افتتحت معالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع ، وسعادة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية في العاصمة أبوظبي، فعالية اليوم العربي للأسرة والتي تقام تحت شعار "الأسرة العربية بين ثوابت الأصالة والتحديات المعاصرة" بتنظيم من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وبالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
حضرت الفعالية.. الشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون آل نهيان مستشار في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وسعادة نورة السويدي الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، وسعادة الريم عبدالله الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وسعادة طلال المطيري رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، وسعادة سعيد راشد الحبسي مدير إدارة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية والتعاون الدولي وعضو في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وسعادة مقصود كروز رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، وممثلون عن الدول العربية وجامعة الدول العربية.
وتخلل الفعالية بيان الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمناسبة يوم الأسرة العربية، والتطرق إلى مبادرات الأمانة العامة للجامعة في مجال دعم الأسرة العربية، كما تم خلال الفعالية تناول أهمية تعزيز التنوع الثقافي وحماية وصون مؤسسة الأسرة والزواج ودور الدول في تحقيق تماسك واستقرار الأسرة العربية في ظل المتغيرات العالمية.
وقالت معالي حصة بوحميد - بهذه المناسبة -: "إن الاحتفال بيوم الأسرة العربية، فرصة لتعزيز الوعي بالقضايا ذات العلاقة بالأسرة، ومحطة لإثراء المعرفة بالعمليات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية المؤثرة فيها، إضافة إلى تأكيد مكانة الأسرة في الثقافة العربية الإسلامية، وتثمين دورها المحوري باعتبارها حاضنة لأجيال المستقبل، ولقيم وعادات وتقاليد وأخلاق الشخصية العربية الإسلامية".
وأضافت معاليها: "في عالم سريع التغير، وفي سياق التحولات المتسارعة والتحديات التي تواجهها الأسرة العربية، فإن الحاجة ملحة لتشكيل سد منيع في مواجهة الآثار السلبية للعولمة على ثقافة وقيم المجتمعات العربية وسلوكها، مدعوماً بقوة التشريعات الاجتماعية المعنية بالأسرة والمرأة والطفل، وبالسياسات الاجتماعية النوعية التي تعزز التكيف الإيجابي مع المتغيرات العالمية، وتضمن تبني برامج شاملة لحماية وتحصين الأسرة اجتماعياً واقتصادياً وفكرياً".
من جهتها قالت الشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون آل نهيان - بهذه المناسبة - : " تواجه الأسرة العربية اليوم تحديات معقدة، ويتطلب التعامل مع هذه التحديات عملاً مشتركاً وتعاوناً بين أفراد المجتمع والمؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية، آخذين بعين الاعتبار أن مستقبل الأجيال القادمة يعتمد على السياسات والخطوات التي نتخذها اليوم، والتي تهدف إلى حماية صورة الأسرة في إطارها الصحيح في عالم مليء بالتغييرات المطردة".
وأضافت:" لطالما أولت دولة الإمارات اهتماماً بالغاً بالأسرة الإماراتية منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه” حيث حرص على تقديم كل الدعم للأسرة الإماراتية وبناء نظام عائلي قوي، وسعى لتبني العديد من التدابير لتحقيق وتسخير كافة احتياجاتها".
من جهتها أشارت سعادة هيفاء أبو غزالة إلى أن الهدف من الفعالية هو بحث آليات حماية الأسرة وكيفية تفعيل وظائف الأسرة العربية في التنشئة والرعاية والتوجيه ونقل هوية وثقافة المجتمع للأطفال في ظل تحديات العولمة وتنامي التيارات الفكرية التي تمس المفهوم التقليدي للأسرة العربية، وهو ما يتوافق مع القرار الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، في دورتها العادية الواحد والثلاثين رقم 809 بعنوان "تعزيز التعاون الثقافي وحماية و صون مؤسسة الأسرة و الزواج" والذي صدر مؤخرا بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية "بإقراره رفض أية محاولات لإعادة تعريف مؤسسة الأسرة والزواج، والتأكيد على المحافظة على مقاصدها المتوافقة مع الفطرة السليمة".
من جانبها قالت سعادة نورة السويدي: "بمناسبة يوم الأسرة العربية يتجدد التأكيد على المكانة العالية التي كفلتها دولة الإمارات للأسرة بعد ما منحتها أولوية قصوى منذ تأسيسها، حيث وفر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، الرعاية المستمرة والبيئة الداعمة لها باعتبارها اللبنة الأساسية في المجتمع، ويقع على عاتقها بناء الفرد وتنشئته على قيم الاحترام والمواطنة الصالحة، وسار على نهجه القيادة الرشيدة في دعمها الكريم للأسر الإماراتية وتمكينها وتعزيز استقرارها ونشر السعادة بين أبناءها".
وأشارت سعادتها إلى أن الاتحاد النسائي العام بتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، صاغ آفاقاً جديدة من خلال توظيف التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة لابتكار أفكار ومبادرات من شأنها تمهيد الطريق أمام أفراد الأسرة لتمكينهم من أداء أدوارهم ومساندتهم للاستجابة بإيجابية مع المتغيرات والتحديات الراهنة.
وفي كلمة لها أكدت سعادة الريم الفلاسي أن الأسرة هي النواة الأساسية التي يجب أن تحظى بكل أنواع الرعاية والحماية في سبيل حماية المجتمع بشكل عام وتطوره والوقوف على التحديات التي قد تواجه الأسرة.
واستعرضت سعادتها الاستراتيجيات والمبادرات والبرامج التي عملت عليها دولة الإمارات لبناء مجتمع متماسك ومتلاحم ومحافظ على هويته الثقافية والوطنية وينعم بالاستقرار الأسري، ويعمل على تحصين مؤسسة الزواج بالشكل الذي يضمن حقوق الأطفال في التربية والنشأة في بيئة سليمة متوافقة مع الفطرة السليمة ومنظومة القيم والأخلاق الرفيعة.
بدوره قال سعادة مقصود كروز: " إن حماية الأسرة وحقوقها في النمو والرفاه تعد من أسمى الممارسات الحقوقية والإنسانية التي تعمل عليها المؤسسات، وأن فعالية يوم الأسرة العربية تجسد المبادرات الرائدة في حماية الأسرة، خصوصاً أنها أقيمت في دولة الإمارات التي تولي الأسرة اهتماماً كبيراً، إذ تعد سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رائدة المبادرات التي تهدف إلى التماسك والنمو الأسري داخل الدولة وخارجها ".
وفي اختتام الفعالية تلت سعادة الدكتورة أبو غزالة البيان الختامي الصادر عن فعالية اليوم العربي للأسرة، مشيدة بالقرار الذي اتخذه مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها العادية الواحد والثلاثين المنعقدة بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وهو القرار الصادر بمبادرة من دولة الإمارات، حيث أقر رفض أية محاولات لإعادة تعريف مؤسسة الأسرة والزواج وأكد على المحافظة على مقاصدها المتوافقة مع الفطرة السليمة.
وتوجه البيان بالشكر إلى جامعة الدول العربية وإلى دولة الإمارات على الجهود المقدرة لتنفيذ قرار القمة العربية والهادفة إلى حماية وصون مؤسسة الأسرة والزواج، وضمان حقوق الأطفال في التربية والتنشئة المتوافقة مع الفطرة السليمة.
وأعرب البيان عن تقديره للجهات الحكومية والمؤسسات الوطنية والقومية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالدفاع عن قضايا الأسرة على المستوى الوطني والإقليمي، إيمانًا منها بأن الأسرة هي المحرك الرئيسي للتنمية المستدامة، وبأنها هي الوحدة الطبيعية الأساسية للمجتمع على النحو الذي كفلته جميع الشرائع السماوية والقيم الإنسانية والقوانين والمواثيق الإقليمية والدولية.
وأكد البيان على أهمية دور جامعة الدول العربية باستمرار جهودها مع كافة الشركاء المعنيين بقضايا الأسرة لتوفير الآليات لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتطوير التربية والتعليم ونشر ثقافة التضامن والتكافل للأسرة العربية، وإتاحة الفرص للفتيات والنساء المعيلات لتطوير مهاراتهن وتوفير فرص العمل لهن لدعم تماسك الأسرة وجعلها قادرة على الإنتاج والإبداع والإسهام في خدمة المجتمع والنهوض به وتحقيق التقدم والازدهار في المجالات كافة.