أجرى الفريق الطبي متعدد التخصصات في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي، جراحة ناجحة استغرقت 8 ساعات لزراعة كلى لسيدة ثلاثينية، حيث تبرع لها زوجها البالغ من العمر 38 عاماً، في لفتة صادقة تعكس مدى محبته لزوجته ورغبته في إنقاذ حياتها وإنهاء معاناتها، فيما كانت الجراحة معقدة نظراً لقصر طول الأوعية الدموية في كلية المتبرع.
كان يحمل العام الماضي المعاناة والألم للزوجة وهي أم لطفلين، وذلك نتيجة ما عانته من مرض الفشل الكلوي في مراحله الأخيرة، كان يتوجب على المريضة الخضوع لجلسات الغسيل الكلوي لثلاث مرات أسبوعياً كي تبقى على قيد الحياة، وفي رحلة بحث الزوجين عن خيارات أخرى للعلاج كانت زراعة الكلى هي الحل البديل بحسب ما نصح به عدد من الأطباء في الدولة منهم فريق أمراض وزراعة الكلى بمدينة برجيل الطبية.
وأوضح الدكتور فينكات استشاري أمراض الكلى في مدينة برجيل الطبية، أنه بعد إجراء الفحوصات اللازمة ومراجعة نتائج الاختبار، وُجد أن حالتها مناسبة طبياً ومستعدة لجراحة زراعة الكلى، لكنها تحتاج لمتبرع مناسب من أفراد أسرتها للتبرع لها بكليته بعد التأكد من تطابق الأنسجة، وفي ظل وجود عدم متبرع مطابق من أسرة المريضة، تقدم الزوج لإجراء فحوصات التطابق وبتوفيق من الله، وجد أنه مناسب تماماً وبدون أي تردد وافق على التبرع بإحدى كليتيه.
وأشار، بمناسبة اليوم العالمي للكلى الذي يصادف التاسع من مارس كل عام، إلى أن أمراض الكلى تعتبر صامتة وإذا لم يتم علاجها سريعاً من الممكن أن تشكل تهديداً للحياة، ويمكن أن تؤثر إلى حد كبير على نوعية حياة الفرد، لذلك توجد عدة طرق لتقليل من خطر الإصابة بأمراض الكلى والفشل الكلوي منها، المحافظة على اللياقة والنشاط البدني، اتباع نظام غذائي صحي، فحص ومراقبة نسبة السكر في الدم باستمرار.
فحص ومراقبة ضغط الدم، التأكد من شرب السوائل بشكل كافٍ، تجنب التدخين، والأدوية المضادة للالتهابات والمسكنات قدر الإمكان، فحص وظائف الكلى سنوياً إذا كان لدى الشخص واحد أو أكثر من العوامل «عالية الخطورة» مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة، أو لدى الشخص تاريخ عائلي يتعلق بأمراض الكلى.
جراحة معقدة
وقال الدكتور ريحان سيف استشاري الجراحة العامة ومدير برنامج جراحة زراعة الأعضاء في مدينة برجيل الطبية: «تم استئصال الكلية اليمنى للمتبرع عبر المنظار، فيما استغرقت العملية أكثر من 8 ساعات، حيث كانت جراحة الاستئصال معقدة بسبب قصر طول الأوعية الدموية في الكلى اليمنى مقارنة بالكلية اليسرى، أجرينا كلتا العمليتين في وقت واحد بطريقة متداخلة للحفاظ على وقت نقص التروية وهو الوقت الذي تبقى فيه الكلية خارج الجسم بين استئصالها من المتبرع وزرعها في المتلقي.
فيما تم إجراء الجراحة باستخدام طريقة طفيفة التوغل بالمنظار باستخدام كاميرا بتقنية ثلاثية الأبعاد التي تضمن للمرضى سرعة التعافي، فيما شارك في هذا الإجراء الدكتور رامامورثي غانيسان باسكاران استشاري تخدير زراعة الأعضاء، والدكتور نيكولاس ويون، استشاري العناية المركزة في مدينة برجيل الطبية كجزء من فريق الزراعة، ونحمد الله أن الزوجين تعافيا سريعاً وهما الآن بصحة جيدة».