مثقفون: مبادرة معرفية تنير دروب المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مثقفون لـ«البيان»، أن «تحدي القراءة العربي» يمثل مبادرة لتطويع المستقبل بإرادات الأجيال ووعيهم ومعارفهم؛ موضحين أن هذه المبادرة ومن حيث كونها ميدان تنافس للأجيال بمعارفها وقراءاتها وفكرها، فإنها تجسد رؤية نوعية تخوض تحديها الخاص، إذ تنافس معها كل دورة سابقتها بحجم الإنجاز والمشاركة، ومستوى إقبال الأجيال على المعرفة والكتاب، مؤكدين أهمية النجاح الكبير الذي تشهده المبادرة عاماً بعد عام.

 

صناعة جيل

قال بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي: إن مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تصب دائماً في تطوير العمل الثقافي وتحفيز الشرائح المختلفة للانخراط في صناعة الجيل الجديد وتوجيهه نحو المعرفة والفكر، مضيفاً: «أذكر السنة الأولى التي أعلنت المبادرة فيه، كان هناك إقبال كبير حتى في دول لم نكن نتوقع أن تصلها الدعوة وتشارك، ووصلت المشاركات فيها إلى 100 ألف مشارك، وأعتقد أن المبادرة استطاعت أن تحجز مكاناً في النفوس وفي ثقافة الأجيال».

وأكد البدور أن المبادرة ترد على مقولة إن العرب قوم لا يقرأون، ويقول: «هذه المبادرة حركت المياه الراكدة في الفكر والثقافة، فبدأت الأجيال تقبل على القراءة. وهذه الأعداد بالملايين تجعلنا مطمئنين على مستقبل الثقافة العربية، فقد قدمت الثقافة العربية مخزوناً ثقافياً كبيراً، فإذا لم يقرأ الجيل، ولم يطلع على ما قدمه السابقون، لن يكون هناك تواصل حضاري في الأمة ولن نستطيع أن نتحدى، ونقول إن الدول العربية أصبحت منافسة في صنع الحضارة».

وقال الكاتب علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي: «عاماً بعد عام تثبت مبادرة تحدي القراءة العربي أنها المبادرة العربية والعالمية الأكبر في هذا المجال المعرفي، الذي انفردت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بتحقيق قصب السبق فيه، انطلاقاً من فكرة أن القراءة هي الوسيلة الأولى لاستئناف الحضارة ومواصلة مسيرتها.

وإذا كانت هذه المبادرة تنتقل كل عام من نجاح إلى نجاح، فإن النجاح الذي حققته هذا العام مختلف ومتميز؛ فهو مختلف من ناحية أنها استطاعت أن تُدخل فئة جديدة إلى المشاركين فيها، بعد ست دورات ناجحة من دوراتها، هي فئة أصحاب الهمم الذين يشارك أكثر من 22500 طالب وطالبة منهم في التصفيات على مستوى الدول، كما جاء في الإعلان عن الدورة الجديدة من المبادرة، التي وصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأنها المشروع الأكبر للقراءة في العالم، كما أن هذا النجاح متميز من ناحية أن عدد المشاركين في هذه الدورة بلغ نحو 24 مليوناً و800 ألف طالب وطالبة، بزيادة مقدارها 11 في المئة عن مشاركات الدورة الماضية».

وأشار الهاملي إلى أن هذا النجاح الذي تحققه مبادرة «تحدي القراءة العربي» ما كان له أن يتحقق لولا الدعم الكبير وغير المحدود الذي تلقاه من قبل مطلقها، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو دعم من قائد وشاعر وأديب ومثقف يعرف أن القراءة أساس الحضارة، ولولا الحماس الكبير الذي يعمل به القائمون عليها، وهو حماس تستحقه هذه المبادرة لأنها تعمل على تنمية عقول الطلبة والطالبات العرب، وتدفعهم إلى القراءة، وليس كالقراءة وسيلة لاستئناف الحضارة.

 

ثقافة تنويرية

وقال الكاتب علي أبو الريش: «لا شك في أن الإمارات، وبالذات دبي، أصبحت منارة ثقافية في مختلف المجالات. ومن هنا، يأتي الطفل في مقدمة اهتمامات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وهذه ليست جديدة على قيادتنا، فمنذ تأسيس الدولة والإمارات تسعى جاهدة إلى السير قدماً باتجاه ثقافة تنويرية حقيقية شفافة، جنباً إلى جنب مع اهتمامها بالاقتصاد والاجتماع والرياضة وغيرها.

وهنا، تأتي الثقافة في المقدمة لأنها السقف الذي يحمي كل هذه المنجزات والمشروعات، موضحاً أن المستقبل مبشر بالخير فالإمارات ستكون مركزاً ثقافياً عربياً وعالمياً كونها الدولة الفتية الشابة الواعية المدركة لأهمية الثقافة بالنسبة للإنسان بشكل عام وأهمية الثقافة بالنسبة للإنسان أساساً.

وأضاف: «لا شك في كل عام تزداد المشاركة نظراً لزيادة الاهتمام بالطفل في هذه المبادرة، كما أن ما وجده الطفل من حوافز كان دافعاً له للاستمرار ومشجعاً لإرادة الأطفال وأرباب الأسر لتشجيعهم على ذلك، فعندما يجد الأهل أن أبناءهم أصبحوا شغوفين بالقراءة لا بد من أنهم سيشجعونهم على المشاركة وسينشؤون مكتبة منزلية وهذه ستساعد أيضاً على الاهتمام بالقراءة والاستمرار بها وحبها أيضاً، وأتوقع زيادة أعداد المشاركين في الدورات المقبلة».

 

مستقبل واعد

وأفاد الكاتب حارب الظاهري بأن نتائج هذه المبادرة تعبر عن جهود جميلة ومخلصة، خاصة في ما يخص القراءة في هذا الزمن، فهي تعطي أملاً للمشروع الثقافي والمجتمع بحاجة لهذه المبادرات، مؤكداً أن جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم واضحة في الاتجاه الثقافي، وأن حلم كل مثقف أن يكون في بلده مثل هذه المبادرات الكبيرة.

وأعرب عن سعادته بخبر زيادة المشاركين في هذه الدورة، مؤكداً أنها بشارة جميلة تجعلنا نستبشر بالقادم واستشراف مستقبل القراءة، ومن الرائع أن تكون كل سنة إضافة إلى الجهود السابقة التي تمت، وهي ثبت أن مبادرات الشيخ محمد بن راشد دائماً في مكانها وتعطي زخماً جميلاً لمستقبل القراءة والعلم والثقافة في الوطن العربي.

الشاعر أحمد العسم أشار إلى أن هذه مبادرة كبيرة وعظيمة من شخص هو أساساً كبير يمتلك عطاءً لا مثيل له، مبادرة القراءة مشجعة وهامة لا يشعر بها إلا الإنسان المثقف فكرياً ويستشرف المستقبل، فعندما نقدم للطفولة هذه المبادرة فنحن نعطيهم فرصة أن يتقدموا وأن يروا المستقبل بعين الواثق.

وأضاف: «يقال إن هناك أشخاصاً يولدون وفي فمهم ملاعق من ذهب. نحن نولد وأمامنا الثقافة.. والثقافة من ذهب، فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو أساساً شاعر ومثقف وقاص وروائي أراد أن يقدم شيئاً هاماً جداً للبشرية والمستقبل فكانت هذه المبادرة العظيمة، وأنا كأب عندي أطفال وأحفاد لما أجعلهم يدخلون مثل هذا التحدي فإنني أعلمهم كيف يتحدون المستقبل. والنقاط الرئيسية للعيش في الحياة وفي العيش».

وقال: «التفات المبادرة لأصحاب الهمم، أشعر به جيداً كوني من أصحاب الهمم، فكل يد تمتد لتمسك يدي، هي يد أحتاجها.. فما بالك لو كان عطاء هذه اليد واسعاً وكبيراً بفضل الرؤية العميقة وبعيدة المدى لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. أنا أشعر بهذه اليد التي تمتد لي كل يوم، والتفاؤل الذي تبثه في نفوس أصحاب الهمم بالغ الأثر، أشعر به في كل وقت وكل مكان».

Email