في إنجاز تاريخي للمرة الثانية تحقق الإمارات الحلم العربي، لتستكمل به مشروعاتها المتنوعة في قطاع اكتشاف الفضاء واستشراف علومه، ينطلق اليوم ابن الإمارات رائد الفضاء سلطان النيادي بمهمة «طموح زايد.. المهمة الثانية»، ضمن طاقم «سبيس إكس كرو 6» إلى محطة الفضاء الدولية، والتي ستضع الإمارات في الترتيب الحادي عشر عالمياً، والأولى عربياً كدولة تشارك في مهمة طويلة المدى تصل 6 شهور، حيث سيجري 19 تجربة، فيما سيشارك مع فريق المهمة في أكثر من 200 بحث علمي متنوع، تسهم في توفير إجابات من شأنها مساعدة العلماء في إرسال رحلات استكشاف مأهولة لكواكب في الفضاء العميق.

قاعدة إطلاق

وتشهد قاعدة كيب كانافيرال في مركز كينيدي للفضاء الساعة 10.45 صباحاً بتوقيت الإمارات اليوم الإثنين، انطلاق طاقم مهمة «سبيس إكس كرو 6»، على متن المركبة الفضائية «سبيس إكس دراجون انديفور»، والتي يحملها الصاروخ «فالكون 9»، وتضم سلطان النيادي، اختصاصي المهمة، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين قائد المهمة، من «ناسا»، ووارين هوبيرغ قائد المركبة، «ناسا»، وأندري فيدياييف اختصاصي مهمة روسكوزموس الروسية.

تقاليد الإطلاق

وتنطلق المهمة ضمن البعثة 69 إلى محطة الفضاء الدولية، والتي ستعمل من بين مهامها على تركيب الأجزاء النهائية لـ «iRosa»، وهي الألواح الشمسية التي يتم تركيبها في محطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى إجراء التجارب والأبحاث العلمية.

وينتقل فريق «سبيس إكس كرو 6»، اليوم، متوجهين إلى قاعدة الإطلاق في «كيب كانافيرال» في مجمع كينيدي للفضاء، التابع لوكالة «ناسا»، حيث توجد خطوات وتقاليد محددة، يؤديها رواد الفضاء في «ناسا»، وسيتبعها طاقم «كرو 6» قبل الإطلاق، والتي تتضمن خروج الطاقم من الحجر الصحي إلى منصة الإطلاق، من خلال سيارتي «تيسلا»، حيث تضم الأولى رائدي الفضاء ستيفن بوين قائد المهمة، ووارين هوبيرغ، فيما تقل السيارة الثانية سلطان النيادي وأندريه فيدياييف، اختصاصيّي المهمة، تليها إلقاء نظرة على الصاروخ، ثم التوقيع على الحائط الأبيض قبل الدخول إلى المركبة الفضائية، وصولاً لآخر خطوة، وهي الدخول إلى كبسولة دراجون، وإجراء الاستعدادات الأخيرة قبل الإطلاق.

 

مراجعة شاملة

وأوضح عدنان الريس مدير مهمة «طموح زايد 2»، خلال مؤتمر صحافي قبيل الإطلاق في فلوريدا، وبثه حساب مركز محمد بن راشد للفضاء على منصات التواصل الاجتماعي، أنه تم عمل مراجعة شاملة بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» والوكالات الأخرى، للتأكد من كفاءة كل الأمور، والتفاصيل الفنية والتقنية، الخاصة بعملية الإطلاق، والتي تتعلق بالصاروخ «فالكون 9»، والمركبة الفضائية «سبيس إكس دراجون انديفور»، والذي تبين من خلالها الجاهزية التامة لهما، مضيفاً أنه تم الانتهاء من عملية محاكاة لمرحلة الإطلاق، والتي اشتملت على جميع الخطوات التي تتم قبيل الصعود للصاروخ، وارتداء الرواد البدلة المخصصة لهم، للتأكد من مناسبتها، وعدم وجود أي ملاحظات فنية عليها.

وقال: إن هناك مركز عمليات يضم فريقاً مختصاً في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، يتابع ويدعم رائد الفضاء سلطان النيادي، خلال مرحلة الإطلاق، ووصوله لمحطة الفضاء الدولية، مشيراً إلى أنه تحدث مع النيادي، الذي كشف عن حماسه الكبير للانطلاق لهذه المهمة التاريخية للإمارات، وأنه يتمتع بجاهزية واستعداد كبيرين.

مركبة فضائية

وتطرق الريس للخطوات الأخيرة التي يقوم بها رواد فضاء قبيل الإطلاق اليوم، والتي تتضمن ارتداء طاقم مهمة «سبيس إكس كرو 6» لبدلة الفضاء، والتوجه نحو الصاروخ «فالكون 9»، ليأخذ كل عضو منهم مكانه المخصص داخل المركبة الفضائية، لافتاً إلى أنه يتم توصيلهم بأجهزة دعم الحياة خلال مرحلة الإطلاق، والتي تستمر 10 دقائق، وصولاً لمنطقة الجاذبية الصغرى.

وينطلق الصاروخ «فالكون 9»، من منصة رقم «39A»، ويتميز بأنه قابل لإعادة الاستخدام على مرحلتين، حيث تم تصميمه وتصنيعه من قبل شركة «سبيس إكس»، من أجل النقل الموثوق والآمن للأشخاص والحمولات إلى مدار الأرض وما وراءه، كما أنه يعتبر أول صاروخ مداري قابل لإعادة الاستخدام في العالم، فيما بعد الانطلاق الناجح ستنفصل المركبة الفضائية «سبيس إكس دراجون انديفور»، لتبدأ مسارها نحو وجهتها المحطة الفضائية الدولية، بسرعة تقارب 17500 ميل في الساعة.

مراقبة المهمة

وتستمر رحلة المركبة الفضائية نحو محطة الفضاء الدولية نحو 24 ساعة، بينما، وبمجرد الوصول إلى المدار، سيراقب طاقم مراقبة المهمة في هوثورن بكاليفورنيا، سلسلة من المناورات الآلية التي ستوجه المركبة «إنديفور»، حتى تكتمل عملية الالتحام خلال دقائق مع المحطة الدولية، ومن ثم فتح باب «هارموني»، وهو وحدة التحام المركبات بالمحطة، فيما من جهتها، تم تصميم المركبة الفضائية للرسو بشكل مستقل وآلي، ولكن يمكن للطاقم أن يتولى القيادة، إذا لزم الأمر.

وأنهى سلطان النيادي وفريق «سبيس إكس كرو 6»، فترة العزل الصحي بنجاح، والتي امتدت نحو أسبوعين، وذلك لجعلهم جاهزين تماماً للمهمة، ضمن بيئة نظيفة، لتجنب الإصابة بأي أمراض قبيل الانطلاق، وتهدف فترة العزل الصحي لمنع أي بكتيريا من الانتشار في المركبة الفضائية «سبيس إكس دراجون انديفور»، وعلى محطة الفضاء الدولية، فيما خضع رواد المهمة خلال هذه الفترة لتدريبات يومية وتجهيزات بدنية، ومتابعة كافة الإجراءات والاختبارات الطبية.وأشرفت الدكتورة حنان السويدي طبيبة رائدي الفضاء سلطان النيادي وهزاع المنصوري، على الحالة الصحية لهما خلال فترة العزل الصحي، للتأكد من جاهزيتيهما التامة، ضمن فريق طبي يشرف على طاقم المهمة خلال هذه الفترة الحساسة، التي يجب أن يتمتع خلالها رواد الفضاء بكامل لياقتهم، واستعدادهم البدني والنفسي والذهني، تجهيزاً لهم لبدء مهمتهم المقررة.

محاكاة الإطلاق

وتضمنت فترة التجهيز للانطلاق نحو المحطة الدولية، إجراء الطاقم الأساسي، محاكاة دقيقة لعملية الإطلاق، تضمنت الإجراءات التي تسبق لحظة الانطلاق، والتي شملت الانتقال من هيوستن إلى فلوريدا في الأسبوع الأخير من الحجر الصحي، تلي ذلك استعدادات أخرى قبل الإطلاق بيوم واحد، ومنها تجربة ارتداء البدلة الخاصة بالمهمة، فيما يضم الطاقم الاحتياطي للمهمة، كلاً من رائد الفضاء هزاع المنصوري اختصاصي مهمة، وجاسمين موغبيلي قائد المهمة من «ناسا»، وأندرياس موغنسن قائد المركبة من وكالة الفضاء الأوروبية، وكونستانتين بوريسوف اختصاصي مهمة من وكالة الفضاء الروسية «روسكوزموس».

4000 ساعة

وسيجري رائد الفضاء النيادي 19 تجربة علمية خلال 4000 ساعة، على متن محطة الفضاء الدولية، وذلك ضمن سلسلة من التجارب والأبحاث المتقدمة، التي تهدف التوصل لنتائج علمية مهمة، حيث سيقوم النيادي بإجراء عدد كبير منها بشكل شخصي، وستكون التجارب البحثية بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا». وتشمل التجارب مجموعة من المجالات، أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم «ما فوق الجينات»، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات، كما ستشمل المهمة جانب التوعية التعليمية، من أجل إلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين.

مشروع بحثي

واختار مركز محمد بن راشد للفضاء، مشروعين بحثيين من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، إذ يركز المشروع الأول على تقييم تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء، على التفاعل بين القلب ووضعية الجسم، بينما سيعمل المشروع الثاني على دراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض، في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى. ويشارك في كلا المشروعين عدد من الطلاب والباحثين، لضمان تطوير القدرات، وتأهيل جيل جديد من العلماء، وبالإضافة إلى جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وسيتم مشاركة بيانات المهمة، مع عدد من الجامعات المحلية، مثل جامعة نيويورك أبوظبي، وجامعات أخرى.

اختبارات متنوعة

وستتطرق التجارب إلى اختبارات متخصصة بعلوم الحياة، وأخرى تستهدف التغيرات التي تحدث للسوائل ضمن بيئة الفضاء، فضلاً عن مثيلاتها التي تبحث في مدى وكيفية تحمل مختلف المواد لظروف الجاذبية، بالإضافة إلى تجارب تختص بعلم النفس، الذي يبحث في تأثيرات العيش في هذه البيئة في أجهزة جسم الإنسان، خاصة خلال الفترات الطويلة خارج الكرة الأرضية، وصولاً للتجارب البيولوجية التي ترتبط بالنباتات، وكيفية زراعتها ونموها وتأثيرات الجاذبية فيها. وسيجري رواد فضاء طاقم «سبيس إكس كرو 6»، أكثر من 200 تجربة علمية خلال مهمتهم، سيتضمن بعضها أبحاث علمية جديدة ومثيرة للتحضير للاستكشاف البشري خارج مدار الأرض المنخفض، ومن ثمّ الاستفادة من نتائجها في مختلف علوم الحياة على الأرض، وتشمل التجارب، دراسات حول كيفية احتراق مواد معينة في الجاذبية الصغرى، وأبحاث رقائق الأنسجة حول وظائف القلب والدماغ والغضاريف، واستقصاء سيجمع عينات ميكروبية من خارج المحطة الفضائية، فيما من المقرر أن تشتمل مهمة رواد فضاء الطاقم، العديد من عمليات الصيانة الداخلية الخارجية الخاصة بمحطة الفضاء الدولية خلال مهمات السير بالفضاء.

دورات تأهيل

واستعداداً للمهمة، التي تأتي ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، تلقى النيادي مجموعة كبيرة من الدورات التدريبية، خلال 5 سنوات، مجموعة ضخمة من التدريبات المستمرة بالتعاون مع وكالات الفضاء العالمية والمراكز البحثية المتخصصة، حيث بلغ عددها حتى يوليو الماضي أكثر من 90 دورة، ووصل عدد ساعاتها إلى أكثر من 1400 ساعة، فيما تواصلت التدريبات بوتيرة أكبر، وصولاً للمرحلة الحالية النهائية قبيل الانطلاق نحو محطة الفضاء الدولية. وتواصلت التدريبات، في إطار تأهيل النيادي والمنصوري المستمر لإكسابهما العديد من الخبرات الاحترافية، حتى أصبحا مؤهلين لإجراء مهمات متقدمة، وتشغيل محطة الفضاء الدولية، فضلاً عن مهمة «السير بالفضاء» خارج المحطة لإجراء عمليات الصيانة، وتركيب المعدات وإصلاحها، والتعامل مع الحمولات الخارجية.

محطة دولية

وتنقسم محطة الفضاء الدولية إلى قسمين، الجزء الذي تديره روسيا، والآخر التابع للولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى مشاركة العديد من الدول الأخرى، مثل وكالة الفضاء الكندية، عبر نظام الخدمة المتنقل، الذي يتألف من جهاز المحطة الفضائية للتحكم عن بعد، الذي أطلق عليه اسم «كندا آرم 2»، ونظام قاعدة متحرك، وجهاز التحكم المتقن للأغراض الخاصة، والذي يعرف بـ «ديكستر». وصنعت وكالة الفضاء الأوروبية، مختبر مكيف الضغط يدعى كولومبوس، فيما قدمت اليابان مختبر «كيبو»، الذي يضم حجيرة أو وحدة مكيفة الضغط، وذراعاً آلية، ووحدة ثالثة، هي عبارة عن منصة خارجية مكشوفة للتجارب وعربات الأغراض اللوجستية، كما ساهمت روسيا بوحدتي أبحاث وأماكن السكن الأولى لرواد الفضاء، وبمنصة طاقة علمية، بالإضافة إلى عربات نقل لوجيستية، تعرف بـ «بروغريس»، ومركبة «سويوز» الفضائية لإعادة رواد الفضاء.

شارة رواد

وللتعامل مع أقسام المحطة الدولية باحترافية، وتنفيذ مختلف المهمات اليومية، حصل النيادي على «شارة رواد الفضاء» من مركز جونسون للفضاء، التابع لوكالة ناسا، بعد إتمام تدريباته العامة، التي استمرت مؤخراً أكثر من 20 شهراً، كما حصل على رخصة «اختصاصي» في مركز الرواد الأوروبي «إيسا»، فيما وتحضيراً للمهمة، أجرى النيادي تدريبات مكثفة متقدمة أخرى في وكالات فضاء عالمية. وشملت التدريبات الانتهاء خلال الفترة الماضية التدريب مع أفراد الطاقم «Crew-6»، داخل نموذج مركبة «دراجون» الفضائية في هوثورن بكاليفورنيا، حيث تطرقت التدريبات لمحاكاة الإطلاق والهبوط في مركبة «سبيس إكس»، بواسطة ذراع خاصة في مختبر الطرد المركزي، التابع لسلاح الجو الأمريكي، والتي يتم خلالها محاكاة عملية الإطلاق، والهبوط في مركبة «دراجون»، ويتعرض خلالها رائد الفضاء لقوى تسارع تعادل 5 أضعاف قوى الجاذبية الأرضية.

مهارات طبية

وخضع النيادي أيضاً لتدريبات صحية لاكتساب مهارات طبية، تجعله مهيّأً للتعامل مع حالات الطوارئ، وتضمن التدريب الإسعافات الأولية، ومراقبة المؤشرات الحيوية، وتنفيذ عمليات إنقاذ الحياة، بالإضافة إلى تدريبات، منها التقاط مركبة الشحن «سيغنوس»، باستخدام الذراع الآلية «كندارم 2»، البالغ طولها 17 متراً، التي تستخدمها المحطة الدولية في العديد من الوظائف، منها إطلاق والتقاط الأقمار الصناعية، بالإضافة لمهام الصيانة.

 

طاقم مهمة «محترف» من الإمارات وأمريكا وروسيا

يضم طاقم مهمة «سبيس إكس كرو 6»، 4 رواد فضاء، هم سلطان النيادي اختصاصي المهمة، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين قائد المهمة، من «ناسا»، ووارين هوبيرغ قائد المركبة، «ناسا»، وأندري فيدياييف اختصاصي مهمة روسكوزموس الروسية. وستكون هذه المهمة هي الرابعة التي يقوم بها الرائد ستيفن بوين، إلى الفضاء، بصفته قائد المهمة، وأحد المخضرمين في 3 بعثات مكوكية فضائية، انطلقت في أعوام 2008، و2010، و2011، وقد سجل بوين أكثر من 40 يوماً في الفضاء، بما في ذلك 47 ساعة و18 دقيقة خلال 7 عمليات سير في الفضاء، بينما سيكون مسؤولاً عن جميع مراحل الرحلة، من الإطلاق إلى العودة، كما سيعمل كمهندس رحلة إكسبيديشن 69 على متن محطة الفضاء الدولية، وحصل بوين على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من الأكاديمية البحرية الأمريكية، ودرجة الماجستير في هندسة المحيطات، من البرنامج المشترك في علوم وهندسة المحيطات التطبيقية، فيما أصبح بوين أول ضابط غواصة تختاره وكالة ناسا كرائد فضاء. وستعد المهمة هي الرحلة الأولى لرائد الفضاء ووارين هوبرغ «وودي»، وذلك منذ اختياره كرائد فضاء في عام 2017، وبصفته طياراً، سيكون مسؤولاً عن أنظمة وأداء المركبات الفضائية على متن محطة الفضاء الدولية، كما سيعمل كمهندس طيران للبعثة 69، وحصل هوبرغ على درجة البكالوريوس في علوم الطيران والملاحة الفضائية، ودكتوراه في الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر، وفي وقت اختياره كرائد فضاء، كان هوبورغ أستاذاً مساعداً في علم الطيران والملاحة الفضائية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وتركز أبحاثه على الأساليب الفعالة لتصميم الأنظمة الهندسية. وينطلق رائد الفضاء أندري فيدياييف، من خلال هذه المهمة، بأول رحلة له إلى الفضاء، وسيعمل أيضاً كمتخصص في طاقم مهمة «سبيس إكس كرو 6».

 

شراكة للارتقاء بمعارف 20 ألف طالب

أبرم مركز محمد بن راشد للفضاء شراكة مع مؤسسة الإمارات للآداب، لتطوير برنامج قائم على المعرفة، حيث وخلال فترة مهمة سلطان النيادي على متن محطة الفضاء الدولية، سيتم تنظيم ورش عمل، وتقديم محتوى أسبوعي، يستهدف الارتقاء بوعي ومعارف نحو 20 ألف طالب بالدولة.

وفي إطار الشراكة، تم إطلاق مبادرة «مؤسسة الإمارات للآداب في الفضاء»، وهي مبادرة تعليمية، تعزز من حملة التعلم داخل المجتمع، وسيشمل التعاون على مدار الستة أشهر التي سيكون فيها رائد الفضاء سلطان في محطة الفضاء الدولية، إجراء بث أسبوعي، تتخلله مقابلات وحقائق ممتعة، ومسابقات وأنشطة وفرص لطرح أسئلة على رواد الفضاء.

برنامج تثقيفي

وسيجري النيادي نحو 15 محادثة مباشرة، سيبثها من المحطة الدولية عبر موجات الراديو، يلتقي خلالها طلبة الجامعات والجمهور، من خلال برنامج تثقيفي تعليمي، يتضمن فيديوهات لرائد الفضاء عن مشاركته وتجاربه، وتشمل كافة تفاصيل المهمة، فضلاً عن الجولات التي سيتم بثها لمكونات محطة الفضاء الدولية.

 

مختبر علمي لأبحاث الجاذبية

تعد محطة الفضاء الدولية مختبراً علمياً لأبحاث الجاذبية وبيئة الفضاء، ويجري أفراد طاقمها من كافة الجنسيات، تجارب تشمل ميادين مختلفة تهم البشرية، منها علوم الأحياء والفيزياء والفلك والأرصاد الجوية، وطب الفضاء، وتعد من أهم المشاريع الدولية في مجال الفضاء، وأكبر قمر صناعي مأهول في مدار الأرض المنخفض، كما أنها نتاج مشروع دولي، تشرف عليه 5 وكالات فضاء عالمية، هي الأمريكية «ناسا»، والروسية «روسكوزموس»، واليابانية «جاكسا»، والأوروبية «إيسا»، والكندية «سيسا».

وتم تحديد توقيت غرينتش ليكون هو المعتمد على متن المحطة الدولية، حرصاً على راحة رواد الفضاء.

 

دمية «سهيل» مؤشر انعدام الجاذبية لفريق «كرو 6»

ستكون دمية مركز محمد بن راشد للفضاء «سهيل»، على متن مركبة دراجون الفضائية، حيث سيقوم «سهيل» الذي يحمل اسم ثاني ألمع نجم في السماء، بدور المؤشر لانعدام الجاذبية، وابتكر المركز شخصية «سهيل»، لإلهام الشباب والأطفال للاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ووصل «سهيل» لأول مرة إلى الفضاء، مع رائد الفضاء هزاع المنصوري، في عام ‏2019، خلال رحلته إلى محطة الفضاء الدولية، وهذه المرة، سيعود كمؤشر انعدام الجاذبية لفريق «كرو 6»، وهو يرتدي بدلة سبيس إكس خاصة به.

 

شعار مهمة النيادي يتزين بصورة الشيخ زايد

يحمل شعار مهمة سلطان النيادي «طموح زايد 2»، صورة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو مستوحى من شعار المهمة الأولى، حيث يظهر فيه النيادي وهو ينظر نحو صورة للمغفور له، ويظهر كذلك جزء من كوكب الأرض، ومحطة الفضاء الدولية والفضاء، في إشارة إلى المهمة التي ستستغرق 6 أشهر، وستلعب دوراً هاماً في زيادة فهمنا للفضاء، وإضافة فوائد علمية تسهم في تحسين الاستدامة على الأرض.

 

مركز كينيدي للفضاء تاريخ طويل في عمليات الإطلاق

أنشأ مركز كينيدي للفضاء، ‏حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف إطلاق الصواريخ المأهولة برواد الفضاء، وعمل المركز كأحد ثلاث قواعد لمركبات الفضاء الأمريكي، كما تجري وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، عمليات إطلاق صواريخ غير مأهولة من قاعدة القوات الجوية في كيب كانافيرال، فيما أقلعت جميع رحلات الفضاء المأهولة الأمريكية من مركز كينيدي للفضاء منذ عام، ويوجد به رابع أكبر مبنى في العالم، وهو مبنى تجهيز الصواريخ ساتورن 5 وغيره.