أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، أمس، عودة رائد الفضاء سلطان النيادي بنجاح إلى الأرض عقب إنجازه أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، والتي امتدت لـ6 أشهر.

وانفصلت المركبة عن محطة الفضاء الدولية في تمام الساعة 3:05 بتوقيت دولة الإمارات، أول أمس (الأحد 3 سبتمبر)، وهبطت على ساحل جاكسونفيل، في فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية في تمام الساعة 8:17 صباحاً بتوقيت الإمارات أمس (الاثنين).

وهنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، النيادي بالعودة سالماً.

ودوّن صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، عبر حسابه في منصة «x»: «ولدي سلطان النيادي، الحمد لله على عودتك سالماً إلى الأرض بعد أطول مهمة عربية في الفضاء. صنعتَ مع فرق العمل الوطنية إنجازاً إماراتياً تاريخياً وساهمتم في خدمة العلم والبشرية. بكم جميعاً طموحاتنا في مجال الفضاء كبيرة ومتواصلة، العلم سلاحنا، وجهد أبنائنا ذخرنا، والتوفيق من الله».

كما دوّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، عبر حسابه في منصة «X»: «نهنئ شعب الإمارات وجميع الشباب العربي بالعودة السالمة لسلطان النيادي لكوكب الأرض، أول رائد فضاء عربي في مهمة طويلة في محطة الفضاء الدولية. أجرى سلطان 200 مهمة بحثية علمية.. وقضى أكثر من 4400 ساعة في الفضاء.. وألهم ملايين الشباب العربي بأننا قادرون على المساهمة الإيجابية في مسيرة البشرية العلمية والحضارية».

وفي هذه المناسبة، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن الإنجازات التي تشهدها دولة الإمارات بقيادة أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، تزيد من رسوخ المكانة العالمية لدولة الإمارات، وتؤكد جدارتها كشريك فاعل في صنع مستقبل أفضل للعالم، مهنئاً رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي على سلامة الوصول للأرض بعد أن سطّر على مدار ستة أشهر فصلاً جديداً في سجل إنجازات الإمارات.

وقال سموه: «أبارك لأخي رئيس الدولة وشعب الإمارات إنجازاً عالمياً جديداً يحمل توقيع الإمارات.. وأهنئ ولدنا سلطان النيادي وفريق العمل على الختام الناجح للمهمة التاريخية... الإنجاز الجديد نهديه لأمتنا العربية تأكيداً لنهج الإمارات الراسخ وحرصها الدائم على المشاركة الإيجابية والمؤثرة في تهيئة مستقبل أفضل لشعوب المنطقة والعالم».

وأثنى صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على الجهود الحثيثة وراء هذا الإنجاز التاريخي، والذي تحقق بسواعد وعقول أبناء الإمارات، وقال سموه: «أطلقنا برنامج الإمارات لرواد الفضاء في 2017.. وفي أقل من 6 سنوات احتفلنا بنجاح رحلتين حملتا اسم الإمارات إلى الفضاء.. ثقتنا كبيرة في شبابنا لتكون دولتنا دائماً في المقدمة تلهم الأجيال وترفع سقف الطموحات... بكفاءاتنا الوطنية المتميزة قادرون على الاستمرار في إبهار العالم بإنجازات نوعية مُلهمة في كافة المجالات».

وفي سياق متصل، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، خلال اجتماع مجلس الوزراء أمس: «ترأست اليوم بقصر الوطن بأبوظبي اجتماعاً لمجلس الوزراء.. أكدنا في بدايته استمرار دولة الإمارات في استراتيجيتها الطموحة لقطاع تكنولوجيا الفضاء.. واستمراريتها في تأهيل وإرسال المزيد من رواد الفضاء لمحطة الفضاء الدولية.. وترحيبها بعودة ابن الإمارات سلطان النيادي أول رائد فضاء عربي في مهمة طويلة في محطة الفضاء الدولية للأرض، بعد مشاركته في العديد من التجارب العلمية على متن المركبة، وذلك بدعم وتنظيم من مركز محمد بن راشد للفضاء الذي يشرف على برنامج متكامل لرواد الفضاء الإماراتيين ومهمات الفضاء المستقبلية.. سلطان النيادي هو نموذج وقدوة لملايين الشباب في دولة الإمارات وفي منطقتنا العربية للوصول لأعلى المراتب عالمياً.. وقادمنا العلمي في مجال الفضاء سيكون أعظم وأفضل بإذن الله».

الوصول

وكان في استقبال سلطان النيادي على متن سفينة التعافي وفور خروجه من الكبسولة الفضائية كل من عدنان الريس، مدير مهمة طموح زايد 2، برنامج الإمارات لرواد الفضاء، والدكتورة حنان السويدي، طبيبة رواد الفضاء، وسعيد العمادي، من إدارة الاتصال الاستراتيجي بمركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تم نقل النيادي على الفور لتلقّي العناية الطبية المتخصصة من قبل الفريق الطبي الموجود في موقع الهبوط، ومن ثم التوجه إلى المعسكر الصحي لإجراء المزيد من الفحوصات لضمان سلامته الصحية.

لحظة تاريخية

وتعليقاً على نجاح هذه المهمة التاريخية، قال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: «نقف اليوم أمام لحظة تاريخية في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة الطموحة في مجال استكشاف الفضاء، ونهنئ قيادتنا الرشيدة على هذا الإنجاز الذي لم يكن ليتحقق لولا دعمهم المستمر ورؤيتهم التي كان لها الفضل في ازدهار قطاع الفضاء الإماراتي خلال فترة زمنية وجيزة. فقد أصبحت مهمة سلطان النيادي التاريخية على متن محطة الفضاء الدولية نموذجاً ملهماً لجيل المستقبل من العلماء ورواد الفضاء، الذين سيواصلون مسيرة التقدم نحو تحقيق المزيد من الإنجازات. فخورون بنجاح سلطان خلال مهمته في إجراء عدد من التجارب العلمية التي ستعود بالنفع على المجتمع العلمي العالمي والبشرية بشكل عام، ونحن سعداء بعودته بسلام عقب إنجازه أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب بنجاح».

من جانبه، قال سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء: «برعاية وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، نجحنا في إنجاز أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب. تعتبر هذه المهمة الرائدة أساساً لمهام فضائية أخرى طويلة الأمد سنقوم بها في المستقبل. حقق سلطان إنجازاً فريداً على الصعيدين المحلي والعالمي، وأصبح مصدر إلهام لرواد فضاء المستقبل ولشبابنا وشباب العالم وجميع العاملين في هذا المجال والمعنيين به، لا سيما بفضل التجارب العلمية المتنوعة التي أجراها على متن محطة الفضاء الدولية. كل الشكر والتقدير لرائد الفضاء هزاع المنصوري، الذي قام بدور مهم كمسؤول لمتابعة مهمة البعثة 69 على الأرض، حيث أصبح هو وسلطان مصدر فخر لشعبنا ولأمتنا، كما لا يفوتنا أن نعبر عن خالص الشكر والتقدير لشركائنا في إنجاح هذه المهمة».

وفي ذات السياق، قال عدنان الريس، مدير مهمة طموح زايد 2، برنامج الإمارات لرواد الفضاء: «تُعد مهمة سلطان النيادي إنجازاً استراتيجياً لدولة الإمارات العربية المتحدة. خلال فترة تواجده على متن محطة الفضاء الدولية، أجرى سلطان أكثر من 200 تجربة رائدة، وخاض أول مهمة عربية للسير في الفضاء، إلى جانب مبادراته التوعوية واتصالاته المباشرة حول أنشطته في الفضاء، التي جعلت العالم أجمع يتفاعل ويعرف أكثر حول أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب. ولا شك أن إنجازات سلطان تجسّد جوهر رؤية برنامج الإمارات لرواد الفضاء، التي تتجلى في الإلهام والابتكار، وتعزيز مكانة الإمارات العربية المتحدة كدولة رائدة في مجال استكشاف الفضاء».

هبوط آمن

وقد عاد سلطان النيادي إلى الأرض رفقة أعضاء طاقم Crew-6، وهم رائد الفضاء ستيفن بوين (ناسا)، ورائد الفضاء وارين هوبيرغ (ناسا)، ورائد الفضاء أندري فيدياييف (روسكوزموس)، على متن المركبة الفضائية دراجون، عقب قضاء 6 أشهر على متن محطة الفضاء الدولية.

ونجحت المركبة في الهبوط بخليج المكسيك بساحل تامبا قبالة ولاية فلوريدا الأمريكية، وقبل 4 دقائق من الهبوط، انتشرت المظلات على ارتفاع حوالي 18000 قدم بينما كانت تنطلق المركبة دراجون بسرعة 560 كيلومتراً في الساعة تقريباً. فيما تم فتح المظلات الرئيسية للمركبة على ارتفاع حوالي 6000 قدم في وقت لاحق.

يُذكر أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي تتم إدارته من قِبل مركز محمد بن راشد للفضاء، يُعدّ أحد المشاريع التي يمولها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، الذي يهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.