كسر الشاب الإماراتي محمد راشد سالم بن زايد الصورة النمطية حينما اختار الانخراط في مجال بيع الأسماك جنباً إلى جنب مع دراسته الجامعية وعمله في القطاع الحكومي موضحاً: «وظيفتي وجامعتي لم تمنعاني ممارسة تجارة بيع الأسماك وأنا فخور وأعتز بما أقوم به».
محمد حل ضيفاً على «ملتقى شباب المعرفة» ضمن جلسات اليوم الأول للاحتفاء بالمتميِّزين والمبدعين وأصحاب البصمات المؤثرة من جيل الشباب الإماراتيين، مستعرضاً أمام الحضور بواكير بدايته في المهنة التي قال إنه ارتبط بها منذ طفولته حينما كان يرافق والده في رحلات الصيد، ويلتقي فيها كبار المواطنين ويجالسهم ويستمع إلى رواياتهم وقصصهم ومغامراتهم في البحر.
وذكر أنه قرر اقتناء أول قارب صيد خاص به سنة 2020، ورغم صعوبة الفترة نتيجة تفشي جائحة كورونا وما تبعها من قيود، إلا أنه تمكن من فتح محل وتأسيس شركة حملت اسم «زايد لتجارة الأسماك» توفر خدمات بيع الأسماك وتنظيفها وتقطيعها وتوصيلها، موضحاً أن ما جعل زبائنه يثقون به أنه كان يقوم بالإشراف على عمله من مرحلة صيد وتغليف وتوصيل الأسماك إلى مشتريها بصدقية ومن دون مغالاة في الأسعار.
الحفاظ على الموروث
وعن اختياره هذه المهنة من دون غيرها، قال إنه أراد تحقيق هدف مهم وهو الحفاظ على الموروث الإماراتي بممارسة مهنة الأجداد وإحيائها، إلى جانب هدف أجده في غاية الأهمية وهو كسر ثقافة العيب وطرق أبواب جديدة لمشروعات الشباب فبعضهم يرى أن مهنة بيع الأسماك دون المستوى، وأن الوقوف خلف دكة بيع السمك يعيب المواطن ويقلل قيمته أما أنا فأرى أنها مهنة مشرفة لا عيب فيها.
وتطرق الشاب إلى دور المؤسسة الاتحادية للشباب في ما يتعلق بتوفير الدعم له وتصميم هوية المشروع ومساندته في تطوير العمل، مشيراً إلى زيادة حجم مبيعاته إلى %30، وتواصل بعض الجمعيات والفنادق معه لتزويدها الأسماك.
وتحدث أمام المشاركين عن أبرز التحديات التي واجهته وكيفية تغلبه عليها وأبرزها الإمكانات المحدودة في السوق والمنافسة الشديدة، وقال إنه يعمل بأمانة وإخلاص، ووجه كلمة للشباب قائلاً: الفرق بين الواقع والحلم كلمة «عمل» ومن يريد النجاح عليه المثابرة، داعياً الشباب الإماراتيين إلى طرق مشروعات مختلفة وتحدي ثقافة العيب، والعمل على مشروعات تسهم في الحفاظ على الهوية الوطنية.