أكدت معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، على اهتمام حكومة الإمارات بتطوير قطاع الفضاء ومختلف القطاعات المرتبطة به كجزء في ظلِّ التزامها بالانتقال نحو اقتصاد متنوع قائم على المعرفة يُركّز على الابتكار وتهيئة البيئة الداعمة للشركات للإسهام في نمو القطاع وتمكين المواهب الشابة لبناء أجيال مؤهلة في شتى المجالات العلمية.

جاء ذلك خلال مشاركة معاليها ضمن وفد دولة الإمارات في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقدة في "دافوس" بسويسرا، حيث تناولت التأثير الإيجابي لقطاع الفضاء على العديد من الجوانب المجتمعية.

وأكدت معالي سارة الأميري أن مشروعات الفضاء الإماراتية نجحت في أن تكون مصدر إلهام للمجتمع الإماراتي الذي أصبح على درجة كبيرة من الوعي بأهمية هذا المجال لمستقبل الإمارات، كما تسهم صناعة الفضاء في دفع المجتمع نحو المزيد من النمو والتطور بفضل الإنجازات والنتائج العلمية الإيجابية.

وأضافت أن الرؤية الاستشرافية للقيادة الإماراتية تهدف إلى بناء قطاع فضائي متميز ومستدام يسهم في تنويع الاقتصاد ونموه، ويعزز الكفاءات الإماراتية، ويحفز من التعاون والشراكات بين المؤسسات ذات الصلة في القطاعات الحكومية والخاص والبحثي والأكاديمي، إلى جانب تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي في صناعة الفضاء، وجذب الشركات الفضائية العالمية.

وأوضحت أن دولة الإمارات تولي أهمية كبيرة لقطاع الفضاء والذي أصبح واحداً من القطاعات الاستراتيجية التي تطمح الدولة إلى مواصلة تطويرها وتحقيق المزيد من الإنجازات وخاصة في مجالات البحث والتطوير والتصنيع وبناء الكفاءات والقدرات التخصصية، وزيادة مساهمة القطاع الخاص في مجال الفضاء.

وخلال الأعوام الماضية، دفعت النجاحات النوعية والكبيرة التي حققها قطاع الفضاء الإماراتي عبر مشروعات ومنجزات نوعية في مقدمتها مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ، المجتمعين الإماراتي والعربي للدخول في هذا القطاع الذي ينتظره مستقبل واعد.

ويشكّل بناء موارد بشرية وكوادر مواطنة عالية الكفاءة في مجال الفضاء واحداً من الأهداف الاستراتيجية المهمة التي حددتها القيادة الإماراتية لقطاع الفضاء، فضلاً عن تطوير المعرفة والأبحاث العلمية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة.

وعلى مستوى الشباب والطلاب، تقوم وكالة الإمارات للفضاء، ومركز محمد بن راشد للفضاء بمجموعة واسعة ومتكاملة من المبادرات والفعاليات الرامية إلى إشراك الطلاب ورفع مستوى الوعي لديهم بواقع القطاع ومستقبله وما يقدمه من فرص واعدة.

وتضمنت الفعاليات مسابقات الطلاب، والتواصل المدرسي، وفعاليات فلكية، وذلك لتعزيز البحث العلمي والابتكار في علوم الفضاء وجذب الشباب الإماراتي إلى قطاع الفضاء.

وأطلقت وكالة الإمارات للفضاء "ورش العمل الفضائية" وهي مجموعة من ورش العمل المتخصصة في بناء القدرات الوطنية في مجالات علوم وتكنولوجيا الفضاء بهدف دعم برنامج الفضاء الطموح لدولة الإمارات بشكل فعال.

تسهم هذه الورش في تسريع وتعزيز المعرفة بمجال الفضاء، من خلال الجمع بين الممارسات الأكاديمية والبحثية في ظل بيئة فريدة تشجع وترعى ثقافة الابتكار في مجال الفضاء. إضافة إلى دعم القطاع الخاص وزيادة فرص تأسيس الشركات الناشئة في المجال.

وفي السياق ذاته بحرص مركز محمد بن راشد للفضاء على إطلاق المبادرات الهادفة إلى الارتقاء بالوعي المجتمعي وإبراز منجزات صناعة الفضاء وتحفيز الأجيال الجديدة على الالتحاق بالمساقات الدراسية الخاصة بعلوم الفضاء، وذلك في إطار سعيه لتأهيل كوادر وطنية شابة تستطيع قيادة المشروعات الوطنية المستقبلية.

وتضمنت مبادرات المركز "برنامج المنح البحثية" الهادف إلى دعم الأبحاث المتقدمة في مجال علوم الفضاء لدى طلاب التعليم العالي والأكاديميين الإماراتيين، حيث يدعم البرنامج مجالين رئيسيين لأبحاث علوم الفضاء، يشملان منحة بحثية حول علوم الغلاف الجوي للمريخ.

-إنجازات الإمارات في قطاع الفضاء وصناعاته

وبغية تحقيق طموح الإمارات في مجال الفضاء تم تأسيس صندوق الفضاء الوطني تحت مظلة وكالة الإمارات للفضاء والبالغ قيمته 3 مليارات درهم وذلك بهدف تعزيز الاستثمارات من المهتمين من رواد الأعمال والشركات الخاصة، والعمل على تمويل وتسهيل تطوير الأنشطة والمشاريع الفضائية المستقبلية، حيث يشهد القطاع الفضائي في دولة الإمارات تطوراً كبيراً وتوجهاً لإشراك القطاع الخاص في الأنشطة الفضائية خاصة في مجال الاستشعار عن بعد والاتصالات، وتلعب وكالات الفضاء دور تطوير القدرات ودعم القطاع عن طريق رفع جاهزيته وخلق الفرص الاستثمارية.

كما أعلنت الدولة عن البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية (سرب) الذي يشكّل أول استثمار للصندوق بغرض تطوير سرب من الأقمار الرّادارية يوفر تصوير راداري على مدار الساعة.

ويسهم البرنامج ضمن أهدافه في رصد المتغيرات التي تطرأ على كوكب الأرض بسبب التغيرات المناخية والعمل على إيجاد حلول مبتكرة للاستدامة البيئية والموارد على سطح الأرض، فيما تساهم منظومة الأقمار الاصطناعية في تلبية مختلف الاحتياجات الاقتصادية والبيئية بما يدعم تنافسية دولة الإمارات واقتصادها الوطني عن طريق تبني تقنيات فضائية متقدمة تخدم القطاعات الحيوية في الدولة.

ويضم المشروع الوطني النوعي للأقمار الاصطناعية الرّادارية أول قمر اصطناعي عربي للاستشعار الراداري، وسيوفر البرنامج والذي يمتد إلى 6 سنوات ضمن منظومته لدولة الإمارات ولأول مرة بيانات متواصلة من الفضاء على مدار الساعة وفي جميع الحالات الجوية، يتم فيه استخدام تكنولوجيا متطورة تصل فيها دقة التصوير /إلى أقل من 1 متر/، كما سيتم من خلاله تطوير سرب من الأقمار الرّادارية التجارية لدعم القطاعات الاقتصادية وعدد من القطاعات الحيوية في الدولة.

وأعلنت دولة الإمارات عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها إلى سبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات.

ويستكشف المشروع الفضائي الإماراتي، الذي يعزز المسيرة التنموية العلمية ويرسخ مكانة دولة الإمارات في مجال استكشاف الكواكب والفضاء العميق، أسرار تشكّل المجموعة الشمسية. وذلك بعدما نجحت الإمارات في فبراير 2021 في تحقيق إنجاز تاريخي بإرسال أول مسبار عربي إلى مدار المريخ في فبراير الماضي، وكانت خامس دولة في العالم تصل إلى الكوكب الأحمر.

ويتضمن المشروع الفضائي إرسال مركبة فضائية لاستكشاف وحزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية، وسيستغرق تطوير المركبة 7 سنوات، على أن تكون جاهزة للانطلاق في رحلته الفضائية، ضمن نافذة إطلاق تحدد لها بداية 2028. وتستغرق مدة المهمة العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات 5 سنوات تمتد من عام 2028 حتى عام 2033.

ويعد مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات أول مهمة فضائية عربية من نوعها، إذ سيقوم بجمع بيانات علمية غير مسبوقة عن 7 كويكبات ضمن حزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية، على أن تهبط المركبة على آخر كويكب من الكويكبات السبعة.

وأطلقت الدولة مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، بهدف تطوير مُستكشف إماراتي الصنع للهبوط على سطح القمر. وتهدف مهمة استكشاف القمر إلى إجراء اختبارات لدراسة جوانب مختلفة من سطح القمر، بما في ذلك التربة القمرية، والخصائص الحرارية للهياكل السطحية، والغلاف الكهروضوئي القمري، وقياسات البلازما والإلكترونيات الضوئية، وجزيئات الغبار الموجودة فوق الجزء المضيء من سطح القمر. وانطلق "المستكشف راشد" نحو سطح القمر يوم الأحد الموافق 11 ديسمبر 2022 في تمام الساعة 11:38 صباحاً بتوقيت دولة الإمارات (2:38 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة)، وذلك من داخل قاعدة كيب كانيفرال في ولاية فلوريدا.

ويدخل مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، ضمن الاستراتيجية الجديدة التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء 2021 - 2031، حيث يشمل المشروع تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر، تحت اسم "راشد"، على اسم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، باني دبي الحديثة، لتكون الإمارات الدولة الرابعة في العالم التي تشارك في مهام استكشاف القمر لأغراض علمية بعد الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي، سابقاً، والصين، وأول دولة عربية تقوم بمهمة فضائية لاستكشاف سطح القمر.