أكد نوبورو سيكيجوتشى، القنصل العام لليابان، أن الاختبارات العلمية التي سيجريها «المستكشف راشد» خلال مهمته على سطح القمر ستسهم في إحداث تطورات نوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتقنيات الاتصال والروبوتات، ولن يقتصر التأثير الإيجابي لهذه التطورات على قطاع استكشاف الفضاء فقط، بل سيمتد أثره إلى العديد من القطاعات الأخرى، كقطاع الصناعات التكنولوجية وقطاع الاتصالات، وغير ذلك من القطاعات ذات الصلة، لافتاً إلى أن المشروع يعتبر بمثابة فرصة لمزيد من التوسع في العلاقات والتعاون بين الإمارات واليابان في شتى المجالات خلال الـ 50 عاماً المقبلة.

وأوضح لـ«البيان» أن هناك تعاوناً وثيقاً بين البلدين منذ نشأة الاتحاد، معرباً عن سعادته بما حققته الإمارات من إنجازات، لا سيما في مجال استكشاف الفضاء.

وأكد أهمية مذكرة التفاهم والتعاون في مجال الفضاء المبرمة بين البلدين في عام 2016، التي وقعها من جانب الطرفين مكتب مجلس الوزراء الياباني، ووزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا، ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة في اليابان، ووكالة الإمارات للفضاء، إضافة إلى «مذكرة التعاون» المبرمة أيضاً بين منظمة البحث والتطوير في مجال الطيران والفضاء «جاكسا»، ووكالة الإمارات للفضاء، مشيراً إلى أن المذكرتين تشكلان الأساس للتعاون الفضائي الثنائي بين اليابان ودولة الإمارات العربية المتحدة.وأوضح القنصل العام لليابان أن هناك أمثلة عدة للشراكات الملموسة بين البلدين، لعل أبرزها التعاون الذي تم بين البلدين لإطلاق أقمار صناعية إماراتية و«مسبار الأمل» باستخدام صواريخ يابانية الصنع، لافتاً إلى أن إطلاق «مسبار الأمل» لاستكشاف المريخ في عام 2020 أدخل الإمارات السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، والذي كان أول مهمة أرسلتها دولة عربية إلى المريخ.

وقال سيكيجوتشى: بناءً على نتائج هذا التعاون في مجال الفضاء بين البلدين، سيتم نقل مركبة استكشاف القمر الجديدة «المستكشف راشد» إلى القمر كمشروع استكشاف قمري من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع شركة يابانية ناشئة «ispace»، وهذه الشراكة ستكون مفيدة جداً.

وأكد أهمية مشروع «المستكشف راشد»، الذي سيتم إطلاقه قريباً، والقائم على التعاون بين اليابان والإمارات، والذي يتزامن مع الذكرى الـ 50 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

دور إيجابي

وأعرب عن أمله في نجاح مهمة المشروع في رحلته لاستكشاف القمر، لافتاً إلى أن نجاح المهمة من شأنه أن يؤكد قدرة الإمارات على تأدية دورها الإيجابي والريادي في قطاع البحوث العلمية والاستكشافات الدولية المتصلة في هذا المجال.وأشار إلى أنه وفي إطار تعليم الفضاء للطلبة الإماراتيين، نفذ رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري مشروع تعليم الفضاء في عام 2019 في وحدة التجربة اليابانية لمحطة الفضاء الدولية «كيبو»، حيث تم الربط بين «كيبو» وبين مركز محمد بن راشد للفضاء من ناحية، ومركز تسوكوبا للفضاء الياباني من ناحية أخرى، عن طريق التتابع، كما عقدت جلسات تفسيرية وأسئلة وأجوبة للطلبة الإماراتيين.

وذكر أيضاً أن الإمارات كانت قد شاركت في برنامج تعليم العلوم «Asian Herb in Space» باستخدام «كيبو»، حيث تم إرسال بذور شجرة الغاف والنخيل ليدرسها رواد الفضاء على متن المحطة، للوصول إلى إمكانية زراعتها في الفضاء الخارجي، وذلك عبر إجراء اختبار تحملها للظروف الفضائية، مثل انعدام الجاذبية واحتياجها للماء، وغيرها من التجارب.

ومن ناحية أخرى، أفاد القنصل العام لليابان بأن عدد أفراد الجالية اليابانية المقيمة في دبي تجاوز 3300 ياباني، وذلك حتى أكتوبر الماضي.

تسامح

وأكد القنصل العام لليابان أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر نموذجاً يحتذى في التسامح، لافتاً إلى أن استحداث منصب وزير التسامح والتعايش في عام 2016، والاحتفال بعام 2019 عاماً للتسامح، واحترام الأديان الأخرى عبر إنشاء الكنائس ودور العبادة، واعتمادها البرنامج الوطني للتسامح، كلها دلائل تؤكد أن الإمارات تعزز قيم التسامح والتعايش، وتحرص على وضع سياسة وطنية تحترم التنوع من خلال قانونها الاتحادي بشأن مكافحة التمييز والكراهية.

كما أفاد بأن حجم الاستثمار المباشر بين اليابان والإمارات بلغ 76 مليون دولار في عام 2021، وذلك وفقاً لإحصاءات التجارة اليابانية لعام 2021.

وأضاف أن معدات النقل تشكل نحو 50 % من حجم الصادرات من اليابان إلى الإمارات، التي تعتبر قاعدة لإعادة التصدير لأسواق الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى، مؤكداً أن الإمارات تعتبر وجهة تصدير مهمة للمنتجات الصناعية اليابانية، فيما يهيمن الوقود المعدني على الواردات من الإمارات.

وأعرب القنصل الياباني عن خالص احترامه وتقديره للجهود التي تبذلها الإمارات بقيادتها الرشيدة في كافة المجالات.