أكد مختصون في مجال مرض السرطان، مدى الحاجة الملحة والفعلية لمضاعفة عدد الأبحاث المعنية والمتخصصة بدراسة السرطان بشتى أنواعه، لأنها تعود بالفائدة، بل وتزيد الرصيد المعرفي للمرضى وعلاج الحالات المعقدة، وتسهم أيضاً في إثراء قاعدة بيانات مرضى السرطان.
وشددوا لـ «البيان» على ضرورة دعم الأبحاث العلمية لتطوير علاجات مرض السرطان، لافتين إلى أن النتائج المرجوة تكمن في تقليل الإصابة من مرض السرطان بشتى أنواعه، والسيطرة على الوفيات الناتجة عن السرطان، وتحسين نوعية الحياة للمرضى، والتركيز على التثقيف الصحي، وتسهيل العلاج.
وقال الشيخ الدكتور سالم بالركاض العامري رئيس جمعية الإمارات للسرطان: «إن كان المتخصصون يبذلون جهداً ووقتاً في إعداد البحوث العلمية والطبية المتعلقة عن مرض السرطان، فإنه ينبغي في المقابل، ومن الجهات المعنية والمختصة، الأخذ بيد هؤلاء المتخصصين والباحثين، من خلال دعم أبحاثهم، ولتحقيق العديد من الأهداف السامية، التي تتمثل في إيجاد الحلول اللازمة لمرض السرطان، وتجدر الإشارة إلى أن الأبحاث العلمية الخاصة بالسرطان، توفر أيضاً البيانات اللازمة لوضع الخطط وإنجاحها، وتوفر مرجعية للباحثين والأطباء، ومواصلة دعم جهود الدولة، بهدف خفض معدلات الوفيات المبكرة الناجمة عن الإصابة بالسرطان».
وأضاف: «أريد التنويه بأن ما يقوم به العلماء والباحثون من جهود كبيرة في سبيل تطوير سبل العلاج من مرض السرطان بطرق علمية موثقة، يجب أن يكون في حد ذاته محل تقدير، فهم يعملون لخدمة الإنسانية، لذا، ينبغي الاستثمار في علاج الأمراض، ودعم بحوثها ودراستها، إلى جانب تبادل الخبرات، وأفضل الممارسات التي تسهم في تحسين حياة الناس المصابين بالسرطان».
كما قال البروفيسور حميد الشامسي رئيس جمعية الإمارات للأورام: «تلتزم الجمعية بتطوير قطاع السرطان، عن طريق دعم الأبحاث العلمية للسرطان، بالتعاون مع جميع المتخصصين العاملين في علاج السرطان في الدولة وخارجها، وعن طريق الشراكات الاستراتيجية في هذا المجال، طبقاً لقوانين وتوصيات الجهات المختصة في الدولة، وفي هذا الإطار أيضاً، أعلنت جمعية الإمارات الطبية، إطلاق مجموعة أبحاث السرطان، تحت مظلة جمعية الإمارات للأورام، للعمل على تطوير قطاع أبحاث السرطان في الدولة».
ونوه بأن قطاع أبحاث السرطان في دولة الإمارات، يحظى باهتمام لا محدود، في ظل الدعم الكبير من قبل الجهات الرسمية، ومن أبرزها جامعة الشارقة، ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، ومستشفى الجليلة، وجامعة محمد بن راشد الطبية، وجامعة الإمارات.
وأضاف: «في عام 2021، تم نشر أكثر من 300 بحث طبي مختلف عن السرطان، من قبل مستشفيات وجامعات الدولة، واحتل سرطان الثدي والقولون أكثر السرطانات، من حيث الأبحاث، وذلك بسبب كونها أكثر السرطانات انتشاراً، في حين نشرت جمعية الإمارات للأورام، أكثر من 26 بحثاً طبياً في العام الماضي، لتكون أحد أكثر الجهات التي نشرت أبحاث السرطان في الدولة». مشيداً بوجود دعم من عدة جهات مختلفة، بالإضافة لدعم بعض الشركات الدوائية.
وأكد الدكتور محمد البشير استشاري الجراحة العامة وجراحة الثدي، أن الباحثين والمتخصصين في مرض السرطان، يسخرون قدراتهم البحثية، للتوصل إلى الأسباب الكامنة وراء الأمراض الخطيرة وغير المعدية، لا سيما السرطان، من أجل تطوير علاجات فعالة وناجعة، لمنعها والقضاء عليها.
وأضاف البشير أن دعم أبحاث والدراسات المتخصصة في مرض السرطان، من شأنه أن يطور أساليب وتقنيات جديدة، للكشف عن السرطان في مراحله المبكرة، لما لذلك من أثر كبير في زيادة فرص النجاح، ودعم فاعلية العلاج، فكلما اكتشف السرطان مبكراً، زادت فرص الشفاء، ومن هذا المنطلق، يأخذ الباحثون على عاتقهم العمل الحثيث من أجل التوصل إلى الطرق والأساليب الفعالة للتغلب على السرطان، إلى جانب تعزيز الجهود الدولية في تطوير ابتكارات جديدة لعلاج السرطان.
كما قالت الدكتورة موزة محمد بن حمرور العامري عضو المجلس الوطني الاتحادي، واستشاري جراحة أورام الثدي في مستشفى توام: «نحتاج في الدولة فعلياً، إلى أبحاث للسرطان، لعدة أسباب، منها تنوع الجنسيات في الدولة، فهذا من شأنه أن يجعلنا لا نكتفي على أبحاث الغرب، وهناك أنواع من أمراض السرطان في الدولة، تبدأ في أعمار مبكرة جداً، ومدى حاجتنا لأرشيف للخلل الجيني المسبب للسرطان».
وأضافت: «نحن في مركز الأورام في مستشفى توام، قمنا بإعداد أكثر من بحث لأمراض السرطان، إلا أنه، ومع ذلك، نحتاج إلى تكاتف كبير ومدروس مع الجهات الصحية في الدولة»، لافتة إلى أنه، ومن خلال مركز الثدي، وهو المركز الوطني الوحيد في الدولة «أعددنا أكثر من بحث عن سرطان الثدي، ونشرنا أبحاثنا في مجلات علمية مرموقة، وأحد الأبحاث حول نوعية الخلل الجيني في مريضات سرطان الثدي في الإمارات، وآخر عن الصلة بين سرطان الثدي والعلاجات المتعلقة بالإنجاب، وبحث آخر في صدد النشر، عن الحالة النفسية لمريضات سرطان الثدي، والناجيات من المرض».