نظم مركز محمد بن راشد للفضاء، مساء أمس، حدث «لقاء من الفضاء»، مع رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، خلال اتصال مباشر من محطة الفضاء الدولية وعدد من ممثلي وسائل الإعلام في الدولة للحديث عن أبرز المهام والتجارب التي يجريها في الشهر الأخير ضمن أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، والتي يستكمل فيها ما تبقى من التجارب كما هو محدد ضمن قائمة المهمة التي بدأها قبيل 5 أشهر.

تحضيرات نهائية

وقال سلطان النيادي في رده على سؤال «البيان» حول التحضيرات النهائية التي يقومون عليها قبل العودة للأرض، إن التحضيرات في الفترة الحالية منصبة على تفريغ الحمولة من المركبة التي تم التقاطها أخيراً وتضم مجموعة من العينات العلمية التي سوف يتم العمل عليها خلال الفترة المتبقية من المهمة، كما يتم التحضير لاستقبال طاقم المركبة كرو 7 الذين سينضمون إلى محطة الفضاء الدولية لإكمال المهام والتجارب العلمية، بحيث سيتم تعريفهم على الأجزاء والأجهزة التي تضمها المحطة ومرافقها ومختبراتها.

وأوضح أن التواصل الحالي مع الطاقم على الأرض وتعريفهم ببعض تفاصيل الانطلاق ولحظة الوصول، والتعاون معهم لاستلام آلية العمل، كما يعمل أفراد البعثة الحالية كرو 6 مع الأطباء على تهيئة أجسامنا وأخذ التعليمات منهم للتجهيز لرحلة العودة للأرض، وتناول الأدوية وتفاصيل الملابس المحددة التي يجب ارتداؤها وإجراءات الأمن والسلامة والتي سوف يتم مشاركتها للجمهور في مقبل الأيام.

انعدام الجاذبية

وفي حديثه لممثلي وسائل الإعلام قال النيادي: إن الأبحاث التي تجرى على محطة الفضاء الدولية قد تستغرق شهوراً وربما سنوات طويلة، وبعض التجارب التي خضتها كانت مستمرة منذ سنوات، ونحن أكملنا عليها كتلك المتعلقة بتطوير علاجات معينة أو تأثير انعدام الجاذبية الصغرى على أغشية معينة وأدوية معينة، وجميع هذه التجارب سوف تظهر نتائجها لاحقاً، مشيراً إلى أن هناك العديد من التجارب أجراها على نفسه قبل بدء المهمة وأثناء المهمة وسوف يكملها بعد انتهاء مهمة العودة للأرض، وستعرض نتائجها للجمهور.

وأشار النيادي إلى أن العشرات من التجارب العلمية تم إجراؤها خلال المهمة، جزء كبير منها بالتعاون مع الجامعات في دولة الإمارات، ويختص بعضها بعلوم الجينات الخاصة بالصرع والعلاجات والمطورة لهذا الغرض، كما أجرى بعض الاختبارات المختصة بأمراض السكري وأغشية القلب وصناعة بعض الأغشية الصناعية البيولوجية، لافتاً إلى أن ذلك يؤكد أن محطة الفضاء الدولية بيئة خصبة للتجارب والبحوث وتطويرها على الأرض، بما يعود بالمنفعة على البشرية، كما أن هذه التجارب ستكون وجهة للطلبة بعد تضمينها في المناهج الدراسية، بحيث سوف تكون بمثابة فرص مستقبلية يقومون بدراستها وإجراء الأبحاث فيها.

نقل الوقائع

وأوضح سلطان النيادي أن دور رائد الفضاء ليس مقتصراً على الأبحاث والتجارب العلمية، بل ينصب دوره على نقل الوقائع والجهود وتفاصيل حياة رائد الفضاء للجمهور وبلغة ومفاهيم مبسطة، لافتاً إلى أنه كلما كانت المعلومات والتفاصيل أقرب للمشاهد أصبحت أقرب، ولا بد من استخدام اللغة السهلة التي تساعد على استيعاب المعلومة والاستفادة منها لتشجيع الآخرين لانخراط وفهم مجال الفضاء.

وذكر النيادي خلال حديثه أن الجاذبية هي أكثر ما يفتقده على محطة الفضاء الدولية، حيث يتطلب منه تثبيت كل شيء يستخدمه بالأسلاك أوبالأدوات المختصة، مشيراً في الوقت نفسه إلى من أن اللحظات الجميلة التي يقضيها على متن المحطة عبورها فوق دولة الإمارات.