أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة خارطة الطريق للمشروع الوطني لعزل الكربون، والذي يهدف إلى زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول 2030، على مستوى الدولة، وذلك ضمن جهودها لتنفيذ مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.

جاء الإطلاق خلال الاجتماع الثاني لمجلس الإمارات للعمل المناخي الذي عقد في جزيرة الجبيل بإمارة أبوظبي، بحضور أعضاء المجلس، كما تضمن الإعلان عن إطلاق جولة ميدانية لمواقع أشجار القرم بحديقة الجبيل.

ويأتي المشروع ضمن التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات لتعزيز الاعتماد على الحلول القائمة على الطبيعة في مواجهة التحديات البيئية، وتعزيزاً لجهود التقاط ثاني أكسيد الكربون بهدف التخفيف من آثار التغير المناخي وتعزيز قدرات التكيف معه.

أولوية

وقالت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة إن تعزيز جهود العمل من أجل المناخ، وتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، يمثل أولوية استراتيجية لدولة الإمارات، يتم العمل عليها عبر شراكة وتنسيق وتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص بهدف تبني الحلول الداعمة لجهود خفض الانبعاثات وتعويضها.

مشيرة إلى أنه يتم التركيز في دفع هذا التعاون وتحفيز وتيرته على الحلول القائمة على الطبيعة التي بدورها تحقق فائدتين بالغتي الأهمية وهما المساهمة بفاعلية أعلى في الوصول للحياد المناخي، وتعزيز جهود حماية النظم البيئية والتنوع البيولوجي.

وأضافت معاليها: يمثل مشروع عزل الكربون عبر التوسع في مساحات غابات أشجار القرم على مستوى الدولة أحد أنجع الحلول المستندة إلى الطبيعة في مواجهة تحدي التغير المناخي لما له من فوائد بيئية عدة، لذا رفعت الدولة - بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة - طموحها بشأن أعداد أشجار القرم المستهدف زراعتها من 30 إلى 100 مليون شجرة بحلول 2030.

وتشمل خارطة الطريق للمشروع الوطني لعزل الكربون 4 أنشطة هي تقييم مواقع زراعة أشجار القرم، وإنتاج بذور وشتلات القرم، وبرنامج لزراعة الشتلات والبذور في المواقع المختارة، ورصد ومتابعة أشجار القرم المزروعة ومعدلات الكربون التي ستتمكن من عزلها.

أهداف

وسعياً لتعزيز العمل في سبيل تحقيق هذا المستهدف الطموح للدولة بحلول 2030، تعمل الوزارة مع الشركاء ضمن منظومة متكاملة لتنفيذ أنشطة المشروع من خلال التعاون مع مؤسسات القطاع الحكومي والخاص والمنظمات العالمية غير الحكومية.

إلى ذلك، تمتاز أشجار القرم بفعالية عالية في امتصاص وتخزين الكربون، حيث تشير العديد من الدراسات والأبحاث العلمية إلى قدرة أشجار القرم الهائلة على امتصاص وعزل كميات من الكربون تبلغ 4 إلى 5 أضعاف ما يتم عزله من قبل الأنظمة البيئية البرية، بالإضافة لكونها موئلاً طبيعياً آمناً للتنوع البيولوجي البحري، حيث تعتمد 80 % من مجموعات الأسماك العالمية على النظم الأيكولوجية الصحية لأشجار القرم.