس)، أن مسيرة تطور ميناء راشد منذ انطلاقته قبل 50 عامًا تعكس ديناميكية آليات التخطيط والتطوير التي تتبناها دبي وتجسد الرؤى العملية المتجددة تجاه تحويل المشاريع التنموية لمواكبة التطورات والمستجدات الاقتصادية والسياحية والتجارية إقليميًا وعالميًا.

وأوضح أن ميناء راشد لعب دورًا محوريًا في نهضة دبي كمحور تجاري رئيسي على مستوى المنطقة وساهم في تعزيز ارتباطها مع خطوط الشحن البحري خلال العقود الماضية، وبعد بروز وتطور ميناء جبل علي، تمت إعادة تخصيص ميناء راشد للتركيز على السياحة البحرية وترسيخ مكانة دبي المرموقة في هذا القطاع.

ولفت الريس إلى أن تدشين مبنى حمدان بن محمد للمسافرين في محطة سفن الرحلات البحرية رقم (3) عام 2014، شكل خطوة حيوية عززت أهمية الميناء ودبي بالنسبة لقطاع السياحة البحرية عالميًا. وتحظى المحطة باهتمام واسع من قبل مالكي اليخوت الفاخرة، وتضم المحطة مرافق حديثة لمالكي اليخوت، وتضمن لهم خدمات متكاملة مثل المساعدة على مدار 24 ساعة، وتموين السفن، وتخزين المراكب على الأرصفة البرية، وخدمات الجمارك من الأرصفة، وخدمة الإنترنت المجانية.