نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل لـ «البيان»:

«مسرّعات دبي للمستقبل» تعزز مكانة دبي وجهة عالمية جذابة للشركات الناشئة ورواد الأعمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عبدالعزيز الجزيري، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن دبي باتت من أفضل مدن العالم في تبني ثقافة الابتكار في القطاع الحكومي وتطوير الخدمات الحكومية عبر توظيف أحدث التقنيات المتقدمة والممارسات غير التقليدية في تطوير مشاريع نوعية تواكب احتياجات المستقبل، لافتاً إلى أن «مسرّعات دبي للمستقبل» دعمت تعزيز موقع دبي الاستراتيجي، بوصفها وجهة عالمية جذابة للشركات الناشئة وروّاد الأعمال وأصحاب الأفكار المبتكرة، من خلال نسج شبكة عالمية مستقبلية بآفاق ابتكارها لإيجاد الحلول الإبداعية لتحديات محددة تحدث أثراً إيجابياً ملموساً.

وقال الجزيري لـ«البيان»: إن سبب هذه الريادة يعود إلى نجاح دبي في تطبيق نماذج عمل مرنة وغير مسبوقة في تطوير العمل الحكومي بما يجسد رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتوحيد الطاقات والجهود والتركيز على النتائج للوصول خلال فترات قصيرة لتحقيق مستهدفات ومنجزات تحتاج عادة إلى عقود من الزمن.

رؤية

وأشار الجزيري إلى أن مؤسسة دبي للمستقبل تعمل من خلال مختلف مشاريعها ومبادراتها على تحقيق هذه الرؤية، وهذا ما تجسده «مسرّعات دبي للمستقبل»، التي أصبحت نموذجاً حكومياً هو الأول من نوعه في العالم في تسهيل وتسريع استكشاف حلول التحديات المستقبلية الملحّة وتصميمها بشكل مشترك من قبل الجهات الحكومية بالتعاون مع الشركات التكنولوجية والناشئة.

وأضاف عبدالعزيز الجزيري: «تتمثل المهمة الرئيسة لـ«مسرعات دبي للمستقبل» في تعزيز الابتكار والمرونة في القطاع الحكومي وتسهيل تعاون الجهات الحكومية مع الشركات الناشئة والمؤسسات الخاصة الأخرى للعمل على إيجاد حلول مبتكرة لتحديات محددة تعود بنتائج ملحوظة على أداء الجهات الحكومية.

إنجازات بارزة

وحول أهم الإنجازات التي حققتها هذه المبادرة منذ إطلاقها، أشار عبدالعزيز الجزيري إلى أن «مسرّعات دبي للمستقبل» استقطبت منذ إطلاقها 1077 شركة ناشئة من أكثر من 40 دولة، ودعمت توفير أكثر من 600 فرصة عمل مباشرة، وشهدت توقيع أكثر من 180 مذكرة تفاهم خلال مراحلها السابقة، كما استكشفت «مسرّعات دبي للمستقبل» 145 تحدياً مستقبلياً مهماً، وأدارت نحو 90 مشروعاً اختبارياً لأكثر من 20 جهة حكومية وخاصة، وأسهمت في استقطاب أكثر من 45 شركة ناشئة لتأسيس مقرّاتها في دبي.

قطاعات مستقبلية

وقال الجزيري: أشركت «مسرّعات دبي للمستقبل» الكثير من الجهات الحكومية بشكل فاعل في التعاون مع شركات القطاع الخاص وروّاد الأعمال والباحثين وأصحاب الأفكار المبتكرة في مختلف القطاعات المستقبلية الحيوية، بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والسلامة والأمان، والتعليم، والمياه والطاقة، والصحة، والبنى التحتية، والطيران، والعمل الإنساني والمجتمعي، والتنقل الذكي، واقتصاد المستقبل».

منصة متكاملة

وأضاف: «توسّع دور «مسرّعات دبي للمستقبل» عام 2019 لتصبح منصة مركزية متكاملة تمكن المشاركين فيها من الوصول السريع والمباشر إلى مختلف مبادرات «مؤسسة دبي للمستقبل»، التي تساعدهم في تطوير حلولهم المستقبلية الواعدة».

وأكد نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل أن هذه المبادرة أسهمت على مدى السنوات القليلة الماضية في توفير مختبر مفتوح للتقنيات المبتكرة المحلية والعالمية، وتشجيع الشركات الناشئة من مختلف أنحاء العالم على القدوم لدبي وتحدي المعطيات القائمة في مختلف المجالات التي تهم الإنسان وتوسيع حدود الممكن.

نجاحات مميزة

وحول أهم النجاحات التي تم تحقيقها خلال الفترة الماضية، قال عبدالعزيز الجزيري: «نجحت الشركات والمشاريع العالمية التي تعاونت مع «مسرعات دبي للمستقبل» منذ تأسيسها بجمع تمويلات بقيمة إجمالية تعادل مليار درهم، كما سجلت «مسرعات دبي للمستقبل» استثمارات في الابتكار والمشاريع الناشئة بقيمة إجمالية وصلت إلى 274 مليون درهم».

وأضاف: «كما تعاونت «مسرعات دبي للمستقبل» خلال مسيرتها مع أكثر من 10 شركات مليارية، منها «نوكيا»، و«سيمنز»، و«أوبر»، و«هانيويل»، وشجعت اثنتين من تلك الشركات المليارية على افتتاح مقراتها في دبي، وهما شركة «بيوند ليمتس»، وشركة «كونسنسيس»، التي صعدت قيمتها السوقية عام 2023 وبعد 5 سنوات من تأسيسها عام 2018 إلى 7 مليارات دولار».

نموذج فاعل

وأوضح عبدالعزيز الجزيري أن «مسرعات دبي للمستقبل»، التي تشكل أكبر برنامج لمسرعات الأعمال في العالم وتشرف على عملها «مؤسسة دبي للمستقبل»، التي يترأس سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، مجلس أمنائها، ترتكز على مبدأ التعاون والشراكة والتنسيق بين جهات متعددة ومتنوعة، قد تجمع مؤسسات من القطاع الحكومي بشركات من القطاع الخاص أو روّاد أعمال أو باحثين أو مؤسسي مشاريع ناشئة أو أصحاب أفكار إبداعية، ومن ثم تركيز هذا التعاون والجهد المشترك في قطاع حيوي للمستقبل ينعكس أثره الإيجابي على الأفراد والمجتمعات والحكومات والدول والمجتمعات الإنسانية.

ولا تستحوذ «مسرعات دبي للمستقبل» على أي من حقوق الملكية لتلك الحلول المستقبلية المبتكرة حرصاً منها على وصول أثرها التنموي إلى أبعد مدى بأسرع وقت ممكن من دون حدود أو قيود.

قصص نجاح ملهمة

وقال عبدالعزيز الجزيري: شهدت العديد من المشاريع والشركات الناشئة تضاعف قيمتها السوقية لدى انضمامها إلى «مسرعات دبي للمستقبل»، التي تسهّل التواصل مع الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص ومنصات التمويل المحلية والدولية، ففي مجال التكنولوجيا المالية وتسهيل تعاملات الأفراد والمؤسسات باستخدام الابتكار الرقمي، برز نموذج «إنستا تشين» السريع لتسوية التعاملات المالية رقمياً، الذي طوّرته «أفانزا»، المتخصصة في مجال بناء وتصميم شبكات ومنصات البلوك تشين، انطلاقاً من مسرّعات دبي للمستقبل، واستند إلى مبدأ شبكات التعاملات المالية الرقمية القائمة على تكنولوجيا البلوك تشين لاختصار زمن تسوية مجموعة متنوعة من التعاملات المالية من 45 يوماً إلى التسوية الآنية الفورية.

ومن قصص النجاح التي احتضنتها «مسرعات دبي للمستقبل» منصة «إديوتشين» الكندية المبتكرة، التي تدعم تكنولوجيا التعليم بتوظيف تقنيات «بلوك تشين» الرقمية الآمنة لتسريع عمليات معادلة الشهادات العلمية والتحقق من المستندات التعليمية للأفراد والمؤسسات، والتي تضاعفت قيمتها السوقية 3 مرات وصولاً إلى 330,000 درهم بعد انضمامها للمسرعة.

وتوفر المنصة آلية مبتكرة تمكن الجامعات من إصدار الأوراق والمستندات الأكاديمية المعتمدة رقمياً، لتسهيل حصول الطلبة والمؤسسات الحكومية والخاصة وجهات العمل والتوظيف على بيانات التحصيل العلمي والمعرفي للطلبة بشكل رقمي محمي وشفاف ودقيق، مع الاستفادة من خدمات التحقق الإلكترونية بشكل فوري آمن وتحميل البيانات التعليمية المطلوبة من المنصة.

وبادرت جامعة زايد في فبراير 2018 إلى بدء اعتماد واستخدام هذه التقنية الرقمية في إصدار الشهادات والمستندات الأكاديمية بالتعاون مع مؤسسة «إديوتشين للحلول الرقمية».

مستقبل مستدام

وعلى مستوى بناء المستقبل المستدام، تبرز قصة نجاح الشركة الناشئة «ديسولينيتر» المتخصصة في تصميم النظم المستدامة المحايدة كربونياً التي تعتمد بالكامل على الطاقة النظيفة والمتجددة الشمسية لتنقية وتحلية المياه. وتضاعفت القيمة السوقية للشركة بعد انضمامها لبرنامج المسرعات لتصل إلى أكثر من 1.6 مليون درهم. كما وقعت الشركة اتفاقية شراكة مع هيئة كهرباء ومياه دبي في سبتمبر 2022 لبناء نظام مستدام محايد الكربون لتنقية وتحلية المياه بالاعتماد على تقنية الطاقة الشمسية الحرارية.

جهود متواصلة

وحول الرؤية المستقبلية لهذه المبادرة، اختتم عبدالعزيز الجزيري حديثه بالقول: «ندعو الجهات الحكومية والشركات الخاصة والناشئة للاستفادة من الخدمات التي توفرها «مسرعات دبي للمستقبل» لإحداث قفزات نوعية في تبني التقنيات الجديدة لتطوير العمل الحكومي وتحقيق رؤية القيادة بأن تكون دبي مختبراً مفتوحاً للجميع يركّز جهود الحاضر لتصميم حلول المستقبل».

Email