في خطوة تتوخّى تجديد شباب الدولة وترسيخ مسيرتها الواثقة، عين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، وليّاً للعهد في إمارة أبوظبي، كما تمّ تعيين سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائباً لرئيس الدولة.
 
وسمو الشيخ هزاع بن زايد وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائبين لحاكم أبوظبي، وهي الخطوة التي تلقّاها الشعب بصادق الحفاوة، وكان لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، قصب السبق في التعبير عن الحفاوة القلبية الصادقة بهذه الخطوة الرشيدة في ترتيب مناصب الدولة، وتحقيق أقصى ملامح التعاضد والتعاون بين رجالاتها الكبار.
 
حيث نشر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على حسابه في إنستغرام قصيدة بديعة العاطفة والبناء بعنوان «التهاني»، نوّه فيها بهذه الخطوات الرشيدة من لدن صاحب السمو رئيس الدولة، لتظلّ مسيرة الإمارات محفوفة بمشاعر الصفاء والإخاء التي نشأت عليها منذ أكثر من خمسين عاماً، حين نهض فارس الجزيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، بأعباء تأسيس هذه الدولة في ظروفٍ كانت في غاية الصعوبة، لكن الإرادة الحاسمة والنوايا الصافية كانت وراء هذا الإنجاز الأكبر في تاريخ العرب الحديث.
التهاني للشيوخ الطيبين
لي عليهم بعد ربِّي الإعتمادْ
للمعالي وارثين وكاسبين
قادة العليا وأملْ هذي البلاد
بهذه اللغة القلبية الصادقة، وهذا الإيقاع الشعري الجميل، يفتتح صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذه القصيدة العذبة المفعمة بالمشاعر النبيلة تجاه فرسان هذه المرحلة الذين اختارهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعد خبرة طويلة تمرّسوا فيها بالعمل داخل مؤسسات الدولة العليا.
 
فكانت هذه الحفاوة الشعرية من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الذي رحّب بهذه الكوكبة من فرسان آل نهيان، الذين تربطه بهم أعمق الأواصر، ويرى فيهم العضد والنصير في كل حادثات الحياة، فرحّب بهم مُقدّماً التهنئة لهؤلاء الشيوخ الطيبين الذين ورثوا الطيب والمجد عن والدهم الشيخ الحكيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله.
 
والذي يعتبره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مُلهِمه الكبير إلى جانب والده طيب الذكرى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، ففي مدرسة هذين الشيخين الكبيرين نهل «بو راشد» أصفى دروس الحكمة والشجاعة والسياسة والخبرة العميقة في الإدارة، لتظلّ هذه الأجيال متواصلة العطاء.
 
فعلى كواهلهم القوية المتينة يقع الاعتماد بعد الله سبحانه وتعالى، فهم الفرسان الذين ورثوا هذه المعالي التي تحدرت إليهم من جبال والدهم القائد الجسور الشجاع الشيخ زايد الذي رزقه الله من الحكمة والصفاء والحزم والحب لشعبه، ما جعله مضرب المثل بين القادة والزعماء، وها هم أنجاله وأحفاده يترسّمون خطاه.
 
ويسيرون خلف قائد الدولة الشجاع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الذي تُذكّرُنا سياسته وملامحه بصفات والده، ويحمل إرث ذلك القائد الملهم بكل شجاعة وكفاءة واقتدار، وهم إلى جانب هذه الوراثة العزيزة العالية قد كسبوا المعالي بسيرتهم الطيبة، ففازوا بمحبة الناس وتوقيرهم لقادتهم، فكانوا قادة لكل الأمور العالية التي تحتاج إلى الهمم العالية.
 
وكانوا أملاً لهذه البلاد التي تعقد عليهم الآمال، وتضع بين أيديهم أمانة الحكم وسياسة البلاد، وتوفير الأمن والعيش الكريم للعباد، وهو الشيء الذي تمتاز به الإمارات بين جميع دول الأرض، حتى غدت مضرباً للمثل، ونموذجاً يُحتذى في الرقيّ والتحضر ونمط الحياة المتميز الرغيد.
جيل يخلف جيل حينٍ بعد حين
والمسيره مستمره بإجتهاد
حطْ بو خالد على عضده اليمين
خالدْ وولّاه عهده بإعتماد
 
في هذا المقطع من هذه القصيدة الجميلة النبيلة، يؤكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، أنّ هذه الخطوة في ترسيخ معالم المرحلة المقبلة من مسيرة الدولة هي تعبير عن استقرار مقاليد الحكم وتقاليده في هذه الدولة الواضحة المعالم منذ نشأتها وحتى يومنا هذا.
 
فهي تسير ضمن رؤية راسخة تقوم على تدريب الأجيال وتسليمها المهام الصعبة التي تحتاج دائماً إلى ضخّ الدماء الشابة الجديدة للبقاء في مدار النشاط والحيوية الإدارية للدولة، فهي منذ نشأتها تسير على هذا الإيقاع المتوازن من حيث علاقة الأجيال الشابة برجال الدولة الكبار، فهي علاقة تقوم على تواصل الأجيال واستثمار الخبرات وتنميتها تحت عين القادة الكبار، ومن نظر في مسيرة هذا الوطن المبارك رأى ذلك واضحاً منذ بواكير النشأة، حيث تمرّس جيل الشباب بمقاليد الحكم والسياسة تحت عيون الشيوخ الكبار.
 
وهو ما تحرص عليه القيادة العليا للدولة لتظلّ المسيرة مستمرة بهذا النمط الرفيع الدال على نضج مؤسسة الحكم ورسوخ التقاليد الإدارية في إدارة شؤون الدولة، ومن هنا جاء تعيين سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد وليّاً للعهد في أبوظبي بعد أن شغل عدداً من المناصب الكبيرة داخل الدولة، ليكون عضيداً لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ويكتسب منه الخبرات العليا من خلال هذا المنصب القريب، فكانت هذه الخطوة الراشدة في تعيين سمو الشيخ خالد في هذا المنصب الرفيع تعبيراً عن ثقة صاحب السمو رئيس الدولة بهذا الفارس المهيوب من فرسان آل نهيان الشجعان المغاوير.
وحطْ جنبي اللي على الشده يعين
نعمْ منصور الذي بالجهد زاد
وإختياره إثنين حكمه نايبين
كان هزاع معه طحنون راد
في هذا المقطع يعبّر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد عن أعمق معاني المحبة والصفاء لعضيده سمو الشيخ منصور بن زايد الذي شرّفه رئيس الدولة بتعيينه نائباً لرئيس الدولة بجانب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، ومعلوم طبيعة المحبة التي تسكن في قلب بوراشد لسمو الشيخ منصور، فقد قلّده قبل ثلاثة أشهر وتحديداً في 11يناير 2023 وشاح محمد بن راشد تقديراً لجهوده الاستثنائية في خدمة الوطن وتنفيذ العديد من المهام والملفات التي انعكست بالخير على الوطن والمواطن.
 
ومن هنا جاء هذا التعبير الأخوي الرقيق (حَط جنبي) ليكون خير دليل على عمق المحبة التي يشعر بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد تجاه سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الرجل الذي يشهد له الجميع بالكفاءة والقدرة على تنفيذ كل المهام الصعبة في مسيرة الدولة الواثقة.
 
كما أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بحكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد حين اختار اثنين من فرسان الدولة ليكونا نائبين له في منصب حاكم أبوظبي من أجل القيام بالكثير من المهامّ التي تقتضيها إدارة كبرى إمارات هذا الوطن الحبيب، ولتظل كوكبة الحكم متقاربة متجانسة قادرة على تنفيذ الرؤى والاستراتيجيات ضمن فريق متكامل متجانس اختاره صاحب السمو رئيس الدولة عن حكمة وعمق نظر وبصيرة.
كوكبة فرسان معدنهم ثمين
بالشهامه يحرسون الإتحاد
وكلنا جند الوطن له حافظين
خلف بو خالد لنا للمجد قادْ
يا زعيم المرجله لك تابعين
حكمتك تهدي الوطن درب الرشاد
ثم كانت هذه الخاتمة الرائعة التي أبدع فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، حين لخّص هذا الموقف الكبير في مسيرة الدولة، والذي أسفر عن كوكبة من الفرسان الشجعان الذين اختبرت الأيام معدنهم الثمين، وظهر نبلهم وشجاعتهم وحبهم لوطنهم، وشهامتهم التي تدفعهم لحراسة الوطن والذود عن حياضه.
 
فكانوا خير جيل يحمل أمانة الحفاظ على الوطن، وهم يسيرون ومعهم كل رجالات الوطن وقادته الفرسان خلف قيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، الذي نذره الشيخ زايد منذ إطلالته على هذه الدنيا لخدمة هذا الوطن، فكان هو الصقر المجلّي في سماوات الوطن، وقاد الجيش قبل أن يصبح رئيساً للدولة، فهو سيف الوطن ودرعه، وبحسب تعبير صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد فهو زعيم المرجلة الذي يقود الصفوف وتتبعه الملايين واثقة بخطواته، ويقودهم للمجد.
 
ويرتقي بهم جبال الزعامة، بحكمته وعمق نظره، لتظل بلادنا موطن الخير والأمان، ولتظل هذه الدولة وشعبها الأصيل في درب الرشاد الذي اختطه باني الوطن ورسّخه نموذجاً للحكم عبر مسيرة الدولة الزاهرة التي حققت المستحيل في البناء والإعمار والارتقاء بالإنسان من خلال معادلة فريدة بين قيادة راشدة وشعب كريم نذر نفسه لحب الوطن والحفاظ عليه.