يطول الحديث عن شجرة النيم، فهي شجرة جميلة خضراء طيلة العام، وهي أحد أهم العناصر التي تساعد على تلطيف الأجواء، وتعمل على مقاومة الحشرات في البيئة المنزلية أو أي مكان تتم زراعتها فيه، وهي شجرة ذات حماية ذاتية حيث لا تستطيع الحشرات التي تضع البيوض وتنتج الديدان الضارة الاقتراب منها. وتعتبر شجرة النيم التي تسمى محلياً «شريشه» من أحب الأشجار للأهالي.
ولذلك يحرصون على زراعتها، فهي تمنح الظل للمكان وتحتوي على فوائد عدة فقد استخدم أجزاء منها في تصنيع أدوية لتعقيم القرح وأيضاً لها فوائد في إفساد أثر بعض السموم نتيجة لدغ الأفاعي، وتظهر بعض الدراسات البحثية أنه تم استخراج بعض المكونات التي ساهمت في نجاح بعض العلاجات لأمراض مثل الحساسية والضغط، وتصنيع لصقات لتسكين أوجاع المفاصل.
كما أنها تعمل على تنشيط التربة وهي من أكثر الأشجار المعمرة تحملاً لدرجات الحرارة.
وللحديث أكثر عن فوائد شجرة النيم، قال الدكتور عديسان إبراهيم أبوعبدون أستاذ قسم الكيمياء في جامعة الشارقة: هذه الشجرة الدائمة الخضرة لا تحب الأجواء الباردة بشدة رغم أنها تتأقلم مع أية تربة يتم نقلها إليها أو تزرع فيها من مرحلة الشتلة الصغيرة، وتتميز بخصائص علاجية للجلد.
ولذلك ينتج منها أدوية أو مواد تجميلية، والجميل أن درجة الحرارة تحت الشجرة نجدها أقل بـ 10 درجات عن المحيط الذي توجد به، كما أنها شجرة تبقى نظيفة نظراً لأنها تنتج مادة تعد سامة للآفات والحشرات.
وأضاف: عصارة النيم تستخدم كغسول جلدي لأنه يقتل الميكروبات، حتى أن بعض الدول لديها أدوية مستخرجة من مكونات شجرة النيم، وبسبب فوائدها تسمى «الشجرة العجيبة» عند الشعوب، وفي كثير من الدول نجد أنها تزرع في البيوت كتقليد شعبي، كما أنها يمكن أن تكون خير صديق لأي مزارع أو هاوٍ للزراعة لأنها تعالج التربة فتقتل بعض الآفات كالنمل الأبيض.
جذور
ونصح الدكتور أبوعبدون هواة الزراعة قائلاً: عند الرغبة في زراعة «النيم» يجب ترك مسافة كافية لأنها شجرة تصبح عملاقة، وأقل مسافة 7 أمتار فيما بينها وبين الأشجار الأخرى، وذلك لأن جذورها طويلة وتمتد لمسافات.
ولذلك يراعى زراعتها في عمق كافٍ لأن الجذور ربما ترتفع إلى السطح وربما تتغلب عليها الرياح فتقع، ولكنها شجرة تستحق الاقتناء وأن تكون ضمن أسرة أشجار المنزل أو أمام المنزل، وتصبح أجمل في شهر أبريل.
حيث تزهر وتترك رائحة جميلة في المنزل والمنطقة المحيطة، وأنصح من يرغب في زراعة أشجار فاكهة أن يزرعها قريبة منها، لأنها ستساهم في حماية الأشجار تلك من الآفات، وسوف يستغنى من خلالها عن رش المبيدات، خصوصاً أنه يستخرج منها مبيد حشري عضوي، ولا يحتاج من يزرعها للكثير من المعلومات حول طريقة زراعتها.
فيكفي أن يتم تجهيز حوض كبير يكفي لاتساع الجذع عندما يكبر، وهي لا تحتاج للكثير من الرعاية، لأنها ببساطة متحملة ويمكنها أن تعيش من دون ري إن كانت هناك مياه جوفية، حيث إن بعض الأسر التي زرعت الشجرة وجدت أنه مرت سنوات دون أن تقوم بالري ومع ذلك استمرت الشجرة بالنمو.