شهدت إمارة الشارقة منذ تولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مقاليد الحكم في الإمارة في الـ25 من يناير عام 1972، ازدهاراً كبيراً.

حيث سجلت الإمارة خلال الـ51 عاماً العديد من الإنجازات المحلية والعالمية، وكان فيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكماً حليماً، يقود السفينة بالعلم والحكمة والمعرفة، متحملاً المسؤولية الكاملة تجاه الإنسان، لتنجح إمارة الشارقة في تحقيق استقرار المجتمع، والارتقاء به، عبر الاهتمام بالتعليم والتراث والعادات والتقاليد.

والتربية الصحيحة، ولتصبح الإمارة من الأماكن الرائدة والمرموقة في تحقيق رفاهية الإنسان. وأولى صاحب السمو حاكم الشارقة اهتماماً كبيراً لإحداث نهضة تنموية فاعلة في الإمارة، وسيسطّر التاريخ إنجازات عظيمة لسموه في مجالات الاهتمام بالتاريخ والعلم والمعرفة والثقافة والعمل الإنساني، حيث عمل سموه على زيادة الوعي الوطني والمشاركة والمسؤولية المجتمعية.

وتقدمت الشارقة في عهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بخطى سريعة نحو المستقبل برؤى استراتيجية واضحة، وخريطة طريق محددة، حتى تحققت إنجازات نوعية شاملة في شتى القطاعات، والتي من شأنها تعزيز ازدهار الدولة بشكل عام، والشارقة بصورة خاصة، مسيرة خط سطورها سموه بحكمة الحاكم المستنير، وبشخصية استثنائية ذات حس إنساني ووعي كبيرين.

سيرة عطرة

ولد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في مدينة الشارقة، وتربى سموه وترعرع على حب العلم والمعرفة، وكان شغوفاً بتاريخ وطنه، وتفرغ في بداية عمره للدراسة، وانتقل بين الشارقة والكويت ومصر ليتلقى تعليمه، وبدأ سموه تعليمه العام في سبتمبر سنة 1948 في مدرسة الإصلاح القاسمية، وكان سموه قد درس قبل ذلك القرآن الكريم.

وفي عام 1954 التحق بالمدرسة الإنجليزية الخاصة، وانتقل سموه بين الشارقة والكويت لتلقي تعليمه الإعدادي والثانوي، وبدأ الدراسة الجامعية في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، ثم عمل لمدة عامين من 1961 وحتى 1963 مدرساً لمادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات بالمدرسة الصناعية بالشارقة، ثم تسلّم رئاسة البلدية في عام 1965.

وبعد عودة سموه إلى الشارقة بعد إتمامه دراسته الجامعية في 1971 تسلّم إدارة مكتب سمو الحاكم بإمارة الشارقة.

وبعد قيام الاتحاد صباح الثاني من ديسمبر عام 1971، وتحديداً في الـ9 من ديسمبر تم تشكيل مجلس الوزراء، وعيّن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي يومها وزيراً للتربية والتعليم، ثم تسلّم سموه في الـ25 من يناير 1972 مقاليد الحكم في إمارة الشارقة، وأصبح عضواً في المجلس الأعلى للاتحاد، كما يعد سموه الحاكم الـ18 لإمارة الشارقة من حكم القواسم، الذي يعود إلى عام 1600 ميلادية.

مشاريع سكنية

ويولي صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية قصوى لموضوع الإسكان وتوفير السكن اللائق والمناسب لمواطني الإمارة، ويتابع بشكل دؤوب هذا الموضوع، ويقوم بإعطاء توجيهاته للمجلس التنفيذي بالإمارة بالتوسع في تقديم الدعم السكني لتلبية الطلبات المتزايدة، وبمتابعة سموه المستمرة للموضوع وتوجيهاته، اعتمد المجلس دفعتين للأراضي السكنية والاستثمارية بعدد 2500 مستفيد.

كما وجّه سموه بإنشاء 4400 وحدة سكنية تتوزع على مجمعات سكنية في مدن الإمارة، إضافة إلى ما يصدره برنامج إسكان الشارقة بشكل دوري بناءً على توجيهات سموه من قرارات للدعم السكني للمستفيدين لبناء مساكنهم الفردية وفق التصاميم التي يختارونها. وبلغت قيمة الدعم السكني منذ عام 2012 أكثر من 8 مليارات و400 مليون درهم، استفاد منها 10 آلاف و353 مستحقاً.

وأطلق صاحب السمو حاكم الشارقة أخيراً العديد من المشروعات في مختلف مناطق الإمارة، خصوصاً مشاريع المنطقة الوسطى، حيث خطط لها سموه منذ أعوام عدة، ورسم ملامحها، حتى طالت جميع المجالات، من بناء المساكن وتشييد الجامعات وشق الطرق وترميم المناطق والشواهد الأثرية، وإقامة المحميات الطبيعية، وتزيين الطرق والشواطئ والميادين بالحدائق الغنّاء والمتنزهات.

وتعمير المرافق التجارية التسويقية والأسواق، فقد كان جُل اهتمام سموه أن تكون هذه المشروعات داعماً لتطور المدن في المنطقة الوسطى، وخدمة أهاليها وزوارها، وتنشيط الاستثمار السياحي الفريد من نوعه، ما سينعكس على نمو عجلة الاقتصاد وتطويره في تلك المناطق.

أمن غذائي

ودائماً ما يؤكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أن مشروعات الأمن الغذائي في الإمارة متواصلة، وتهدف إلى توفير الاحتياجات الغذائية، ورفع معدلات الإنتاج، التي تضمن إيفاء استهلاك الكميات اللازمة لتغطية حاجات مدن ومناطق الشارقة، وأطلق سموه المرحلة الأولى لمزرعة القمح في منطقة مليحة عام 2022، ثم مرحلة نثر البذور في الـ30 من نوفمبر الماضي، والبالغة مساحتها 400 هكتار.

منح

وأعلن صاحب السمو حاكم الشارقة عن تقديم منح إضافية شهرية لأبنائه وبناته من مواطني إمارة الشارقة المتقاعدين، وذلك هدية مقدمة من أب لأبنائه وبناته يتم إيداعها في حساباتهم المصرفية؛ لضمان العيش الكريم لهم، وذلك اعتباراً من شهر يناير الجاري.

حيث رفع سموه الراتب التقاعدي للمتقاعدين القدامى من مواطني الشارقة الذين كانوا يعملون في حكومة الإمارة، إضافة إلى معالجة أوضاع مواطني الإمارة المتقاعدين من الوزارات والمؤسسات الأخرى، ليبلغ عدد المستفيدين من منح سموه الأبوية 4 آلاف و500 من المتقاعدين من مواطني الشارقة.

وأطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، سياسة الموارد البشرية الجديدة لإمارة الشارقة، فأعطى كثيراً لوطنه، وحصد محبة الناس، الذين لامسوا فيه عطاء الأب الحاني، ووضع على عاتقه توفير أرقى مستويات الحياة الكريمة للمواطنين.

كما أن سموه يطّلع على أدق تفاصيل أبنائه من مواطني الإمارة، ويهتم شخصياً بأمورهم، ويتدبّر شؤونهم، وبقرارات عاجلة من قبل سموه تذلل المشاكل التي تجابههم، ففي مسار التوظيف تم خلال 2022 توظيف 2249 باحثاً عن عمل، وسيجري العمل على توظيف 2417 خلال 2023.

كما اعتمد سموه تعيين 2000 موظف مواطن بشرطة الشارقة خلال عامي 2023 و2024، حيث وظفت الشرطة 1000 مواطن في 2022.

جوائز مستحقة

عبر سنوات طويلة، قدم صاحب السمو حاكم الشارقة إسهامات ثرية، وجهوداً كبيرة لخدمة مختلف المجالات؛ العلمية والتعليمية، والإسلامية، والحضارية، والثقافية والفنية والأدبية، والفكر، محلياً وعربياً وعالمياً، إلى جانب دعم سموه للكثير من العلماء والمثقفين، ودور النشر، ومختلف مشروعات الدعم والتنمية، وغيرها، بإيمان راسخ من سموه بأن الشارقة اتجاهاتها إنسانية في المقام الأول.

ومرجعيتها عربية إسلامية حضارية، تنبع من التاريخ العريق لمجتمع الإمارات، وتقدم للحاضر وترنو للمستقبل المشرق بنور العلم والمعرفة والتعاون والتراحم والسباق نحو الخير، فنال سموه العديد من الجوائز محلياً وخارجياً، أبرزها جائزة مسيرة عطاء، مؤسسة الفكر العربي، أبوظبي، 2016، وجائزة الشيخة فاطمة للأمومة والطفولة، 2018.

وجائزة حماية التراث الحضاري الإسلامي، إسطنبول، تركيا، 2000، وجائزة الملك فيصل العالمية، الرياض، المملكة العربية السعودية، 2002، وجائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، الخرطوم، جمهورية السودان، 2011، وجائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز التقديرية، الرياض، 2012، وجائزة معرض لندن للكتاب، 2017، وجائزة التميز العربي لدعم الإبداع الشعري، القاهرة، 2020.

مسيرة خيّرة

قاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مسيرة التطور الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في الإمارة، وبذل سموه جهوداً كريمة لتوفير الفرص التي تدعم التفاعل والحوار الثقافي بين شعوب العالم، كما أن التاريخ سطّر إنجازات عظيمة لسموه في مجالات التجارة والصناعة والزراعة.

وفي العلم والمعرفة والثقافة والسياحة، وعمل فيها على زيادة الوعي الوطني والمشاركة والمسؤولية الاجتماعية، وتأسيس مجلس الشارقة الاستشاري لتفعيل دور المواطن في التنمية والمشروعات على جميع الأصعدة في الشارقة، كما أسس سموه المجالس البلدية في مدن ومناطق الإمارة بقصد توسيع نطاق المشاركة والشورى بين المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية المختلفة، وتشجيع تأسيس العديد من المؤسسات غير الحكومية بهدف دعم التفاعلات بين المجتمعات المدنية والمؤسسات الحكومية والرسمية، وغيرها.