أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التزام دبي ببذل كافة الجهود، وتوفير كل الإمكانات في مجال العمل الإنساني، وتوسيع دائرة ثماره وآثاره في مختلف أنحاء العالم. جاء ذلك خلال تصريح لسموه ضمن التقرير السنوي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية لعام 2022.

وقال صاحب السمو نائب رئيس الدولة: نجدد التزامنا ببذل كل الجهد، وتوفير كل الإمكانات في مجال العمل الإنساني، ومواصلة تمكين وتأهيل ودعم الكوادر وحشد الطاقات، من أجل ازدهار صناعة الخير والعمل الإنساني، وتوسيع دائرة ثماره وآثاره في مختلف أنحاء العالم، وحيثما وجد أخ لنا في الإنسانية بحاجة إلى الدعم والمساعدة.

جهود

وأطلقت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، أمس، تقريرها السنوي، مسلطة الضوء فيه على الجهود والأعمال الاستثنائية التي قام بها مجتمع وأعضاء المنظمات الإنسانية والشركات التجارية والشركاء.

كما تطرق التقرير فيه إلى عدة محاور وبنود، منها عدد الأعضاء الحاليين، ومساحات مرافق المدينة، وعدد الشحنات الجوية الإغاثية وأوزانها وتكاليفها، والدول المستفيدة من المساعدات، وغيرها من المهام والوظائف التي تقوم بها المدينة.

وأظهرت المؤشرات، أن المدينة حققت نتائج جبارة، وقطعت شوطاً إضافياً للشوط الذي قطعته خلال فترة جائحة «كورونا»، وذلك بسـبب مـدى وحجم الكوارث الطبيعية، وتغير المناخ، حيث كان عام 2022 بالنسبة للمدينة، عام الدعم الاستثنائي والعطاء من الشركاء.

وبحسب التقرير، وصل عـدد الشحنات الإغاثية من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى 1420 شـحنة، ما يمثل زيادة عـن رقم العام الماضي، البالغ 1203 شحنات.

وتجاوزت قيمة مواد الإغاثة المرسلة 141 مليون دولار أمريكي، لتصل إلى 136 دولة، وتصدرت قارة آسـيا القائمة بمبلغ 70 مليون دولار أمريكي، وجاءت قارة أفريقيا في المرتبة الثانية، بمبلغ 52 مليون دولار أمريكي.

أكبر مركز إنساني

وفي كلمة له في التقرير، قال معالي محمد الشيباني رئيس اللجنة العليا للإشراف على المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، إن المدينة تطورت منذ تأسيسها في عام 2003، على يد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوسعت لتصبح أكبـر مركز إنساني في العالم.

مؤكداً معاليه أن هذا التوسع هو شهادة على ثقة المجتمع الدولي في دبي، كمركز عالمي للمساعدات الإنسانية.

وقال معاليه: في العام المنصرم، شـكلت جائحة «كوفيد 19»، والتي ما زالت تلقي بظلالها على مناطق من العالم، تحدياً حاسماً ومفصلياً لحقبة يمر بها النظام العالمي، ما أدى إلى تفاقم الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وتفاقم الأزمات الإنسانية القائمة في جميع أنحاء العالم.

إضافة إلى ذلك، فإن الحوادث المتعددة المتعلقة بالمناخ، وعدم الاستقرار في العديد من المناطق في جميع أنحاء العالم، والمعاناة من أكبر أزمة غذائية عالمية في التاريخ الحديث، هذه الأوضاع جميعها أدت إلى جعل 339 مليون إنسان بحاجة إلى مساعدات عاجلة في عام 2022. وأضاف معالي الشيباني:

تميز عام 2022 بالنسـبة للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، بعام الدعـم الاستثنائي، والعطاء من شركائنا، فقد لعبت المدينة وأعضاؤها دوراً مهماً في مواجهة وباء «كوفيد 19»، من خلال تضافر الجهود مع الشركاء المحليين والدوليين.

وذكر رئيس اللجنة العليا للإشراف على المدينة، أن المدينة كانت في شهر سبتمبر الماضي، نقطة انطلاق لـ 42 مهمة إغاثة إلى شمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا، في أعقاب الأمطار الموسمية الغزيرة التي تسببت في فيضانات مدمرة في باكستان، إذ نظمت 36 رحلة جوية للإغاثة الإنسانية. وهي عمليات تؤكد مكانة دبي وريادتها، كمركز عالمي لتسهيل العمل الإنساني في جميع أنحـاء العالم.

وأضاف معالي الشيباني: مع دخولنا عام 2023، الذي يصادف الذكرى السنوية الـ 20 لنا في تقديم الخدمات الإنسانية للمحتاجين في جميع أنحاء العالم، أقر مجـلس الإدارة استراتـيـجـية 2025-2022، ما يمهد الطريق لعصر جديد من العمل الإنساني، ودفع نشاط المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى آفاق جديدة. 20 عاماً مضت.

والمدينة تواصل ريادتها في تسهيل الاستجابة للأزمات المتعددة والمعقدة، وتوسيع بصمتها العالمية، والتعاون مع المراكز الإنسانية الأخرى، لتعزيز التأهب لحالات الطوارئ والاستجابة لها.

دعم القيادة

ومن جانبه، قال جوسيبي سابا المدير التنفيذي للمدينة، إن النتائج التي تحققت العام الماضي، هي نتيجة الدعم الذي قدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وحكومة دبي، ومجلس إدارة المدينة، واللجنة العليا للإشراف عليها.

وقال: بفضل جهود حكومة دبي ورؤية قادتنا، حققنا عاماً من الإنجازات والأعمال الإنسانية الناجحة.

وأضاف: فرض عام 2022 علينا قطع شوط إضافي آخر، بسبب مدى وحجـم الكوارث الطبيعية وتغير المناخ. لقد دفعتنا هذه الحالات إلى تعزيز استعداداتنا لحالات الطوارئ، من خـلال اعتماد نهج أكثر تنسيقاً، يشمل المراكز الإنسانية، والجهات الفاعلة الإنسانية، والقطاع الخاص والحكومات والمجتمعات المحلية. ومع ازدياد الأزمات الإنسانية الناجمة عـن تغير المناخ.

والتي تتطلب المزيد من المساعدات الدولية، أصبح هناك حاجة إلى اعتماد أساليب جديدة في مواجهة الأزمات الأكثر تعقيداً.

وأضاف سابا: نتطلع إلى معرفة وتطبيق الدروس المستفادة من الدورة الـ 28 لمؤتمر المناخ العالمي «28 COP»، الذي ستستضيفه دبي في شهر نوفمبر وديسمبر هذا العام، لاعتماد أساليب جديدة للعمل الإنساني.

وأكد جوسيبي سابا حرص المدينة على فهم التحديات الجديدة، التي تواجه العمل الإنساني اليوم، لضمان القدرة على معالجة الأزمات بكفاءة، ومراعاة الخصائص المحلية للاستجابات.

مركز إنساني

وقال سابا: تمثل المدينة العالمية أكبر مركز إنساني للخدمـات الإنسانية، حيث تضاعفـت مساحتها 4 مرات، خلال العقديـن الماضييـن، مـن 30 ألف متر مربع، إلى أكثر عن 140 ألف متر مربع.

وبيّن أن المدينة تتميز بموقـع استراتيجي، إذ تقع على مفترق طرق بين الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وشرق وجنوب آسيا، ما يسـمح بالوصول في غضون 4 سـاعات، إلـى ثلثي سـكان العالـم، الذيـن يعيشـون فـي المناطـق الأكثر تعرضاً للأزمات.

وأضاف المدير التنفيذي: كجـزء مـن حكومة دبي، وتماشياً مع رؤية ومبادئ القيادة الرشيدة، يدعـم فريـق المدينـة العالميـة للخدمـات الإنسانية، وينسق الخدمات اللوجسـتية لمهـام المنظمـات الأعضاء، ما يضمن حصـول البلـدان والمجتمعـات التي تمر بأزمات إنسانية على مـا تحتاجـه خلال وقت قياسـي.

تكثيف

كثفت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، خلال شهر سبتمبر من عام 2022 عملياتها، حيث كانت قاعدة لـ 42 مهمة إغاثة إلى ليبيا والسودان وباكستان.

وتلقت باكستان، التي تضررت بشدة بسبب الفيضانات العنيفة، أطناناً من المساعدات على مدى 10 أيام، شملت المأوى والأدوية والإمدادات الطبية، ومعدات مياه والصرف الصحي. وتلقت باكستان دعماً خاصاً من خلال المدينة، حيث اعتمدت العمليات الإغاثية لكراتشي على جسر جوي.