يعد مترو دبي إحدى الأفكار الاستشرافية والسديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي راهن بنوعية المشروع الفريد في المنطقة لتوفير بنية تحتية عالمية المستوى، تجعل من مدينة دبي مركزاً عالمياً للمال والأعمال، حيث استند طموح سموه إلى قناعة راسخة بأهمية نظام المترو في تحقيق وتوفير متطلبات النمو العمراني الذي تشهده المدينة، باعتباره العمود الفقري لنظام المواصلات الذي يربط مختلف المناطق الحيوية في الإمارة، ويوفر التنقل السهل والآمن للركاب.
مدينة عالمية
ولم تكن النتائج التي حققها هذا المشروع الاستثنائي بعد إطلاقه مخالفة لنظرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي كان يدرك حينها أنه سوف يكون إضافة نوعية للبنية التحتية في دبي، وسيسهم في تعزيز الوجه الحضاري للإمارة، وسيقدم نموذجاً في توفير متطلبات النمو العمراني لها، وسيسهم في ترسيخ مكانة دبي كمدينة عالمية ومركز لنمط العيش المتقدم، وهو ما تحقق فعلاً منذ اللحظة الأولى التي انطلقت معها صافرة بدء العمل، حيث اتجهت أنظار العالم لتتابع عن كثب تفاصيل الحلم الطموح والفريد الذي تبنته إمارة دبي.
البداية للقصة الحلم انطلقت بوضع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إمارة دبي في غمار تحدٍ جديد، وتحديداً في مارس من العام 2006 حينما دشن سموه الأعمال الإنشائية في مشروع «مترو دبي» ليكون بذلك أول مترو في العالم يعمل بدون سائق، وفي 29 يوليو 2006، صب أول عمود خرساني للجسر العلوي لـ«مترو دبي» بين التقاطعين السادس والسابع على شارع الشيخ زايد.
زر التشغيل
وبعد مرور أقل من عام وتحديداً في 10 يناير 2007، دشن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أعمال الحفر الأساسية لأنفاق مشروع «مترو دبي»، وضغط سموه على زر تشغيل حفار الأنفاق العملاق «الوقيشة»، معلناً بذلك انطلاق أعمال الحفر من محطة الاتحاد باتجاه خور دبي وصولاً إلى محطة برجمان، وفي الـ7 من مارس 2008، وصلت الدفعة الأولى من عربات «مترو دبي» إلى ميناء جبل علي، وبلغ عددها آنذاك 10 عربات.
واستمراراً للطموح وإيماناً بالحلم الواعد دشن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في 20 سبتمبر 2008 التشغيل الفني التجريبي لـ«مترو دبي» على المسار الاختباري، تمهيداً لانطلاقه بشكل رسمي في 9 - 9 - 2009، وليكون بذلك «مترو دبي» أول نظام قطارات للمواصلات الحضرية بالإقليم، ونظام القطار الآلي بالكامل الأطول في العالم، وتم إطلاق المشروع في 9 سبتمبر 2009 ويبلغ طول شبكته 90 كيلومتراً وتربط 53 محطة متضمنة مسار 2020، ويخدم المترو حوالي 300 ألف راكب يومياً، وتعمل القطارات بنسبة دقة مواعيد قدرها 99.7 %، وتغطي الخدمة 4 من المراكز الحضرية الـ5 المدرجة في مشروع خطة دبي الحضرية 2040.
تميز وإنجاز
ولم تتوقف طموحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عند هدف محدد، لذلك واصل «مترو دبي» خط سيره نحو التميز والإنجاز، حيث دشن سموه، التشغيل الرسمي لمسار 2020 وصولاً إلى موقع «إكسبو دبي»، ويمتد مسار 2020 لتمديد الخط الأحمر 15 كيلومتراً ويتضمن محطة تبادلية مع الخط الأحمر هي محطة جبل علي، والمحطة الأيقونة في موقع «إكسبو 2020».
تصنف اليوم المرافق والمنشآت المتوفرة في محطات مترو دبي على أنها من أرقى وأحدث الخدمات التي يمكن للجمهور أن يستفيد منها في المحطات وأثناء رحلتهم في المترو، وذلك بسبب توفر خدمات «واي فاي» والتغطية الكاملة لاتصالات الهاتف المتحرك والدخول إلى الإنترنت اللاسلكي في أنحاء شبكة المترو، كما تتوفر كاميرات المراقبة في القطارات والمحطات للحفاظ على الأمن على مدار الساعة إضافة لصندوق اتصالات للطوارئ في كل القطارات والمحطات ونظام اتصال لاسلكي يدمج المترو مع وحدات الطوارئ ووحدة شرطة خاصة لمراقبة الأمن والسلامة.
مشاريع فارقة
وإلى جانب ذلك، عكست الأرقام المتصاعدة عاماً بعد آخر نجاح وبعد نظر وفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي حرص على إطلاق مشاريع فارقة بنوعيتها في مختلف مناطق الإمارة، حيث تضاعفت الأرقام وتخطت ملياري راكب في غضون سنوات قليلة في عمر مشاريع البنية التحتية، لتؤكد أهمية هذا المشروع الحضاري الذي يترجم الرؤية المستقبلية الثاقبة لمنظومة النقل الجماعي في الإمارة لهذا القطاع الحيوي، والذي تواصلت معه الريادة في تقديم أرقى وأفضل الخدمات لكل من يعيش على أرض الإمارات.
لم يكتفِ مترو دبي بتحقيق الأرقام المليونية في أعداد الركاب سنوياً بل رافق ذلك دقة في التشغيل الذي كتب قصة تميزها مركز التحكم في عمليات القطارات الذي يعد أحد أكثر مراكز التحكم تطوراً في العالم، وتجري من خلاله إدارة عملية التشغيل اليومي لخدمة مترو دبي على الخطين الأحمر والأخضر على مدار الساعة، التي تتطلب مستوى عالياً من الدقة والسرعة، وتحقيق أعلى مستويات السلامة والأمان، وراحة الركاب، مما يجعل مترو دبي يحقق أعلى معايير السلامة العالمية، والكفاءة التشغيلية في الالتزام بدقة مواعيد الرحلات، وسرعة أكبر في تنفيذ عمليات الصيانة واتخاذ القرارات، وتقليل إمكانية حدوث الأعطال.
ويتم عبر مركز التحكم عمليات الإشراف ومراقبة حركة القطارات، وأداء الأنظمة الآلية بتحرك القطارات وأنظمة الاتصالات والمحولات الكهربائية في القطارات ومحطات المترو، كما يدير المركز نظام معلومات الركاب ودخول القطارات إلى المسار والتحكم في تشغيل وإيقاف القطار، كما روعي في التصميم والتنفيذ مراقبة التحكم البيئي والإشراف على أنظمة السلامة والإطفاء والتهوية والتكييف في الأنفاق والمحطات والقطارات، والتأكد من عمل المكابح والأبواب والمحركات في كل قطار.