شارك سعادة مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة والشباب، في الدورة الـ23 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربية الذي عُقِد في العاصمة السعودية الرياض تحت رعاية صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بالمملكة.
وخلال حفل الافتتاح قام الناخي بتسليم معالي وزير الثقافة في المملكة العربية السعودية رئاسة الدورة الحالية من المؤتمر بعد أن استضافته دولة الإمارات في مركز دبي الدولي للمعارض خلال إكسبو 2020 دبي.
وأكد الناخي خلال كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر أهمية التنسيق الثقافي بين الدولة العربية، وأثني على الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية بالشؤون الثقافية في المنطقة لبناء كيان ثقافي عربي موحّد ومشترك، يسهم في تعزيز لغة الحوار والتعايش والسلام والأخوّة، ويمكّن المجتمعات والمؤسسات الثقافية العربية من اللحاق بركب عالمي متسارع يواجه الكثير من المتغيرات، ويحقق الأهداف المنشودة في بناء مستقبل مستدام قائم على اقتصاد المعرفة.
وأشار إلى أن عقد هذه الدورة يستكمل الحوار البنّاء والمثمر، ويدفع نحو متابعة المبادرات التي انبثقت عن دورة العام الماضي التي استضافتها دولة الإمارات، مؤكداً أن القرارات والتوصيات التي صدرت عن الدورة السابقة تسهم في توحيد الجهود العربية في المجالات الثقافية، بما فيها التعاون من أجل تسجيل وتوثيق التراث غير المادي ضمن القوائم العالمية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وحشد الجهود العربية من أجل تطوير منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية التي وصفتها بأنها رافدٌ مهمّ للاقتصادات لما تملكه من مقومات كبيرة ومؤثرة على الحِراك الثقافي والإبداعي.
وتابع الناخي الحديث عن مخرجات الدورة الماضية بالقول: "وضعنا جملة من الخطط والبرامج خلال الدورة الماضية وركّزنا على العديد من القضايا، كان أبرزها العمل على مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية وتحديثها، والذي تشرفت دولة الإمارات بدعمها إيماناً منها بأهمية إثراء الثقافة العربية وصون الهوية الوطنية والحضارية لوطننا العربي".
وأضاف: "اعتمدت دولة الإمارات العربية المتحدة جملة من التوصيات كان من بينها التأكيد على نجاح الجهود التي بُذلت خلال فترة جائحة كوفيد 19، والتي ساهمت في استمرارية العمل الثقافي وتنفيذ العديد من المبادرات والأنشطة الثقافية وتأمين التواصل بين الدول العربية ودعوتها لتبني سياسة التحوّل الرقمي والعمل على رقمنة المحتوى الثقافي تحسباً لأي طارئ، كما قمنا بتسخير مقدرات التقنية الحديثة خدمة للحِراك الثقافي وواقع العمل الثقافي العربي المشترك".
وثمّن الناخي جهود كلّ من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو واللجنة الدائمة للثقافة العربية التي أسهمت في إيجاد رؤى وأفكار واعدة تخدم الارتقاء بواقع الثقافة العربي، معربا عن ثقته في الدور الذي ستلعبه المملكة العربية السعودية بصفتها رئيساً للدورة الحالة من الاجتماع في تحقيق أهداف المؤتمر وتوحيد الجهود من أجل رفعة الثقافة في المنطقة العربية واستدامتها.
وأشاد بالموضوع الرئيسي للمؤتمر وهو "الثقافة والمستقبل الأخضر" الذي أكد أنه يبرز أهمية الثقافة باعتبارها مكون أصيل من مكونات التنمية المستدامة.
ويعد المؤتمر واحداً من الأحداث الثقافية المهمة في العالم العربي، وتنظمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وتستضيفه الدول الأعضاء مرّة كل سنتين، بهدف تعزيز العمل المشترك بين الدول العربية في المجالات الثقافية المختلفة.
وتسعى دورة هذا العام إلى الاستفادة من قوة الثقافة في زيادة الوعي بالتحدي الذي يفرضه التغير المناخي على البشرية، ومواجهة الأزمات طويلة الأمد المتعددة الجوانب المرتبطة بالعواقب الوخيمة للاحتباس الحراري، وفقدان التنوع البيولوجي والتوسع الحضري العشوائي، والتنمية غير المستدامة.